الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

يسعى الى تغيير الواقع الفلسطيني الصعب.. منيب المصري يعلن عن عقد المؤتمر التأسيسي لمنتدى فلسطين غداً

نشر بتاريخ: 14/11/2007 ( آخر تحديث: 14/11/2007 الساعة: 10:32 )
القدس- معا- "القدس"- عشية عقد المؤتمر التأسيسي لمنتدى فلسطين قال رجل الأعمال منيب المصري أحد ابرز مؤسسيه في مؤتمر صحفي عقده في الفندق الوطني في القدس: "من رحاب المدينة المقدسة مهوى الأرواح والأفئدة وقلوب المسلمين والمسيحيين وقضية العرب والفلسطينيين الأولى والمركزية نعلن عن فتح مركز للمنتدى في القدس".

وأضاف المصري: ان المنتدى سيفتتح مؤتمره الأول التأسيسي في رام الله 15 الجاري وسيفتتح مكاتب في كافة محافظات الوطن وفي الخارج وسيبقى مركزه الرئيسي مدينة القدس عاصمة الشعب الفلسطيني ودولته العتيدة الأبدية.

بدوره شدد محمد نافذ الحرباوي رئيس مجلس إدارة (بال تريد) على اهمية انطلاقة المنتدى من مدينة القدس وقال ان لذلك معنى ومدلولا عميقا ومهما جداً فالقدس المدينة الأعز على قلوب جميع الفلسطينيين ويجب ان نعمل للحفاظ على عروبتها وإسلاميتها فهي المدينة التي احتضنت الديانات السماوية الثلاث منذ فجر التاريخ لذلك لابد ان تكون منطلق عملنا في كافة المجالات الفلسطينية.

وأضاف الحرباوي : ان القدس ستحظى بجل النشاطات والفعاليات من قبل المنتدى وكذلك يجب ان يكون قد اتخذ بذلك قرار من قبل الهيئة التأسيسية للمنتدى حيث سيكون هناك بصورة مستمرة برامج لمساعدة المواطنين الفلسطينيين في القدس على الصمود والثبات.

واشار الى ان على المنتدى مسؤوليات كبيرة لتغيير الواقع الفلسطيني الصعب وقال انه لابد من عودة القضية الفلسطينية الى وضعها الطبيعي وعدم انزلاقها نحو الهاوية نتيجة الصراعات الداخلية مؤكداً أن مسيرة التحرير طويلة وتحتاج كافة الجهود من كافة الفصائل والحركات.

ودعا الحرباوي الى الوحدة والتلاحم حركات وفصائل مع الشعب لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بالقضية والشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.

وقال لابد من عودة اللحمة الى العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية وهذا لابد ان يبدأ فوراً ونرسخه بمفاهيم ومثل عليا بناء الإنسان الفلسطيني على تلك المبادئ والمثل العليا التي لا تقبل مثل هذا التناحر على غنائم لم نجنها وعلى سلطة مازالت تحت الاحتلال.

واكد أهمية النهوض بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية والصحية في ضوء التراجع الذي ضرب كافة المجالات بسبب الاحتلال وما حل بالوضع الفلسطيني الداخلي.
احياء قلب الوطن.

من جانبه قال عزام ابو سعود مدير عام الغرفة التجارية في القدس : ان المنتدى ينطلق من الجزء المصاب في الوطن والجسم الفلسطيني وهي القدس فاحياء القلب يعني ابقاء الجسد كاملاً على الحياة.

واضاف ابو السعود ان التجمع هو تجمع لشخصيات معتدلة هدفها الأساسي معالجة الأمور المتدهورة ضمن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع الفلسطيني - الفلسطيني وان يكون هناك صوت للمعتدلين العقلانيين بعيداً عن جو التحزب والعصبية الحزبية والفصائلية الذي نراه وان يكون هذا الصوت ليس مؤثراً فقط من الناحية السياسية بل تأثيره الاكبر من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.

ويرى ابو السعود ان البرنامج الذي وضعه المنتدى بالنسبة لمدينة القدس هو برنامج طموح جداً شجعني على ان اكون منتسباً الى هذا المنتدى.

