السبت: 11/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليبرمان يبعث برسالة لحماس ويغامر بالتصعيد

نشر بتاريخ: 22/08/2016 ( آخر تحديث: 24/08/2016 الساعة: 13:08 )
ليبرمان يبعث برسالة لحماس ويغامر بالتصعيد
بيت لحم- معا- نفذت اسرائيل في تمام الساعة 10:15 من مساء الاحد ما يمكن تسميته بالمحاولة الاولى لتغيير قواعد اللعبة في قطاع غزة حيث سارت الامور وفقا لمسار التوترات الموضعية، توترات تنفجر مرة كل عدة اشهر منذ نهاية عملية "الجرف الصامد" قبل عامين حسب تعبير المحلل السكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل صاحب هذه المقالة المنشورة ليوم الاثنين على موقع الصحيفة الالكتروني.

اطلقت احدى المنظمات الصغيرة التي بدو انها غير منصاعة لتعليمات وإرادة حركة حماس صاروخا سقط في سديروت وتسبب بأضرار مادية دون اصابات في الارواح، فرد الجيش الاسرائيلي بإطلاق عدة قذائف من مدافع الدبابات فيما قصفت طائرة دون طيار هدفا لحماس في منطقة بيت حانون.

وهذه الردود لم تخرج عما هو مألوف وعن سياق الردود الاسرائيلية السائدة في مثل هذه الاوضاع حيث تم توجيه القذائف والصواريخ نحو اهداف تابعة لحماس قريبة من خط الحدود، دون ان تقع اصابات لكنها هدفت لتحقيق فائدة مزدوجة: توضيح موقف اسرائيل الذي يرى في حكومة حماس جهة مسؤولة عن حفظ الهدوء على الحدود، والى جانب ذلك جباية ثمن تكتيكي مثل ضرب وسائل جمع معلومات تزود الجناح العسكري لحماس بالمعلومات الاستخبارية المتعلقة بنشاط الجيش الاسرائيلي على الحدود وهكذا ردت اسرائيل ايضا في الماضي على اطلاق فصائل فلسطينية لصواريخ متقطعة باتجاه النقب الشمالي.

ولكن هذه المرة تبع الرد التقليدي هجمات اضافية نفذها سلاح الجو في ساعات المساء المتأخرة بحجم ونطاق اكبر شملت غارات على عدة اهداف لحركة حماس شمالي القطاع.

وألحقت هذه الغارات وفقا للتقارير الواردة من القطاع اضرار مادية اكبر من المعتاد وسمع صداها ف ارجاء المنطقة.

من المبكر تقدير كيف سترد حماس على هذا التصعيد المقصود في العمليات الاسرائيلية ويبدو ان الطرفان يتقاسمان حتى الان هدفا مشتركا يتمثل بالحفاظ على الهدوء حاليا على طول الحدود رغم العداء المبدئي الشديد بينهما حسب تعبير "عاموس هرئيل".

يرتبط التغيير بطريقة الرد الاسرائيلية كما يبدو بالخط الذي املاه افيغدور ليبرمان الذي قال قبل توليه منصب وزير الجيش ان هناك حاجة ليد صلبة في التعامل مع سلطة حماس في قطاع غزة لكنه اضفى بعض الاعتدال على تصريحاته العلنية بعد دخوله مكتب وزير الجيش دون ان ينسى التأكيد على موقفه المبدئي القائل بضرورة اسقاط سلطة حماس وانه في حال تدهورت الامور نحو مواجهة عسكرية واسعة يتوجب على اسرائيل العمل بقوة وتصميم لتحقيق هذا الهدف.

وقال نتنياهو هو الاخر انه لن يقبل بعودة "تنقيط الصواريخ" لكنه اوضح وكما فعل طيلة ايام عملية "الجرف الصامد" انه ضد عملية عسكرية واسعة ويفضل عدم التورط بحرب اضافية في غزة.

يتضح ان ليبرمان معني جدا بنقل رسالة قوية اللهجة والمضمون لحركة حماس حتى لو كان ثمن هذه الرسالة تصعيد ميداني ومن المنتظر ان تتجلى خلال اليومين القادمين نظرة اسرائيل وطريقة تعاطيها الجديدة لكن الكثير هنا مرتبط ومرهون بمنظومة التوازنات والكوابح التي تحكم علاقة ليبرمان، نتنياهو ورئيس الاركان غادي ايزنكوت. قال المحلل العسكري "عاموس هرئيل".

الغائب الوحيد من الصورة من وجهة نظر اسرائيل يتعلق بمنظومة اتخاذ القرارات في حماس حيث هناك اجندات مختلفة للمستوى السياسي الحاكم في حماس غزة والممثل باسماعيل هنية والمستوى العسكري ممثلا بيحي السنوار بل يمكن القول ان اجنداتهما متناقضة ومتعارضة.

في وقت يبحث فيه المستوى السياسي عن طريقة للتصالح مع مصر وتأمين تمويل دائم وثابت لرواتب موظفي الدولة في غزة عبر دول الخليج يمتلك الجناح العسكري اهدافا اخرى مختلفة حيث يفضل قادة الجناح العسكري استئناف العلاقات مع ايران والحفاظ على ميزان الردع مقابل اسرائيل مواصلين الاعداد للمعركة القادمة لذلك يتوجب على اسرائيل الحذر من تقيمها الحالي للموقف حتى لا تخطا في تقدير موقف حماس كما فعلت قبل الحرب الاخيرة . اضاف " هرئيل".