الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة الدول العربية تحتفل بذكرى نشأتها

نشر بتاريخ: 20/03/2016 ( آخر تحديث: 20/03/2016 الساعة: 16:44 )
القاهرة - مراسل معا- تحتفل جامعة الدول العربية يوم 22 اذار من كل عام بـ "يوم جامعة الدول العربية"، ففي هذا اليوم من عام 1945 تم التوقيع علي ميثاق جامعة الدول العربية، والتي تشكلت نواتها من سبع دول عربية هى جملة الدول العربية المستقلة فى ذلك الوقت، إلى أن اتسع إطار الجامعة وأصبح يضم 22 دولة عربية حاليا.

على الرغم من أن الدعوة إلى الوحدة العربية كانت مطروحة منذ عدة قرون، إلا أن فكرة إقامة تنظيم عربي واحد يجمع شمل الدول العربية لم تتبلور أو تتضح معالمها إلا خلال الحرب العالمية الثانية بفعل جملة من المتغيرات العربية والإقليمية والدولية.

ألقي انتونى إيدن وزير خارجية بريطانيا خطابا في 29 مايو عام 1941 تضمن تشجيعا لفكرة إنشاء كيان يربط الدول العربية ببعضها البعض، وبعد أقل من عامين وتحديداً في 24 فبراير عام 1942 أصدر إيدن تصريحه الشهير في مجلس العموم البريطاني بأن الحكومة البريطانية "تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمى إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية."

أخذ رئيس الوزراء المصرى آنذاك مصطفى النحاس بزمام المبادرة بعد عام تقريباً من خطاب أنتونى إيدن، ودعا كلا من رئيس الوزراء السورى (جميل مردم) ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية (بشارة الخوري) للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق العرى بين البلدان العربية المنضمة لها"، مؤكدا استعداد الحكومة المصرية لاستطلاع آراء الحكومات العربية في موضوع الوحدة وعقد مؤتمر لمناقشته.

على أثر ذلك بدأت سلسلة من المشاورات الثنائية بين مصر من جانب وممثلي كل من العراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والأردن، واليمن من جانب آخر، وهي المشاورات التي أسفرت عن تبلور اتجاهين رئيسيين بخصوص موضوع الوحدة: الاتجاه الأول يدعو إلى ما يمكن وصفه بالوحدة الإقليمية الفرعية أو الجهوية وقوامها سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب. والاتجاه الثاني يدعو إلى نوع أعم وأشمل من الوحدة يشمل عموم الدول العربية المستقلة، وإن تضمن هذا الاتجاه بدوره رأيين فرعيين أحدهما يدعو لوحدة فيدرالية أو كونفيدرالية بين الدول المعنية والآخر يطالب بصيغة وسط تحقق التعاون والتنسيق فى سائر المجالات وتحافظ في الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها.

اجتمعت لجنة تحضيرية من ممثلين عن كل من سوريا، ولبنان، والأردن، والعراق، ومصر، واليمن (بصفة مراقب) في الفترة من 25 سبتمبر إلى 7 أكتوبر 1944 رجحت الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها. كما استقر الرأي على تسمية الرابطة المجسدة لهذه الوحدة بـ "جامعة الدول العربية" وآثرته على مسمى "التحالف" أو "الاتحاد". وعلى ضوء ذلك تم التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية الذى صار أول وثيقة تخص الجامعة.
وقع على هذا البروتوكول رؤساء الوفود المشاركة فى اللجنة التحضيرية وذلك في 7 أكتوبر 1944 باستثناء السعودية واليمن اللتين وقعتاه في 3 يناير 1945 و 5 فبراير1945 على التوالى بعد أن تم رفعه إلى كل من الملك عبد العزيز آل سعود والإمام يحيى حميد.

مثّل هذا البروتوكول الوثيقة الرئيسية التي وُضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية والذي شارك في إعداده كل من اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها ومندوبي الدول العربية الموقعين على بروتوكول الإسكندرية، مضافاً إليهم مندوب عام كل من السعودية واليمن، كما حضر مندوب الأحزاب الفلسطينية كمراقب.

بعد اكتمال مشروع الميثاق كنتاج لستة عشر اجتماعا عقدتها الأطراف المذكورة بمقر وزارة الخارجية المصرية في الفترة بين 17 فبراير و3 مارس 1945 أُقر الميثاق بقصر الزعفران بالقاهرة فى 19 مارس 1945 بعد إدخال بعض التعديلات عليه.

تألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة، وثلاثة ملاحق خاصة، الملحق الأول خاص بفلسطين وتضمن اختيار مجلس الجامعة مندوباً عنها "أي عن فلسطين للمشاركة في أعماله لحين حصولها على الاستقلال. والمحلق الثاني خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وغير المشتركة في مجلس الجامعة. أما الملحق الثالث والأخير فهو خاص بتعيين عبد الرحمن عزام الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين.

وفي 22 مارس عام 1945 تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبي الدول العربية عدا السعودية واليمن اللتين وقعتا على الميثاق في وقت لاحق. وحضر جلسة التوقيع ممثل الأحزاب الفلسطينية وأصبح يوم 22 آذار من كل عام هو يوم الاحتفال بالعيد السنوي لجامعة الدول العربية.