الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت يعلن عن برامج جديدة لبناء قدرات القطاع العام

نشر بتاريخ: 24/11/2007 ( آخر تحديث: 24/11/2007 الساعة: 21:42 )
رام الله -معا- في الوقت الذي احتفل مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت، بتكريم فريق برنامج الاصلاح والتنمية الذي نفذه المركز بدعم وتمويل مؤسسة DFID) ) البريطانية، اعلنت ادارة المركز الجديدة خلال الحفل الذي جرى تنظيمه في مقر المركز في رام الله بحضور رئيس ديوان الرئاسة ووزير التخطيط، ورئيس الجامعة، عن مجموعة من البرامج في مجال بناء قدرات القطاع العام.

واكد رئيس ديوان الرئاسة، د. رفيق الحسيني، دعم الرئيس محمود عباس لعملية الاصلاح الشاملة في عمل مؤسسات القطاع العام، سيما ان الاصلاح ومواصلته يقعان ضمن البنود الرئيسية في برنامج الرئيس عباس.

وشدد الحسيني على حرص مؤسسة الرئاسة على مواصلة عملية الاصلاح رغم كافة الصعوبات التي تعترض هذه العملية، مؤكدا ان نتائج هذه العملية لن تكون سريعة بسبب مجموعة من العوامل التي تتمثل في ان الاصلاح عملية طويلة المدى وانه بحاجة لتعزيز ثقافة عامة تقوم على تقييم الاداء والاصلاح.

وقال الحسيني " ان الاصلاح يحتاج الى وقت وجهود مشتركة في الظروف العادية، وان تنفيذه في ظل استمرار الاحتلال يضاعف من المصاعب"، مشددا في الاطار ذاته حرص مؤسسة الرئاسة على مواصلة الاصلاح ودعمه في كافة المؤسسات بما في ذلك مؤسسة الرئاسة.

واشاد الحسيني بالجهود التي بذلتها جامعة بيرزيت من خلال مركز التعليم المستمر ومؤسسة DFID البريطانية، لتنفيذ برنامج الاصلاح والتنمية الذي يمثل حاجة وطنية ملحة اضافة الى دعم بناء القدرات وتطوير الكفاءات التي تمثل متطلبا رئيسيا لقيادة عملية الاصلاح.

وقال " ان مشروع الاصلاح والتنمية يمثل خطوة على طريق تحقيق الاصلاح في كافة المجالات ويعزز المثل الشعبي القائل" زرعوا فاكلنا ونزع فيأكلون". وتابع " ما تحقق من انجازات في مجال الاصلاح وما سيتحقق قد لا يتسنى لنا الاستمتاع بنتائجه واثاره بل سوف تتمكن الاجيال المقبلة من فعل ذلك.

واشار الحسيني الى ان مؤتمر انابوليس المقبل سوف يؤثر سلبا في حال فشله على كل مشاريع الاصلاح والتنمية في الاراضي الفلسطينية مؤكدا في الوقت ذاته ان ان نجاح المؤتمر سوف يساهم في دعم نهج الاصلاح وتعميمه على كافة المؤسسات الرسمية والاهلية نحو تحقيق تنمية شاملة.

من جانبه، شدد وزير التخطيط، د. سمير عبد الله، على اهمية مواصلة عملية الاصلاح وضرورة تعزيز التنسيق والتكامل ما بين مؤسسة الرئاسة والحكومة بهذا الاتجاه وبما يحقق اصلاحا مبنيا على الحاجة الوطنية.

واكد على اهمية تعميم ثقافة الاصلاح وتعزيزه من خلال تبني الحكومة والوزراء والاشخاص للاصلاح واقناعهم به وضرورة ان يبنى الاصلاح من الداخل.

واشار الى ان التوقعات بنجاح مؤتمر انابوليس يجب ان تكون واقعية الا انه اكد اهمية عدم ربط مواصلة عملية الاصلاح مع ما سيفضي اليه مؤتمر انابوليس من نتائج وقال " اذا ما فشل مؤتمر انابوليس في تحقيق نتائج ملموسة فان علينا التحضير الجيد لمؤتمر باريس الاقتصادي المقبل".

واضاف " اذا نجح انابوليس فانه يجب ان ينجح مؤتمر باريس الاقتصادي لكن اذا فشل مؤتمر انابوليس فان علينا تعويض فشله بانجاح مؤتمر باريس وليكون اكثر نجاحا".

