الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم كثافة القصف.. الحرب بعيدة

نشر بتاريخ: 22/08/2016 ( آخر تحديث: 22/08/2016 الساعة: 21:09 )
رغم كثافة القصف.. الحرب بعيدة
غزة- تقرير معا- استبعد مراقبون شن إسرائيل حربا جديدة على قطاع غزة، على الرغم من القصف الذي شهده شمال القطاع الليلة الماضية والذي اعتبر الأعنف منذ الحرب الأخيرة في صيف 2014.

ورأى مراقبون أن "التصعيد الإسرائيلي" يأتي في سياق تثبيت سياسة الردع الإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية.

وقال الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة: "هذا تصعيد محسوب وبشكل دقيق، يأتي في سياق تثبيت سياسة الردع الإسرائيلية ضد المقاومة الفلسطينية".
وأضاف أبو سعدة في حديث لمراسل معا "تعوّدنا كل مرة يطلق فيها صواريخ من قطاع غزة تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية أن يكون هنالك رد إسرائيلي، لكن هذه المرة كان أكثر عنفا وكثافة".

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن كثافة القصف تعود لوجود أفيغدور ليبرمان كوزير للجيش الإسرائيلي وهو يعتقد أنه يجب مواجهة حركة حماس بالقدرات العسكرية الكبيرة، حتى يتم إخضاعها لسياسة الردع الإسرائيلية.

وتابع "هناك شبه إجماع بأن حماس وإسرائيل غير معنيتين بالتصعيد وبالحرب"، موضحا أن قطاع غزة لم يتعافَ من الحرب الأخيرة.

وقال: "أي حرب جديدة سيكون لها انعكاسات كارثية على القطاع.. من ناحية أخرى إسرائيل لم تصل إلى قرار نهائي بخصوص كيف ستواجه حماس بالحرب القادمة".

واستطرد قائلا: "إسرائيل تعتقد أن أي حرب قادمة مع حماس من المفترض أن تكون الحرب الأخيرة"، وقال: "بمعنى ستكون حرب كبيرة حيث تحدث بعض الإسرائيليين بأنها ستكون أشبه بحرب عالمية".

وأوضح أبو سعدة أن إسرائيل لا تريد الآن الذهاب إلى الحرب بل تريد أن تكون الظروف الإقليمية والدولية ناضجة أكثر من اجل الذهاب لحرب كبيرة ضد غزة.

ورأى أن إسرائيل ليست جاهزة للذهاب إلى الحرب، خاصة أنها وقعت اتفاق مصالحة مع تركيا لم يمض عليه سوى شهر ونصف وليست معنية بتوتير العلاقات خاصة أن تركيا تحتضن حماس وجماعة الإخوان المسلمين بالمنطقة.

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصوّاف أن المقاومة تعاملت الليلة الماضية بحكمة عالية وضبط للنفس، ولم ترد على التصعيد حتى لا يتخذ العدو رد المقاومة كذريعة لعدوان جديد رغم أنه ليس بحاجة لذرائع.

وقال الصواف: "وفي نفس الوقت العدو لم يكن يسعى لعدوان بدليل أن القصف المكثف في فترة زمنية محدودة وقصيرة.. ولكن القصف لم يخرج عن قصف مواقع مخلاة وأراض فارغة ودليل ذلك لم تقع إصابات حقيقية أو سقوط شهداء".

وأضاف "ولو كان يريد عدوانا جديدا هذه الأيام لقام بضرب أهداف حقيقية توقع شهداء وجرحى وهذا ربما ما زاد من ضبط النفس لدى المقاومة".

ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم أن إطلاق الصاروخ على سديروت أمس لم يغير من المعادلة القائمة منذ عامين، والطرفان قد يستمران بالمعادلة القائمة والتمسك بها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي: "وبالرغم من رد إسرائيل والذي لم يرق إلى مستوى خطير سوى أن عدد الغارات كان أكثر مما كان عليه في السابق".

وأضاف "الطرفان سيتمسكان بالواقع القائم وغير معنيان بالتصعيد"، وتساءل ما هي الأهداف التي يريد تحقيقها كل طرف إسرائيل والمقاومة خاصة حماس؟

وقال: "فلا أهداف واضحة قد تتحقق باستثناء أن ليبرمان زاد من جرعة الرد كي يترك بصمة لدى الإسرائيليين، ليدعي لاحقا أنه غير من المعادلة التي كانت قائمة وحقق الردع ومعادلة صاروخ مقابل صاروخ".

من جهتها، حمّلت الفصائل الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد، محذرة الاحتلال من استمرار التصعيد ضد قطاع غزة.

ووصف المتحدث باسم حركة فتح فايز أبو عيطة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي العنيف الليلة الماضية على أهداف ومواقع وأراضي المواطنين الزراعية وممتلكاتهم بإرهاب الدولة التي تمارسه إسرائيل.

وأضاف أبو عيطة في تصريح صحفي أن التصعيد الإسرائيلي هو استمرار لمسلسل الجرائم الذي تقوده حكومة الإحتلال ضد شعبنا"، معتبرا أن العدوان الجديد يأتي في إطار حرب شاملة ومتنوعة على الشعب الفلسطيني .

من جانبه قال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري: "إن تصعيد الإحتلال يأتي في سياق مواصلة الإحتلال العدوان على شعبنا الفلسطيني والرغبة في خلق معادلات جديدة في القطاع".

وأكد "أن العدوان لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو فرض أي معادلات جديدة في مواجهة المقاومة".

أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل فقال: "إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استفزاز المقاومة وخلط الأوراق جراء استهداف قطاع غزة".

وأضاف المدلل" إذا استمرت الحماقات فلن يكن في مأمن من صواريخ المقاومة".

من ناحيتها أعلنت بعض الأجنحة العسكرية أنها ستكون في حل من التهدئة إذا استمر العدوان الإسرائيلية على القطاع.

وكانت طائرات إسرائيلية شنت الليلة الماضية عدة غارات على مواقع تابعة للمقاومة وأراض مفتوحة في شمال قطاع غزة ردا على إطلاق صاروخ على البلدات الإسرائيلية.

وسبق هذا قصف خزان للمياه وأرض مفتوحة وموقع للمقاومة شمال القطاع أمس.

تقرير: أيمن أبو شنب