الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو الغيط يحذر من خطورة الشح المائي وتأثيره على الاستقرار السياسي

نشر بتاريخ: 26/10/2016 ( آخر تحديث: 26/10/2016 الساعة: 18:42 )
أبو الغيط يحذر من خطورة الشح المائي وتأثيره على الاستقرار السياسي
القاهرة -معا- حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من خطورة الشح المائي في المنطقة وتأثيره على الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي .

وقال أبو الغيط في كلمته أمام الدورة الثامنة لمجلس وزراء المياه العرب التي انطلقت أعمالها في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، اليوم الأربعاء، إن هناك ما يُشبه الإجماع في الوسط العلمي على أن جفاف الأراضي الزراعية وفساد المحاصيل لعب دوراً في إشعال الحرب في سوريا.

وأضاف أبو الغيط أن الجفاف دفع 1.5 مليون فلاح سوري للهجرة من الريف إلى المدن، ما أصاب البنية الاجتماعية باضطراب شديد، وذلك انعكاسا لما يُمكن أن يتسبب فيه نقص المياه من قلاقل سياسية واجتماعية.

وفي الإطار ذاته، نبه أبو الغيط إلى أن الوضع في صنعاء لا يختلف كثيراً، حيث تُشير تقارير إلى أن العاصمة اليمنية يُمكن أن تصبح بلا ماء في العام 2019.

وحذر الأمين العام من مكامن الخطر في الأحواض النهرية الأخرى، سواء في دجلة والفُرات، أو في نهر الأردن أو غيرها، مؤكدا خطورة هذه الملفات على الحاضر والمستقبل.

وأكد أن قضية المياه تُمثل أولوية وطنية وقومية لدى كل دولة من دولنا، ولدى الأمة العربية في مجموعها، معتبرا أن مسألة نُدرة المياه لم تعد فقط من قضايا المستقبل، بل من هموم الحاضر الملحة والضاغطة.

وأوضح أبو الغيط أن موارد المياه العذبة في العالم العربي تُعد ضمن الأقل في العالم من بين 33 دولة تمثل الدول الأكثر معاناة من الشُح المائي في العالم، حيث إن 14 دولة عربية تراجعت حصصها من المياه بنسبة الثلثين خلال الأربعين عاماً الماضية.

وقال أبو الغيط "إن أبعاد الأزمة لم تعد خافية على أحد، فالسكان يتزايدون بمعدلات متسارعة في أغلب بلدان العالم العربي بينما الموارد المائية ثابتة، بل إنها تتراجع في بعض الأحيان، سواء في حجمها أو نوعيتها، مشيرا إلى أن النتيجة هي أن نصيب الفرد من المياه يُدخل معظم بلدان المنطقة، إن لم يكن كلها، في دائرة الفقر المائي، لافتا إلى أن نصيب الفرد من المياه في مصر تراجع من 2500 متر مكعب في عام 1947، إلى 660 مترا مكعبا حاليا.

وأضاف أن "المسألة المائية صارت وثيقة الصلة بالاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي في بلداننا"، مشيرا إلى أنه منذ عام 1998 تعرضت منطقة الشام لموجة حادة من الجفاف ليس لها سابقة منذ 900 عام تقريباً.

بدوره، دعا وزير شؤون الكهرباء والماء في مملكة البحرين، رئيس الدورة السابقة للمجلس الدكتور عبد الحسين بن علي ميرزا، إلى العمل على توفير شبكة معلومات متكاملة على الموارد المائية وإعداد "بنك معلومات" متطور يتم من خلاله جمع البيانات والمعلومات ويكون بمثابة الأساس العلمي السليم لتقييم الموارد ووضع تخطيط متكامل لاستعمال الموارد المائية .

وعبر ميرزا، في كلمته أمام المجلس، عن تهنئة بلاده لقرار القمة العربية الأخيرة في نواكشوط باعتماد الخطة التنفيذية لاستراتيجية الأمن المائي العربي لمواجهة التحديات والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة في الوطن العربي والتي اعتبرها "خارطة طريق للدول العربية للنهوض بقطاع المياه وأمنه وأداة لتحقيق الاستدامة من خلال تعاون الدول العربية ودعم المبادرات المشتركة وتعزيز قدرات كل دولة من أجل تحقيق إدارة رشيدة ومتكاملة وفعالة للموارد المائية .

ومن جانبه، حذر وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمجلس، من الانتهاكات التي تتعرض لها مياه الرافدين وعمليات التدمير، بسبب أعمال الإرهاب التي يمارسها تنظيم "داعش".

كما حذر الجنابي من السيطرة المفرطة لتركيا على منابع الرافدين وتعثر التوصل إلى اتفاق دائم حول قسمة المياه.

وحذر من أن تركيا أوشكت على تشغيل سد "أليسو" على نهر دجلة، والذي سيستهلك أكثر من نصف الموارد المائية للعراق، معلنا استعداد بلاده للتفاوض مع تركيا لدرء مخاطر هذا السد على العراق، وقال: إننا نرغب في الحفاظ على مسار العلاقات المائية مع تركيا "باردا" ومنفصلا عن الجوانب السياسية والأمنية.

وطالب الجنابي في مشروع قرار قدمه إلى المجلس، بضرورة الحفاظ على الحصص المائية والتوصل إلى حلول بشأن تقسيم المياه وفق أسس متفق عليها، كما طالب المجلس الوزاري العربي للمياه بإصدار قرار يجرم استخدام منشآت الري في الحروب، خاصة "الأحواض المشتركة" طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.

على صعيد آخر، تم الإعلان خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس، عن فوز باحثين مصريين بالجائزة الثالثة للمجلس الوزاري العربي للمياه للعام 2016 (مناصفة)، تحت عنوان "الإدارة الذكية للموارد المائية" من بين 28 بحثا من مختلف الدول العربية، فيما تم حجب الجائزتين الأولى والثانية .

وضم وفد دولة فلسطين في الاجتماع: رئيس سلطة المياه مازن غنيم، وسفير دولة فلسطين لدى مصر ومندوبها بالجامعة العربية جمال الشوبكي، ومدير عام التخطيط في سلطة المياه يوسف عوايص، والوكيل المساعد للشؤون الإدارية والمالية محمود مزهر، والمستشار رزق الزعانين من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية