الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل: حزب الله بات حامي لبنان بعد قتاله في سوريا

نشر بتاريخ: 23/04/2016 ( آخر تحديث: 23/04/2016 الساعة: 10:15 )
إسرائيل: حزب الله بات حامي لبنان بعد قتاله في سوريا
بيت لحم- معا- من حزب الله الذي تحول للمرة الأولى فعلاً ليكون حامي لبنان، إلى سوريا والتسوية المستقبلية واعتبار التطلع الإسرائيلي لإلغاء أي تدخل إيراني هناك بأنه "غير واقعي" وصولاً إلى السعودية التي ترى في كل عدو لإيران حليفاً محتملاً لها بما في ذلك إسرائيل. خلاصة التقدير الاستخباري العسكري الإسرائيلي الذي نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم" نقلاً عن مسؤولي الساحات اللبنانية والسورية والإقليمية والفلسطينية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان".

المسؤول عن الساحة اللبنانية في شعبة الاستخبارات خلص إلى أن "حزب الله أنهى العقد الأخير منذ حرب لبنان الثانية على نحو إيجابي" معتبراً أن "امتلاكه صواريخ دقيقة ومتطورة قد يسمح له بجباية ثمن باهظ من اسرائيل في أي حرب مستقبلية وقد يردعها من شن حرب كهذه لمعرفتها بالثمن الذي قد تدفعه". وقال المسؤول الإسرائيلي "بعد سنوات من توظيفه للجهود على مستوى كمية الصواريخ يركز حزب الله الآن على النوعية لجهة الصواريخ بعيدة المدى الحاملة لرأس كبير متفجر بما يضمن حصول ضرر فادح وكبير" مضيفاً أنه "على الرغم من القتال في سوريا، يحافظ حزب الله بحرص شديد على بنية قوته العسكرية استعداداً لمواجهة مع إسرائيل".

وذهب المسؤول إلى حد اعتبار أن الحرب في سوريا وضعت حزب الله في المكان الصحيح حيث تحول للمرة الأوى فعلاً ليكون حامي لبنان. وقال "إن الحرب في سوريا أعطت الحزب ما لم يكن لديه في السابق لجهة التجربة القتالية الجوهرية ضمن تشكيلات كبيرة، وتفعيل وسائل متطورة كالطائرات من دون طيار".

سوريا ستعود للعمل كدولة

أما على صعيد سوريا فقد أدت الجهود الدولية لإنهاء لإنهاء القتال هناك إلى تغيير التقدير الاستخباري في إسرائيل. وقال مسؤول الساحة السورية "إذا كان الحديث يدور سابقاً عن حرب بلا أُفق لا يتوقع حسمها في المستقبل المنظور، فإن الحديث يدور الآن عن فرص للتسوية، تعود سوريا في نهايتها للعمل كدولة".

واعترف المسؤول الإسرائيلي أن "التسوية في سوريا لن تحصل من دون روسيا التي ستحافظ على العلويين وعلى مصالح إيران وحزب الله، فضلاً عن مصالحها" كما اعتبر "التطلع الإسرائيلي لإلغاء دور إيران في سوريا غير واقعي".وإذ اعتبر المسؤول نفسه أن الجيش السوري الذي وصفه بـ"جيش الأسد" قد "تعزز في في الآونة الاخيرة في أعقاب عدة نجاحات عسكرية".

أكد أنه على إسرائيل أن تسعى في أي تسوية مستقبلية إلى "عرقلة إعادة بناء الجيش السوري الذي تآكلت قدرته جوهرياً خلال سنوات الحرب الماضية" فضلاً عن أنها "ستطلب قدر الإمكان تقليص مسارات تمرير الوسائل القتالية من إيران إلى حزب الله". وقلل المسؤول من احتمال تنفيذ "داعش" و"النصرة" عمليات مباشرة ضد إسرائيل انطلاقاً من الحدود مع الجولان، رغم امتلاكهما الوسائل القتالية المناسبة لذلك، مضيفاً "أن تصريحاتهما "لا تدل الآن على نية لديهما للإنشغال بإسرائيل، إنما على محاولة توسيع سيطرتهما داخل سوريا".