ودعا عبد الله الى اهمية مواصلة عملية الاصلاح في كافة مؤسسات القطاع العام بغض النظر عن التطورات السياسية وعملية السلام رغم اشارته الى اهمية عملية السلام وما تتركه من اثار على تحسين الواقع الاقتصادي بالنسبة للشعب الفلسطيني.

وقال " علينا ان لا نضع كل شيء رهينة للجهود المبذولة لتحريك عملية السلام للامام رغم اهميتها، بل علينا مواصلة العمل بما يساهم في تعزيز ثقة المواطنين بالسلطة الوطنية وبالاقتصاد الوطني.

واشاد بالجهود التي بذلتها جامعة بيرزيت من خلال مركز التعليم المستمر والتي بدأت ببرنامج الاصلاح والتنمية والذي تبنته وزارة التخطيط من خلال دمج وضع الميزانيات مع التخطيط بناء على ما قدمته الجامعة في هذا المجال.

واكد ان هذا البرنامج ساعد الوزارة في وضع برنامج واحد للحكومة التي باتت تعمل وفق اجندة واحدة ضمن اطار واحد تتبناه الحكومة والممولين على حد سواء بما يخدم خطط الحكومة في تحقيق الاصلاح في مختلف الوزارات.

واستعرض عبد الله خطة التنمية التي اعدتها الوزارة لتقديمها في مؤتمر باريس المقبل معربا عن امله في ان تحظى الخطة بالدعم والتمويل.

واوضح ان الخطة التي تتبناها الحكومة تشتمل على الاصلاح المالي والاداري وتشمل مؤسسات القطاع العام مؤكدا على ضرورة تبني هذه المؤسسات لخطة التنمية وعدم ربطها بالاجندة الخارجية.

واضاف "ان المشروع الاول الذي جرى تنفيذه في جامعة بيرزيت شكل ارضية صلبة لانطلاق المشروع من الوزارة الى بقية المؤسسات" مشيرا الى انه لولا هذه الارضية لكان من الصعب نجاح المشروع.

واكد رئيس جامعة بيرزيت، د. نبيل قسيس، الذي رحب بالمشاركين في الاجتماع، على اهمية الدور الذي لعبته الجامعة من خلال مركز التعليم المستمر في تنفيذ برنامج اصلاح الادارة العامة والخدمة المدنية منذ شهر تشرين الاول من عام 2003، موضحا ان هذا البرنامج كان محاولة استراتيجية على المستوى الوطني الامر الذي جعله يحتل اهمية عليا بالنسبة للجامعة.

وقال قسيس " لقد سعدنا برؤية عملية المأسسة التي كانت من ابرز نتائج هذا البرنامج من خلال تبنيها من قبل وزارة التخطيط واستمرار العمل به داخل الوزارة " موضحا ان هذا البرنامج اتاح المجال للجامعة مشاركة اللاعبين الاساسيين المحليين والدوليين والتعلم في مجال بناء القدرات والكفاءات الداخلية وخاصة في مجال مؤسسات القطاع العام.

واشار الى ان نتائج هذا البرنامج تمثلت في ربط خطة التنمية متوسطة المدى الجديدة مع الميزانيات والتخطيط بناء على اهداف التنمية، الامر الذي يشير الى ان الاصلاح اضحى جزءا من الاجندة الوطنية التي تلتزم بها جامعة بيرزيت.

وشدد قسيس على اهمية استمرار العمل بهذا البرنامج الذي جرى انجاز المرحلة الاساسية منه من خلال تضافر جهود ودعم المساهمين والمنفذين والشركاء وصناع القرار، مقدما شكره لكافة الاطراف والطواقم التي عملت على انجازه.

واعلن مدير مركز التعليم المستمر التابع، مروان ترزي عزم المركز الشروع ببرنامجين جديدين في مجال برنامج بناء قدرات القطاع العام، من خلال عمل ائتلاف داخل جامعة بيرزيت يشمل المراكز والمعاهد والدوائر المخلتفة في الجامعة تقوم بالعمل بشكل تكاملي، كل في اختصاصه والتي تمكن الجامعة من حشد افضل الخبرات بهدف دعم تطوير واقع القطاع العام، ونقل الخبرات والمعرفة المكتسبة من خلال العمل الميداني الى البرامح التعليمية والتدريبية في الجامعة، الاول يتعلق بالبناء الداخلي لمؤسسات القطاع العام، في حين يشتمل المكون الثاني على برنامج مهني شامل لدبلومات خاصة بالادارة العامة والخدمة المدنية والذي سيجري تنفيذه من خلال كلية القانون والادارة العامة ومركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت.

