نشر بتاريخ: 18/02/2016 ( آخر تحديث: 18/02/2016 الساعة: 12:18 )
غزة- معا- بدأ مركز "العمل التنموي معا" مشروعا جديدا لدمج المعاقين والمزارعين في سوق العمل الفلسطيني، من خلال اشراكهم بالمؤسسات المهتمة لحالتهم وإعطائهم دورات تدريبية تؤهلهم للانخراط في سوق العمل.
وقال منسق المشروع في مركز العمل التنموي معا أسامة قديح، إن هذا المشروع يأتي ضمن مشروع "تحسين الأمن الغذائي للفلسطينيين الأكثر هشاشة" والمنفذ من قبل المركز بالتعاون مع منظمة كير الدولية وبتمويل من الحكومة الكندية".
وأوضح قديح أن المشروع يعتبر من المشاريع الرائدة في مجال تطوير الواقع المعيشي للأسر الفقيرة وللمؤسسات المحلية العاملة في المنطقة.
وأضاف: "حرصا من المركز على تحقيق الأمن الغذائي للمحتاجين، فإنه يركز على اختيار المشاريع النوعية والتي تحدث اثرا كبيرا في حياة الناس، ونفذ المركز مجموعة من الأنشطة على مدار سنتين ساعد خلالها على بدء مشاريع تنمية مستدامة.
وأشار منسق المشروع إلى أهمية مشروع وحدة انتاج "نشارة الخشب" الذي ينفذ في منطقة البريج لصالح جمعية البريج للتأهيل المجتمعي من المشاريع الرائدة والمتميزة، ويتم انتاج نشارة الخشب والتي يتم استعمالها بكثرة في مزارع الدجاج البياض.
وأوضح أن هذه الوحدة تشكل مصدر دخل لجمعية البريج للتأهيل المجتمعي مما يساهم في استمرار الجمعية، في اداء مهامها في مجال تحسين الظروف المعيشية والحياتية لسكان المنطقة.
وأشار الى أن منطقة البريج تغلب عليها مشاريع تربية الدجاج اللاحم والبياض، ويكثر الطلب على هذا النوع من النشارة وقال: "بما ان المنطقة تفتقر الى مثل هذه الوحدات، فان مربيي الدجاج يواجهون صعوبات في توفيرها مما يتطلب الجهد و المال الإضافي، ومع وجود هذه الوحدة اصبح مربيي الدجاج اللاحم والبياض يتحصلون على النشارة بسهولة ويسر وبأسعار تنافسية مما يساعد على تحسين دخل المربيين وتوفير دخل جيد للجمعية".
وأفاد اسماعيل علاء الدرة (25 عاما) من ذوي الاحتياجات الخاصة، متزوج وزوجته تعاني من اعاقة سمعية ولديه 3 أولاد: "أنا عضو في جمعية البريج للتأهيل المجتمعي منذ سنوات، إرادتي للعيش بكرامة هي الدافع الوحيد الذي يجعلني أرفض أن أبقى عالة على المجتمع، دون أن يكون لي بصمة تتناسب مع ميولي وأهدافي وأفكاري".
وأوضح أن المشاركة في العمل بوحدة نشارة الخشب هو ما يطمح له، لما له من أهمية في تحسين وضعه المادي، وكذلك اندماجه في الحياة اليومية للمجتمع.
وتابع:" في السابق لم أكن أملك عملاً حتى استطيع تحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقي وأستطيع ان أعيل أسرة لكن الآن انا سيد نفسي أعملوأنتج من خلال هذه الوحدة".
وأكدت المهندسة هدى أبو شمالة منسقة المشاريع في جمعية البريج للتأهيل المجتمعي على أن تنفيذ مشروع وحدة انتاج نشارة الخشب من قبل مركز العمل التنموي "معا" منذ بداية شهر سبتمبر من العام الماضي في منطقة البريج يعتبر الأول في المنطقة، حيث سهل وجودها على الكثير من مربي الدواجن المستفيدين وغيرهم من سكان المنطقة الوسطى والمناطق المجاورة الحصول على نشارة الخشب من وحدة الانتاج التابعة للجمعية، بدلا من اللجوء الى مناطق بعيدة عنهم لشرائه.
وأشارت أبو شمالة، الى ان المستفيد في السابق كان يستغل من قبل التجار لعدم وجود منافس، لكن الآن ومع وجود وحدة نشارة في منطقة البريج التي تبيع لهم النشارة بسعر منخفض شجع الكثير من السكان ومربي الدواجن الإقبال على شرائه من الوحدة بكميات كبيرة.
وأفادت أن أبو شمالة: "إن جمعية البريج للتأهيل تولي كل الاهتمام لذوي الاحتياجات الخاصة من اناث وذكور، لذلك كانت من المرحبين بتنفيذ هذا المشروع لما له أهمية في تأهيل المعاق الى العمل في المجتمع".
واشارت إلى أنهم تمكنوا من خلال المشروع مساعدة مجموعة من المعاقين سمعيا، من خلال اخضاعهم لمرحلة تدريب وتأهيل للعمل في وحدة نشارة الخشب لكونها تشكل لهم مصدر رزق كبير، خاصة وأن فئة كبيرة منهم متزوجين ولديهم أسر ويعانون من التهميش المجتمعي هذا عدى عن كونهم عاطلين عن العمل بسبب حالتهم.
وأكدت على أن هذا المشروع شكل خطوط اخرى للإنتاج غير مربي الدواجن، من خلال اقبال الناس لشراء النشارة لاستخدامها في أعمال الزينة، فمثلا تباع لبعض المحلات لاستخدامها في عملية تزيين الأرض واكسابها اشكالا جميلة ورسومات فائقة الجمال، او للتزيين في الأثاث المنزلي، كما ويستخدمها البعض فى صناعة فحم الأقراص سريعة الاشتعال.
مصدر دخل للمزارع
المزارع فريح المصري (45 عاما) متزوج ولديه 7 أطفال، عاطل عن العمل منذ سنوات، هو ايضا أحد المستفيدين من المشروع منذ بدايتهفي منطقة البريج، لديه مزرعة دواجن صغيرة يعتاش منها، لكنه يجد صعوبة في تربية الدجاج اللاحم في هذا الطقس البارد، ومن خلال هذا المشروع الذي أصبح يشكل له مصدر دخل جيد.
يقول: " انا متعلم وصاحب شهادة لكن وبسبب الوضع الاقتصادي الراهن في قطاع غزة، لم أجد عمل سوى اللجوء الى تربية الدواجن، ومن خلال مشاركتي في المشروع الذي قدمته لي جمعية التأهيل في البريج تمكنت من شراء نشارة الخشب بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة وجودة عالية، لاستخدامها في امتصاص مخلفات الدواجن كما وعزل الرطوبة، مما سهل عليه عملية وساعدني على توسيع مشروعي الصغير".
ويؤكد أنه تممنحه المعدات اللازمة لتربية الدواجن من أسطوانة غاز لعملية التدفئة وخزان ماء والعلف اللازم للحفاظ على نمو الفراخ فأصبح باستطاعته التغلب على مشكلة موت الدواجن بسبب برودة الجو" .