وقال المهندس عمر يوسف القراعين في كلمته خلال المؤتمر الصحفي ان من أهدافنا كمنتدى ان نكون جزءا محركا في الحوار بين القطاعات المختلفة وفتح حوار فلسطيني - فلسطيني حتى لا تبقى الجهات المتحجرة التي نعيشها في هذا الصراع.

واضاف ان المنتدى يفكر بان القدس العربية الفلسطينية هي عاصمة الدولة الفلسطينية ما يحتم علينا جميعاً أن ندعم التواجد الفلسطيني في المدينة وعروبتها من خلال برامج واقعية مشيراً الى ان المدينة بحاجة الى عناية خاصة في موضوع الاسكان والشباب والجيل الناشئ من خلال ضخ جملة من القيم وفي مقدمتها ان هذه المدينة هي مدينتنا جميعاً كفلسطينيين مهدده بالتهويد وبتغيير وجهها الشمولي وتحويلها الى مدينة ذات وجه واحد فقط.

هذا واكد رجل الأعمال إبراهيم الجولاني ان المنتدى لن يكون بديلا لأي فصيل او تنظيم فلسطيني على الساحة بل سنعمل مع الجميع من اجل فلسطين والحفاظ على الهوية والثوابت الفلسطينية.

واضاف ان المنتدى سيركز على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقضايا الشباب والمرأة وتلك القضايا والمسائل التي اهملتها باقي الفصائل والتنظيمات في الساحة.

وتابع الجولاني يقول: ان الظروف صعبة لذلك ندعو كافة شرائح المجتمع الفلسطيني الى الانضمام الى المنتدى لانه سيعبر عن آرائهم واحتياجاتهم ومواقفهم.

وشدد على ان المنتدى لن يخرج عن مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية وإعلان الجزائر الذي أسس الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وقال الجولاني ان المنتدى سيعالج الاحتياجات اليومية للمواطن الفلسطيني من التعليم والاسكان والصحة والشباب وغيرها.

وكان المصري قبل المؤتمر قد استعرض مراحل تطور فكرة »منتدى فلسطين«، وأهدافه ومواقفه من القضايا المطروحة وخصوصا حالة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، الى جانب الدور المنشود للمنتدى على الصعد الحياتية المختلفة للشعب الفلسطيني: الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

هدف واحد
وقال المصري ان الفكرة راودتني وعددا من الأصدقاء والمعارف منذ فترة طويلة، لكنها الان باتت ملحة اكثر من أي وقت مضى، ومنذ حوالي عام من النقاشات بمشاركة فلسطينيين من الداخل والخارج، تعددت فيها الاجتهادات حول ما يمكن عمله، استقر رأي أغلبية المشاركين في هذه النقاشات على تاسيس تجمع باسم منتدى فلسطين يعمل على تشكيل راي عام ضاغط باتجاه توحيد الجهود في مسار واحد ونحو هدف واحد، هو انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضي المحتلة في عام 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين حلا عادلا وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وايجاد الاليات والوسائل التي تدعم صمود شعبنا على طريق تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

واضاف المصري: نحن ملتزمون ببرنامج المنظمة فهو، ووثيقة اعلان الاستقلال، يشكلان مرجعيتنا، ونحن لا نأتي بشيء جديد ولن ندعي ذلك، لكننا في نفس الوقت نرى ان ما نحتاجه بشكل ملح هو اعادة الروح الى المنظمة وتفعيلها واجراء ما يلزم من اصلاحات في هياكلها ومؤسساتها بالتوافق والحوار بين جميع القوى، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل مكان، وبالتالي ان يشكل برنامجها مرجعية لجميع القوى والفصائل سواء في المفاوضات ام في مقاومة الاحتلال، والكف عن احتكار كل طرف للشرعية ونفيها عن الآخر.

وعن مجال التميز الابرز للمنتدى قال المصري: سنركز على معالجة الجوانب الحياتية للشعب الفلسطيني على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي عانت كثيرا من الاهمال والتقليل من شانها في معركة التحرر الوطني.

غداً المؤتمر التأسيسي
واكد المصري ان المنتدى سيعقد غداً الخميس مؤتمره التأسيسي في قصر رام الله الثقافي لمناقشة واقرار البيان التأسيسي، وافراز قيادته ومنتدياته ولجانه الفرعية، ومن ثم الانطلاق نحو تنفيذ البرنامج الذي سيقره المؤتمر ضمن خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ووضع اليات واضحة ومحددة لذلك.

ولفت المصري الى ان الفيصل في نجاح هذه الرؤية يتمثل بمصداقيته ونزاهة القائمين على المنتدى واعضائه.

وقال ان المنتدى سيولي فئتي المرأة والشباب اهمية خاصة، فشعبنا كما يعلم الجميع شعب شاب وتشكل فئة الشباب حوالي 60% من تعداده، والاهتمام بهذه الفئة يعني الاهتمام بمستقبل الشعب الفلسطيني، مؤكداً ان هدف المنتدى بكل بساطة هو المساهمة في بناء الانسان الفلسطيني، وتعزيز امكاناته.

لقاءات
وعن العلاقات مع الأحزاب والحركات قال المصري كالتزام ادبي، التقينا الرئيس محمود عباس، وكذلك رؤساء او ممثلين عن الفصائل لاطلاعهم على فكرة المنتدى واهدافه وتطلعاته، وبهدف ازالة اية مخاوف قد تنتاب البعض، وفي نفس الوقت طرحنا بكل جرأة مواقفنا من كل ما يجري على الساحة الفلسطينية،ونحن سعداء بما لمسناه من ترحيب من الجميع، فهناك متسع للجميع اذا كنا صادقين في تبنينا نهج التعددية.

ومضى يقول : ان ما حدث في قطاع غزة مؤلم جدا، وبلا شك ترك تداعيات سلبية خطيرة على قضيتنا، ولطالما حذرنا طوال العامين الماضيين من ان تؤول الامور الى ما آلت اليه فعلا، وما يعتقده القائمون على فكرة المنتدى ان بقاء الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه امر غير مقبول، ولا يمكن السماح باستمراره، واعتقد ان الموقف من حالة الانقسام، الجغرافي والسياسي وحتى الثقافي والعاطفي، سيكون الموضوع الاهم على جدول اعمال المؤتمر التاسيسي للمنتدى.

واوضح : كمنتدى نتطلع الى عودة الامور الى نصابها، لكن بالضغط لاعادة جميع الاطراف الى جادة الصواب من منطلق ان وحدة الارض والشعب خط احمر لا يجوز لاي قوة او فصيل، مهما كبر او علا شانه، ان يتلاعب بها، وليس من منطلق التوسط بين فصيلين.

وشدد المصري على المحاسبة والشفافية في إدارة المنتدى. وقال ان المنتدى بدأ من النخبة ولكنه سيضم من العامل الى الأكاديمي والمفكر بكافة شرائح المجتمع الفلسطيني.

واضاف ان العضوية في المنتدى ستكون عمودية وقيادة جماعية كبيرة تهتم بمأسسة المنتدى ليكون ضمير الشعب الفلسطيني.

بدوره قال الحرباوي ان القضية الفلسطينية أصبحت في مهب الريح ولا يجوز ان يرى الشعب الفلسطيني العظيم المعطاء هذا التدهور ويقف متفرجا دون عمل شيء وهذه المجموعة التي قامت بتأسيس هذا المنتدى مجموعة حريصة على القضية والشعب الفلسطيني وما يجري على الساحة من خروقات وهي مصرة على التغيير والمحاسبة والتفكير في الحل.

واضاف : ما يجمع اعضاء المنتدى هو ضرورة وقف هذا التدهور على كل المستويات في الشارع وفي القضية مشيراً الى ان المنتدى حرص على ضم كل فلسطيني يتمتع بالأخلاق العالية وبالالتزام الوطني الكبير فقط.

وقال ان المنتدى لكافة ابناء الشعب الفلسطيني وكل من يرى في نفسه الكفاءة ويستطيع ان يقدم لفلسطين فالباب مفتوح للجميع مؤكداً ان التغيير مهم فالقضية الفلسطينية قبل 17سنة كانت افضل وقبل 7 سنوات كانت افضل من اليوم لذلك لابد من وقف التدهور يداً بيد بتعاون وتكافل وتضامن.