واشار ترزي، الى الدور الريادي الذي لعبه مركز التعليم المستمر منذ تأسيسه في بناء قدرات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني ومؤسسات القطاع الخاص، مؤكدا ان بناء القدرات يحتل اولوية رئيسية بالنسبة للمركز انطلاقا من اهدافه الواضحة باتجاه العمل من اجل تطوير الانظمة الداخلية للمؤسسات وتطوير الموارد البشرية اضافة الى تطوير البيئة الخارجية اللازمة للمؤسسات كي تنمو وتتطور.

وقال:" تاتي اهمية العمل على تطوير مؤسسات القطاع العام، كونه يؤثر الى حد كبير في اداء كافة القطاعات الاقتصادية الاخرى اضافة الى تأثيره في كل ما يتعلق بالسياسات والتشريع والتخطيط والتنمية".

واكد ان الحاجة للاصلاح كانت في غاية الاهمية لانها كانت بالاساس من احد اهم المخرجات للاجندة الوطنية الامر الذي انعكس بصورة مباشرة على جعل بناء القدرات للقطاع العام من ضمن الاولويات الرئيسية والاجندة الخاصة بجامعة بيرزيت بصفة عامة ومركز التعليم المستمر التابع لها بصفة خاصة.

واوضح ترزي ان جامعة بيرزيت كانت ولا تزال تلعب دورا رياديا في المجتمع وتطويره من خلال تخريج العديد من القيادات المحلية، كونها تتمتع بهوية وطنية محايدة تمكنها من الوصول والعمل مع مختلف القطاعات في المجتمع من خلال اليات عمل متطورة ونهج مؤسساتي.

واشار ترزي الى ان مشروع برنامج اصلاح الادارة العامة والخدمة المدنية (PACSR ) الذي بدأ تنفيذه عام 2003 اشتمل على بناء قدرات المجلس التشريعي خلال اعوام 2004 -2006 ، مؤكدا ان مركز التعليم المستمر عمل على بناء قدراته الداخلية من خلال مجموعة من المشاريع المتعددة في مجال بناء القدرات من خلال الاعتماد على تطبيق النظريات العصرية لبناء القدرات في سياق تنموي، وتحت الاحتلال، اضافة الى تبني نماذج خلاقة لتطوير المصادر والموارد البشرية رغم محدودية المصادر وتناقصها ونقص الخبرات مع تزايد عدد المستفيدين من تلك البرامج والانشطة، واستخدام نماذج سبل العيش المستدامة، والعمل على تطوير استراتيجيات القطاعات المختلفة واعتماد النماذج الافضل وتوظيفها عندما يكون المجتمع تحت الحصار.

واعتبر ترزي مشروع برنامج اصلاح الادارة العامة والخدمة المدنية تجربة غنية لجامعة بيرزيت من حيث المعرفة التي تحققت والدروس المستفادة، والنجاح في انجاز خطة التنمية قصيرة المدى وربطها لاول مرة مع الميزانيات العامة بشكل مباشر وباهداف التنمية والتخطيط .

ورأى ان احد اهم الاهداف المستفادة من هذا البرنامج هو الحاجة الى وجود توجه مؤسساتي شامل للتنمية في مؤسسات القطاع العام.

واشار مدير مؤسسة DFID ٍفي الاراضي الفلسطينية دوغلس بيرس الى ان المشروع يعتبر من اهم المشاريع التي جرى تنفيذها وعبر عن امله في استمرار تنفيذ هذه المشاريع لتحقيق نتائج ملموسة باتجاه انجاز اصلاح حقيقي في فلسطين، معبرا عن شكره لجامعة بيرزيت ومركز التعليم المستمر على الجهود التي بذلت لضمان انجاز هذا المشروع الحيوي الذي تبنته وزارة التخطيط الفلسطينية.
واستعرض مدير المشروع مازن أسعد سير المشروع وتنفيذه ومراحله ودور الطواقم المحلية والخبراء الدوليين الذين وضعوا اساسا لخطة الاصلاح والتنمية استنادا للحاجة الوطنية، مؤكدا اهمية مواصلة العمل من اجل تكريس عملية الاصلاح في مختلف المؤسسات العامة.

وجرى في ختام الحفل التكريمي توزيع شهادات الشكر والتقدير لكل من وزارة التخطيط، وكل من وقف وراء نجاح هذا المشروع: وليد نمور، مازن أسعد، كيير برينس، و سامر ارشيد، وسط التأكيد على مواصلة المركز العمل على دعم وتبني مبادرات جديدة في مجال بناء القدرات في مؤسسات القطاع العام والتي تعكس الدور الريادي الذي يلعبه مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بيرزيت في المجتمع.