الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

المتسولون في غزة ضحايا أم أصحاب مهنة مربحة!

نشر بتاريخ: 24/06/2016 ( آخر تحديث: 24/06/2016 الساعة: 18:25 )
المتسولون في غزة ضحايا أم أصحاب مهنة مربحة!

غزة - معا - تواصل الجهات المختصة في قطاع غزة محاربة ظاهرة التسول التي زادت حدتها بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عشر سنوات، وتعد من أخطر الظواهر التي تنتشر في المجتمع الفلسطيني.


وكشف محمد الكحلوت عضو البرنامج الوطني لتعزيز السلوك القيمي بوزارة الثقافة في قطاع غزة أن الجهات المعنية جمعت الشهر الفائت 72 شخصا متسولا في غزة من بينهم أطفال وكبار في السن وأصحاب إعاقات ونسوة.


وقال الكحلوت في حديث لمراسل "معا":" الأطفال تم تحويلهم لمؤسسة الربيع التي تعنى بالأطفال وتم فتح ملف في الشؤون الاجتماعية لمن يثبت أنه في حالة عوز".


وأضاف ان 80 % منهم يتلقون مساعدات من الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة أشهر لكنها لا تكفيهم .


وتابع :"كل طفل تعهد والده بعدم النزول للشارع تم إخلاء سبيله فورا.. لكن وجدنا أعدادا بسيطة كانوا يمتهنون التسول وفق عمل منظم من أجل جمع المال وثبت أن لديهم عقارات وأراض وممتلكات ويبحثون عن المكسب السهل".


وأردف :"في النصيرات تم القبض على 5 أشخاص ، بينهم أربعة يمتهنون التسول وواحد يتعاطى المخدرات وهو بحالة إدمان فتم تحويله للجهات الصحية للعلاج"، لافتا إلى أن هؤلاء المتسولين هم من يقومون بالتجول في أماكن مختلفة من القطاع.


وأوضح ان كل من ثبت أنه بائع يبحث عن قوت يومه أفرج عنه فورا، وقال :" نحن لا نتحدث عن حملة أمنية ، بل نتحدث عن معالجة مدنية لظاهرة سلبية تؤرق المجتمع الغزي وهي ظاهرة التسول".


وأكد الكحلوت أن الحملة سوف تستأنف بعد عيد الفطر من أجل محاربة هذه الظاهرة المشينة وإن كل شخص يعود لظاهرة التسول سيحول إلى النيابة لان التسول جريمة يعاقب عليها القانون.


وأشار إلى أن الحملة تتم بالتنسيق مع وزارة الداخلية، والثقافة، والتعليم، والأوقاف والعمل والشؤون الاجتماعية وشؤون المرأة لمكافحة هذه الظاهرة.
وكان البرنامج الوطني لتعزيز السلوك القيمي في المجتمع الفلسطيني بغزة أطلق في التاسع من مايو الماضي حملة لمعالجة ظاهرة التسول في شوارع المدينة.


وقال مدير عام الحماية الاجتماعية بوزارة الشؤون رياض البيطار في حينها إن الخطة التي تسير عليها هذه الحملة تضم عدة محاور وهي (الوعظ والإرشاد والتوعية الدينية، والتوعية المدرسية، الحصر والإيواء، المعالجة القانونية، المعالجة الاقتصادية، الإعلام).


وأشار البيطار إلى أن هذه الحالات هي ضحايا الاحتلال الذي مارس سياسة الإفقار تجاه قطاع غزة من حصار وثلاثة حروب وإغلاق للمعابر، مما زاد من معاناة الأسر الفلسطينية ودفعها الى القيام بهذا السلوك على جهل، وهناك من تعامل مع السلوك عن حاجة، ومنهم من تعامل معه على أنه مهنة.


من جهته ، قال الناطق باسم الشرطة في غزة أيمن البطنيجي في تصريحات سابقة إن الشرطة رصدت وأوقفت أشخاصا يتخذون التسول مهنة لهم وآخرين يشكلون عصابات لتشغيل فتيات للتسول وجمع الأموال لصالحهم.


وشدد البطنيجي على أن التسول ظاهرة خطيرة مرفوضة خاصة من قبل الأطفال والفتيات الصغار وسيتم ملاحقة العائلات ممن تدفع أبناءها للتسول بالمساءلة القانونية حال استمرارهم في ذلك.


ويعاني قرابة 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة من معدلات فقر وبطالة قياسية جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع .


وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ، فإن معدل البطالة في القطاع يصل إلى 41 % وهناك أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل بالإضافة إلى أن نسبة الفقر والفقر المدقع بلغت 65% ونسبة انعدام الأمن الغذائي ارتفعت لـ 72%.