الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"اعراض متلازمة" نتنياهو

نشر بتاريخ: 13/06/2016 ( آخر تحديث: 14/06/2016 الساعة: 14:26 )
"اعراض متلازمة" نتنياهو
بيت لحم- معا- وجدت المنظومة السياسية الاسرائيلية نفسها في دوامة غير قابلة للحل، فحتى يتم ضم المعسكر الصهيوني للائتلاف الحكومي يجب استبعاد البيت اليهودي لكن حزب البيت اليهودي قد يلجأ الى الانسحاب قبل ضم المعسكر الصهيوني ما يعني سقوط الحكومة ومن غير المعقول ان يشكل المعسكر الصهيوني حاجزا يحول دون سقوطها .

وسؤال الدوامة يقول كيف انضم المعسكر الصهيوني واستبعاد البيت اليهودي دون ان يخرج هذا الحزب قبل ذلك ؟

أولا حيرة ودوامة المعسكر الصهيوني حقيقة فمن ناحية اذا فتحت نافذة فرص تاريخية لإيجاد حل سياسي لأسباب جيوسياسية او ضائقة سياسية وشخصية لرئيس الوزراء فليس من المنطقي ان يغلق اليسار نوافذه وأبوابه، وما الناحية الثانية فيدور الحديث عن الالتحاق بنتنياهو الاسم الذي يلازم معاني الرفض السياسي وعدم الثقة الشخصية والعامة ويجب عليك ان تكون متفائلا لدرجة السذاجة حتى تصدق ان نتنياهو هو الشخص الذي سينهي الاحتلال .

وهنا يجب على المعسكر الصهيوني القيام " بقفزة ايمانية " سياسية لكن لا يوجد أي شيء يبرر القيام بمثل هذه القفزة لان المنطق السياسي يقول اذا ما اتيحت فرصة لإسقاط نتنياهو يجب علينا اسقاطه .

حتى قبل عملية تل ابيب التي شكلت تكرارا للحقيقة التي ينكرها اليمين الاسرائيلي والقائلة بعدم امتلاك هذا اليمين أي حل لمشاكل اسرائيل الامنية وقبل افتضاح فساد نتنياهو وأيضا قبل الازمة السياسية مع حركة شاس لم تنقصنا الاسباب الوجيهة للتوجه للانتخابات.

تسود الساحة السياسية الاسرائيلية اجواء من عدم الثقة عابرة للأحزاب فالوزراء لا يثقون برئيس الحكومة وأعضاء الكنيست لا يثقون بأحزابهم وهناك ازمة ثقة بين الجمهور وممثليه و فوق كل هذا هناك ازمة ثقة بين المؤسسة العسكرية والحكومة لكن لا يوجد أي ضمان ان تسفر انتخابات جديدة عن نتائج جديدة تختلف جوهريا عن تلك التي انتجتها الانتخابات السابقة والتي سبقتها لأنه قد تكون الساحة السياسية قد وصلت فعلا الى طريق مسدود .

ما يمر به اليمين الاسرائيلي حاليا امر هام لانه يواجه عدم جدواه اذ لا يمكن الحكم طويلا دون سياسة محددة او على الاقل وجود وهم سياسي وفي المقابل على المعارضة ان تسأل نفسها هل هي مستعدة لخوض انتخابات جديدة ؟ هل بات معسكر اليسار ناضجا لتولي زمام امور الدولة ؟

حين ننظر للمنظومة السياسية من خارجها نعرف ان هذا المعسكر فشل في التوحد خلف قائد، لان اليسار ميال دوما للاستهانة بالزعيم والتقليل من قدره وكانت الافكار الجيدة والعمل الميداني يكفيان لنيل ثقة "الشعب" لكن الافكار لا تنمو في الهواء بل في رؤوس البشر وهذا ما لم ينجح به اليسار الاسرائيلي منذ فترة طويلة حيث فشل في ترشيح شخصية قيادية يقنع الناس او على الاقل يهتف اعضاء حزبه باسمه بصوت عال.

ربما لم يكن الشعور بعدم وجود معارضة امرا صدفيا وان هذه المقولة تعبر رغم كل الصراخ عن اجماع شبه مطلق او تعبر عن عجز الجميع المطلق في مواجهة الصعاب الحقيقية التي تواجهها اسرائيل وهي القضية الفلسطينية وبعد انسياق انهيار استمر لخمسين عاما على منزلق الاحتلال لا زالوا لا يعرفون كيف يحلون هذه القضية سواء ينادون بحل الدولتين او بحل الدولة الواحدة .

واختتمت الاديبة والكاتبة الصحفية الاسرائيلية " كارولينا ليندسمان " مقالتها المنشورة اليوم "الاحد" على موقع "هارتس" الالكتروني بقولها " يبدو ان الدوامة السياسية ناتجة عن استراتيجية نفسية وطنية تهدف الى التهرب من المسؤوليات المترتبة على التمتع بالصلاحيات : يوجد لدى اليمين الاسرائيلي زعيم لكنه لا يملك سياسة قابلة للتطبيق فيما يملك اليسار "على الورق " سياسة لكن ينقصه الجمهور والرجال ليتحول نتنياهو في ظل هذا الوضع المعقد من "مشكلة" الى جزء من "الحل" فبفضله يتمتع اليمين الاسرائيلي بالصلاحيات الخالية من المسؤولية والتبعات فيما يتمتع اليسار بالمسؤولية الخالية من الصلاحيات فبات نتنياهو الصورة التي تعبر عن قلة حيلتنا وعجزنا .