السبت: 11/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران عطا الله حنا يستقبل وفدا من الكنيسة الارثوذكسية البلغارية

نشر بتاريخ: 27/01/2016 ( آخر تحديث: 27/01/2016 الساعة: 11:56 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، صباح اليوم، وفدا من الكنيسة الارثوذكسية البلغارية وزاروا كنيسة القيامة والتقوا مع المطران في كاتدرائية مار يعقوب حيث القى امامهم محاضرة عن مدينة القدس وتاريخها وهويتها والحضور المسيحي فيها .

وقال المطران حنا في كلمته: "إن كنيسة القدس هي ام الكنائس ومنها انطلقت الرسالة المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها، ومع احترامنا الشديد للمراكز المسيحية العالمية شرقا وغربا تبقى مدينة القدس المركز المسيحي الاساسي، ففي هذه البقعة المقدسة من العالم ولد المسيح وفيها كان ينتقل من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية مناديا بقيم المحبة والاخوة والسلام بين الناس، وفي مدينة القدس كانت المراحل الاخيرة من حياته على الارض مرورا بآلامه وصليبه وموته ودفنه وقيامته، ومن مدينة القدس صعد المسيح الى السماء في اليوم الاربعين بعد قيامته وفي اليوم الخمسين كانت العنصرة حيث حل الروح القدس على التلاميذ، فانطلقوا بعدئذ الى مشارق الارض ومغاربها واعظين ومعلمين ومنادين برسالة الخلاص في كل مكان".

وتابع: " ان هنالك مكانة روحية فريدة ومركزية للقدس في الضمير المسيحي وكافة المسيحيين في كل مكان يتمنون ويتطلعون الى زيارة هذه البقعة المقدسة من العالم التي تحتضن هذا الكم الهائل من المقدسات والمقامات الشريفة التي تذكرنا بحضور المسيح على الارض. القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولها خصوصية فريدة ومميزة فلا يوجد في عالمنا مدينة مثل القدس التي تعتبر قطعة من السماء على الارض. انها المدينة المقدسة التي يكرمها اصحاب الديانات التوحيدية الثلاث وتحتضن التراث والتاريخ والحضارة والتلاقي والتعايش بين الاديان، انها المدينة المقدسة التي يرنو كافة المؤمنين في العالم الى زيارتها والصلاة في معابدها وملامسة عتابتها المقدسة والسير في ازقتها وشوارعها العتيقة التي تذكرنا بتاريخها المجيد وهويتها الانسانية والروحية والحضارية . ان مدينة القدس بالنسبة الينا كفلسطينيين هي عاصمتنا الروحية وعاصمتنا الوطنية، ولا يمكن للفلسطيني ان يتحدث عن وطنه او عن قضية شعبه من دون القدس ، ولا يمكننا ان نتحدث عن القدس بدون فلسطين هذه الارض المقدسة التي نعيش فيها، ونعشق كل حبة تراب من ثراها وننتمي اليها بكل جوارحنا".

واضاف: "ان من يظنون بأن الفلسطينيين سيتخلون في يوم من الايام عن وطنهم وعن قدسهم ومقدساتهم هم مخطئون، فإنتماء الفلسطيني للقدس هو انتماء اصيل ولا توجد هنالك قوة في هذا العالم قادرة على اقتلاع القدس من وجداننا ومن هويتنا ومن اصالتنا. القدس حاضنة مقدساتنا ورمز عزتنا وكرامتنا وانتماءنا لهذه الارض انها المدينة المقدسة التي نحبها وندافع عنها ونسعى من اجل ان تكون مدينة يتمتع فيها الفلسطينيون بالحرية والكرامة والسلام. ان مدينة القدس هي مدينة السلام ولكنها تحولت بفعل الاحتلال الى مدينة للصراع والخلاف والعنف وامتهان الكرامة الانسانية. الاحتلال يشوه وجه القدس الروحي والانساني بسياساته العنصرية فبدل من ان تكون مدينة القدس ملتقى الاديان والمؤمنين وحاضنة التآخي والمحبة والاخوة بين ابناء الاديان التوحيدية الثلاث نراها اليوم مدينة يظلم فيها الفلسطينيون ليس لسبب اخر سوى انهم فلسطينيين يحبون مدينتهم ويدافعون عن مقدساتها ووجهها الانساني والروحي والوطني."

