الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعمل دون رقابة من وزارة الصحة .. صالونات الحلاقة والتجميل شبح يهدد حياة المواطنين

نشر بتاريخ: 18/11/2007 ( آخر تحديث: 18/11/2007 الساعة: 18:58 )
غزة - معا - تحقيق- ماريان سويلم - تتنافس صالونات الحلاقة والتجميل على تقديم آخر ما توصلت اليه الموضة في فنون قصات الشعر و العناية بالبشرة والتجميل وذلك لاستقطاب أكبر قدر من الزبائن..وهي على كثرتها فجميعها يعمل بدون رقابة من وزراة الصحة تاركة للحلاقين العبث في حياة المواطنين دون قصد أو لجهلهم بخطورة أدواتهم غير المعقمة..فما هو حال تلك الصالونات ؟؟ وماذا عن الأمراض التي يمكن أن تنقلها ؟؟ وقفنا على خطورة هذه القضية وحاولنا أن نضع يدنا على تفاصيلها بالتحقيق التالي...

الثمن غال

محمد الذي بدا متألما من هذا الموضوع يقول بحزن:" أصبت قبل فترة قليلة بمرض التهاب الكبد الوبائي الذي اتضح فيما بعد أنه انتقل إلي عن طريق شفرة الحلاقة التي لم أطلب من صاحب الصالون تغييرها بعدما وصلها دم أحد الزبائن لعدم وعيي بخطورة أن يكون ذلك الدم مصابا بأمراض خطيرة,,,ويتابع:" أنا نادم جدا، كان علي أن أطلب من صاحب الصالون تغيير الشفرة وكان عليه أن يفعل ذلك بنفسه لكني كنت جاهلا بخطورة الأمر وكان هو غير مكترث به...
والآن أدفع الثمن وحدي ..الثمن هو حياتي".

ويشكو محمد من عدم اهتمام بعض أصحاب الصالونات بتغيير شفرات الحلاقة وتعقيم الأدوات المستخدمة فيها محملا وزارة الصحة المسئولية الكاملة عن أي مرض ينتقل من شخص لآخر سببه صالونات الحلاقة، مؤكدا على أهمية تثقيف أصحاب الصالونات بضرورة تغيير شفراتهم وطرق تعقيم أدواتهم لمنع نقل مثل هذه الامراض الخطيرة,ويطالب محمد الجهات المسئولة بحملات توعوية تثقيفية خصوصا في المناطق النائية والأرياف التي تجهل خطورة مثل هذه الأمراض ولا تعرف طرق انتشارها.

يرد الدكتور أحمد بدوي أخصائي في قسم الأوبئة بعيادة الرمال:" نحرص على عمل حملات توعوية تثقيفية باستمرار لتوعية الناس بخطورة تلك الأمراض عن طريق التلفاز والاذاعة والنشرات والدوريات التي نصدرها إضافة إلى عقد أيام وندوات طبية بهدف توعية الناس وتثقيفهم في كل مكان حتى لا يصابوا بتلك الأمراض.

لأنه صغير..

ويحدثنا أبو علاء بتأثر عن تفاصيل إصابة ابنه علاء خمسة أعوام بمرض فطر الرأس وهو مرض جلدي أصيب به جراء استخدام ماكنة حلاقة غير معقمة، ويقول:" اعتدت أن أصطحب طفلي إذا ما أراد قص شعره إلى الصالون وفي أحد الأيام كنت مشغولا و ذهب برفقة ابن عمه محمد الذي يكبره بثلاث سنوات, وما هي إلا أيام حتى بدأت تظهر على رقبته ورأسه بعض البثور والحبوب.

في البداية ظننت الأمر عاديا لكنه كان في تزايد حيث عرضت طفلي على طبيب أمراض جلدية وأخبرني أنه أصيب بعدوى هذا المرض". ويستدرك
قائلا :"بعد تفحصي للأولاد المحيطين به لأعرف مصدر العدوى لم أجد أحدا منهم مصاب بهذا المرض، فتذكرت صالون الحلاقة وعرفت أن من الحلاقين من لا يعقم أدواته ولا يغير شفرته إذا كان زبونه طفلا ولم يرافق هذا الطفل شخص كبير."

ويدعو أبو علاء الحلاقين إلى تقوى الله في عملهم وتغيير شفراتهم وتعقيمها للصغار وللكبار، لأن هناك الكثير من الأمراض الخطيرة ممكن أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق تلك الأدوات.