كل عدو لإيران حليف محتمل للسعودية بما في ذلك إسرائيل

على صعيد الساحة الإقليمية خلص التقدير الاستخباري الإسرائيلي إلى أن "كل من يعمل ضد إيران، بما في ذلك إسرائيل، يكون صاحب مصالح مشتركة مع السعودية، وحليفاً محتملاً" على اعتبار أن "العالم بالنسبة للسعودية منقسم إلى قسمين أحدهما مع إيران والآخر ضدها" بيد أنه لفت إلى "أن التموضع السعودي وضع إسرائيل ضد الرياض في كل ما يتعلق بالفلسطينيين. فالحكم في الرياض مضطر لدفع هذه الضريبة الكلامية".
وقال المسؤول "إن السعودية التي تعد نفسها رائدة المعسكر السني في العالم العربي بدأت العمل في كل الساحات بمساعدة مصر، ضد حزب الله في لبنان، والتدخل في الحرب السورية وضد إيران، ولا سيما في كل ما يتعلق بتخفيض أسعار النفط لإعاقة ترميم الاقتصاد".

تعاظم في بناء القوة لدى حماس

على المستوى الفلسطيني خلص التقدير إلى أن "الهدوء الحالي الذي يعتبر "تاريخياً" منذ تولي حماس السلطة في غزة يقابله عملية تعاظم منظمة في بناء القوة " مضيفاً أن "النفق الذي اكتُشف مؤخراً جزء منها".

المسؤول عن الساحة الفلسطينية قال "إن حماس على المستوى الاستراتيجي في ضائقة، وهي معزولة اليوم" مؤكداً "أنها تحصل على التمويل والوسائل القتالية من إيران بصورة رئيسية".

وفي هذا الإطار قال "رغم العزلة، تنجح حماس في ايجاد صناعة سلاح مزدهرة. فإذا كان السلاح في الماضي يتم تهريبه في معظمه من الخارج، فإنه ينتج اليوم في القطاع على أساس علم محلي ومواد تبقت في بعضها من السنوات التي هربت فيها كميات كبيرة، وبعضها من إنتاج محلي، وإن كان بجودة أقل".

وخلص إلى أن "حقيقة أن حماس غير معنية الآن بالمواجهة – أو عملياً معنية بأن تختار الموعد للدخول فيها – لا تعني أنها غير مستعدة للمواجهة. فهي اليوم قادرة أيضاً على أن تحقق مبادئها القتالية: تنفيذ اقتحامات الى داخل اسرائيل، اطلاق الصواريخ بشكل متواصل وضرب بلدات غلاف غزة".

المسؤول الاستخباري قال "إنه لا يمكن لا يمكن تجاهل الانخفاض في حجم العمليات في الفترة الاخيرة بعضه يعود للنشاط العملياتي وبعضه يتأثر باحدث اخرى" لكن ذلك "لا يعني نهاية موجة الإرهاب" على حد تعبيره. واعتبر أن التخوف الأساس هو أن "يجبر التدهور الجهتين المسلحتين المركزيتين أجهزة الأمن وتنظيم "فتح" العسكري إلى التوجه ضد إسرائيل، مما يغير الوضع من الاساس".


إيران.. التهديد الأكبر

التقدير خلص إلى أن "إيران ما زالت تشكل التهديد الأكبر وإن لم يكن المباشر والفوري على أمن اسرائيل".

بحسب المسؤول عن الساحة الإيرانية فإنه "منذ التوقيع على الاتفاق النووي، لا تلاحظ الاستخبارات بأن إيران تنفذ أعمالاً محظورة عليها بشكل واضح، لكنها بالتأكيد تلعب على الحدود وتناور مع ما هو مسموح لها وممنوع عنها" لافتاً إلى "حيازة كمية أكبر من المسموح لها من المياه الثقيلة، والتخلي عن الفائض قبل وقت قصير من نشر اللجنة الدولية للطاقة الذرية تقريرها للمتابعة الدورية".

وخلص التقدير إلى أن "شيئاً ما هاماً جداً تغير بعد الاتفاق لجهة أن إيران عادت لتكون جزءاً من أسرة الشعوب" متوقعاً أن "تكون حذرة في السنوات القريبة المقبلة في تعريض مكاسبها للخطر" دون أن يستبعد ذلك بشكل نهائي. ما يعني أن "التحدي الاستخباري للعقد القادم هو مراقبة اللحظة التي تخرج فيها إيران عن الاتفاق".

القلق الإسرائيلي لا يتركز في الموضوع النووي بل المساعدة المكثفة التي تقدمها إيران لحزب الله وحماس والحوثيين وهو ما يعالجه الاتفاق النووي، الى جانب التعاظم التقليدي الايراني، الذي يوجه في قسم منه إلى "مخازن منظمات الارهاب في المنطقة" وحقيقة "أن الحرب ضد داعش، يضعها في معسكر "الأخيار".- "الميادين".