السبت: 25/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مناقشة رواية تاريخية لأسير في مكتبة بلدية نابلس

نشر بتاريخ: 13/08/2016 ( آخر تحديث: 13/08/2016 الساعة: 11:23 )
مناقشة رواية تاريخية لأسير في مكتبة بلدية نابلس
نابلس- معا- ناقش العشرات من المثقفين والكتاب في نابلس رواية، مسك الكفاية سيرة سيدة الظلال الحرة للكاتب الاسير باسم الخندقجي المعتقل منذ اواخر العام 2004 والمحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات.

وجرى النقاش في حديقة مكتبة بلدية نابلس بدعوة من مبادرة اسفار الثقافية، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والوطنية واسرى محررين.

واشار الكاتب فراس الحج محمد خلال افتتاحه للندوة، بأنه لفخر كبير له بان اكون اليوم مناقشا لرواية كتبها كاتب متميز واسير يقبع في سجون الاحتلال، تحدى السجان بأدبه ووجدانيته واخرج رواية تاريخية عميقة اللغة والادب والمعنى.
وقال الحج:" باسم لم يكن روائيا فقط بل هو شاعر ذو قصيدة معطرة بطقوس المرة الاولى، وبأنقاس قصيدة ليلية مرهف الحس لا تعرف روحه الملل".

وعلق على الرواية بأن الدارس لها سيجد القارئ العديد من الإشكاليات الجدلية التي تمس الدلالة الكلية لاستعارة حدث تاريخي موغل في التشعبات السياسية والاجتماعية والفكرية.

وأشار الحج إلى أن الرواية تثير الحزن في النفس حين يسعى الانسان باحثا عن العدل والحرية، وهو ما يعانيه الاسير الفلسطيني في السجون الاسرائيلية.
ومن جهته، شكر صالح الخندقجي والد الاسير باسم، الشباب المثقفين ومبادرة اسفار الثقافية ومكتبة بلدية نابلس على ندوتهم لمناقشة رواية مسك الكفاية لولده باسم، مشيرا إلى ان الرواية خرجت بعد معاناة طويلة عاناها الاسير في اخراج قصاصات الورق لطباعتها.

ولفت مدير مكتبة بلدية نابلس ضرار طوقان، إلى ان الندوة الثقافية تأتي في الوقت الذي يخوض فيه الاسرى اضرابا عن الطعام من اجل نيل حريتهم، واليوم الاسير باسم الخندقجي يعيش معنا في معاني الارادة والصمود حين يخرج لنا من خلف القضبان رواية تحمل معاني عدة، وتؤكد أن السجون مدرسة ثقافية اخرى.

واعتبر المثقفون الرواية بانها ثروة تاريخية ادبية تكشف عن انسان مرهف الحس مليء بالثقافة والعلم، وهي تستحق اهتمام الناقد والمؤرخ والقارئ حيث تشير الى عصر تمت القراءة عنه في كتب التاريخ، ولكن باسم جسد العصر بسرد ممتع جميل وبلغة شاعرية ونثر عربي من سرديات التاريخ.

واتفق المشاركون على ان الرواية تشكل نموذج للإبداع واللغة العميقة وبراعة التقدير التي جعلت الحدث حيا يظهر امام القارئ وكانه يعيشها، مؤكدين ان الحر حرٌ العقل والفكر والاسير اسير العقل والجسد، والرواية خرجت من الاسر لتؤكد قيم المعرفة والثقافة في السجون.
وتتحدث الرواية عن سيرة سيدة الظلال الحرة، والدة هارون الرشيد الخيزران التي كان لها دور هام تعلق في الحكم العباسي آنذاك، وكما كان لها دور في ان تكون صاحبة الكلمة في الحكم بالسر والخفاء، بعد المهدي والهادي والرشيد رغم انها كانت جارية لا تملك سوى حلم وجمال وصارخ ولسان فصيح.

واستطاع الاسير الخندقجي خلال الرواية ان يسرد الحكاية بلغة فنية جميلة تسحر القارئ في التوظيف الفني لتفاصيل ما حدث في الزمن العباسي، فهي تحدثت عن سبي المقاء بنت عطاء بن سبأ التي اصبحت فيما بعد الخيزران وام موسى الهادي وهارون الرشيد، وذلك بعد ان دخلت قصر المهدي ابن الخليفة ابو جعفر المنصور. 
يذكر بان الرواية تعد الاصدار الادبي الثالث للكاتب الاسير باسم الخندقجي وتقع بين 342 صفحة، نشرتها الدار العربية للعلوم "ناشرون" في بيروت، وقدمها الكاتب والناقد محمود شقير، مشيرا إلى انها تجربة روائية لافتة للانتباه وامام سرد ممتع جميل بلغة فيها من الشاعرية ما يكفي وباقتباسات من الشعر والنثر العربي ومن سرديات التاريخ.