وقال المطران حنا: "إن مدينة السلام تحولت بفعل الاحتلال الى مدينة يظلم فيها الانسان الفلسطيني ويعتدى على مقدساته ويستهدف وجوده الاصيل والتاريخي في هذه المدينة المقدسة. الفلسطينيون في القدس ليسوا بضاعة مستوردة من اي مكان ولم يؤتى بهم من اي بلد في هذا العالم انهم فلسطينيون مقدسيون ينتمون الى هذه الارض وجذورهم عميقة في تربتها كما هي شجرة الزيتون جذورها عميقة في هذه الارض المقدسة. اعيدوا للقدس جمالها وبهائها وقدسيتها الممتهنة بفعل الاحتلال وسياساته العنصرية، لا يمكننا كفلسطينيين ان نستسلم للعنصرية وان نستسلم لاولئك الذين يريدوننا ان نكون غرباء في وطننا وعابري سبيل في مدينتنا، ولا يمكن ان نقبل بالوضع الذي يرسم لمدينتنا حيث سياسات تشويه صورة المدينة المقدسة ومكانتها مستمرة ومتواصلة"

وتابع:" ان مدينة القدس هي مدينة نعتبرها امانة في اعناقنا وسنبقى ندافع عنها ، فنحن شعب يحب القدس وينتمي اليها ويقدسها ويدافع عن مقدساتها وعن مقاماتها الروحي. ان المسيحيين الفلسطينيين هم جزء اساسي من مكونات الشعب الفلسطيني، والمسيحيون في المنطقة العربية ليسوا اقليات في اوطانهم ونحن نرفض ان ينظر الينا كأقلية سواء كان هذا في فلسطين او في غيرها من الاقطار العربية المجاورة، المسيحيون هم مكون اساسي من المكونات الروحية والتاريخية والحضارية في هذه المنطقة، ومن يستهدفون الحضور المسيحي انما يسعون لتشويه صورة هذا المشرق التي جمالها نابع من هذا التلاقي والتعايش بين الاديان، اننا كمسيحيين فلسطينيين منحازون الى جانب شعبنا الفلسطيني في قضيته العادلة ونحن مع حرية هذا الشعب وانعتاقه من الاحتلال فحرية فلسطين هي حرية المسلم والمسيحي على السواء."

واشار الى أن "نحن في الوقت الذي فيه نحترم كل الاديان ونحترم كل الثقافات والشعوب ونرفض العنصرية والتمييز العنصري، فإننا نؤكد بأننا نرفض سياسات الاحتلال الممارسة بحق شعبنا الفلسطيني بإستهداف المقدسات، واستهداف الشعب الفلسطيني ومؤسساته وحرمان الفلسطينيين من حق التنقل، فها هي الاسوار العنصرية شاهدة على سياسة الابرتهايد الممارسة بحق شعبنا. اننا نناشد الكنائس المسيحية العالمية بأن تساعدنا وتؤازرنا وتكون معنا في سعينا من اجل رفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني، اننا نتمنى من الكنائس العالمية ان تؤازر النضال الفلسطيني المشروع الهادف الى الوصول الى الحرية التي نتمناها ونطالب بها جميعا. اننا نتمنى بأن يتوقف العنف الدائر في منطقتنا العربية الذي أدى الى تهجير المسيحيين وغيرهم من المواطنين، كفانا حروبا ودمارا وعنفا واستهدافا للكرامة الانسانية، اننا نصلي من اجل السلام في فلسطين ومنطقتنا العربية والعالم بأسره، ونتمنى ان تتحقق العدالة المنشودة لكي ينعم انساننا بالحرية التي يستحقها".

وتحدث المرطان حنا عن وثيقة الكايروس الفلسطينية، فقدمها للوفد بترجمتها البلغارية وقال بأنها وثيقة نؤكد خلالها على اننا لن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن فلسطين ونحن منفتحون على كل الاديان والشعوب بعيدا عن التقوقع والانعزالية من اجل ان نبرز عدالة هذه القضية التي هي قضيتنا جميعا. مشيرا الى أ، فلسطين التي في سبيلها يموت الشهداء ويسجن الاسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال، فلسطين التي في سبيلها يضحي الشعب الفلسطيني هي الدولة المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس، انها فلسطين الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم فيها كل الاديان فلا يوجد فيها اكثرية او اقلية انها دولة المواطنة واحترام حقوق الانسان وكرامته، فهذه هي الدولة التي نتطلع اليها كفلسطينيين دولة نموذجية بقيمها وديمقراطيتها ورسالتها الحضارية والانسانية والوطنية والروحية، انها فلسطين الارض المقدسة التي يستحق ابنائها ان يعيشوا في كنف دولة حرة ابية ترقى الى مستوى تضحياتهم وطموحاتهم