الأحد: 19/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

تشييع جثماني الطفلين أسدي في دير الأسد

نشر بتاريخ: 23/06/2016 ( آخر تحديث: 30/06/2016 الساعة: 11:06 )
تشييع جثماني الطفلين أسدي في دير الأسد
الجليل – معا - شيّعت جماهير غفيرة من قرية دير الأسد والقرى المجاورة في منطقة الشاغور بالجليل، ظهر اليوم الخميس، جثماني الطفلين الشقيقين أحمد ومحمد قاسم يوسف أسدي (3 أعوام ونصف وسنتان) إلى مثواهما الأخير بعد صلاة الظهر عليهما.

ويشار إلى أن الطفلين الفقيدين كانا قد لقيا مصرعهما أمس الأول الأربعاء، اختناقًا بعدما نسيهما والدهما داخل السيارة في قرية السيد قرب حورة بالنقب، حيث يعمل الوالد في مدرسة "السيد أ".

وعن الحادث المأساوي، قال عم الطفلين المرحومين، كمال يوسف: "حتى الآن أكاد لا أصدق هول الفاجعة التي ألمت بنا، ومن هنا أناشد الأهالي عمومًا بتوخي الحيطة والحذر تجاه أبنائهم في مثل هذه الحوادث في ظل موجة الحر الشديد، مع العلم بأن ذلك قضاء وقدر من رب العالمين ولا اعتراض على حكمه. لا يسعني سوى أن أسأل الله عز وجل بأن يلهمنا الصبر والسلوان، وأن يمن على شقيقي وزوجته ويرزقهما بأولاد عوضًا عن المرحومين إن شاء الله".

وفي أعقاب هذه المأساة، قالت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد، في بيان أصدرته، إن "هذه الظاهرة قد تحدث مع جميع الأهل دون استثناء، وإنها تقع عادة خلال توجه الأهل من وإلى مكان العمل، في حين أن العديد من الأهل يترك الأولاد داخل السيارة لقضاء بعض الحاجات من شراء وما شابه ذلك من منطلق الافتراض بعدم تركهم لمدة طويلة داخلها".

وأشارت المعطيات الأخيرة التي رصدتها "بطيرم" أنه "بين السنوات 2008-2016 كان هناك حوالي 393 حالة لنسيان أطفال داخل سيارة مغلقة 22 من بينها انتهت بالوفاة يشمل حالتي الوفاة بالنقب".

وعليه شددت "بطيرم" على ضرورة "التقليل قدر الإمكان من التحدث في الهاتف خلال السفر بالسيارة إذ أنه يسبب شرود الذهن حتى لدى الوالدين الأكثر إخلاصا، وأنه قبل بدء السفر في السيارة يجب أن نشغل رنة هاتف لتذكرنا بموعد الوصول للمكان المتوقع مع المواظبة على الاتصال بالزوج أو الزوجة بعد تنزيل الأولاد من السيارة، وأن نضع حقيبة العمل أو الحقيبة الشخصية في المقعد الخلفي من السيارة أي بجانب الطفل كي نلاحظ وجود الطفل أثناء تركنا السيارة".

قال قاسم أسدي والد الطفلين في حديث لوسائل الاعلام بعد تشييع نجليه: "أوصلت زوجتي بالأمس إلى مكان عملها وتوجهت بعد ذلك إلى مكان عملي في مدرسة السيد في النقب، ونسيت طفليّ داخل السيارة لأنني لم أشعر بهما إذ كانا نائمين، وبعد يوم طويل من العمل، عدت للسيارة ولم أنتبه لهما وتوجهت في السيارة إلى أحد المنازل حيث من المفترض أن يكون ولداي، لأحضرهما، وعندها سألت المساعدة عنهما، فقالت لي: إنّك لم تحضرهما اليوم إلينا، فأجبتها: هذا مزاح، عندها أكدت لي أنها جدية في كلامها، وبعدها جنّ جنوني وعدت إلى السيارة ووجدت طفليّ وقد فارقا الحياة، ولم أستوعب المشهد الذي لم أتوقع أن يحصل لي بشكل خاص".
وأضاف قائلًا: "قبل الحادثة بيوم، وتحديدًا في ساعات المساء كان طفليّ إلى جانبي، نلعب ونمرح سويّة وقد كنّا في غاية السعادة في تلك الليلة، ولكن مع الأسف الشديد، لم نعد نشعر بطعم السعادة بعد اليوم".
وناشد المربي قاسم أسدي، "كافّة الأهالي بالمحافظة على أطفالهم وعدم نسيانهم داخل السيارات لأن مثل هذه الحوادث لا يمكن احتمالها، لشدّة هولها".