الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيش الروسي يربك الاسرائيلي ويدخله في حالة فوضى

نشر بتاريخ: 31/10/2016 ( آخر تحديث: 01/11/2016 الساعة: 14:16 )
الجيش الروسي يربك الاسرائيلي ويدخله في حالة فوضى

بيت لحم- معا- الجيش الاسرائيلي في حالة صدمة وفوضى وخوف وقلق، لن تجد احد في هذا الجيش يعترف بذلك علنا لكن ضباط كبار في سلاح الجو وسلاح البحرية قالوا خلال محادثات وجلسات مغلقة ان الوجود العسكري الروسي القوي والعظيم في منطقة الشرق الاوسط يثير القلق الشديد والخوف وفقا لما قاله اليوم المراسل العسكري للقناة الثانية "نير دبوري" في تقرير نشره الموقع الالكتروني للقناة المذكورة تحت عنوان " الصدام بين الجيش الروسي والإسرائيلي مسألة وقت فقط ".

"لم نقدر أن تجري الامور بهذا الشكل لقد تفاجأنا من كمية ونوعية السلاح الروسي المنتشر هنا" قال ضباط كبار في سلاحي الجو والبحر الاسرائيليين وفقا لما نقله المراسل العسكري .

إن التواجد الروسي يؤثر بشكل دراماتيكي على طريقة وشكل عمل الذراع الجوي والبحري الاسرائيلي المعتبرين ذراعين استراتيجيين في الترسانة وبناء القوة الاسرائيلي اللذين اعتادا في العقود الماضية العمل بحرية تامة يحلقون ويحبرون اينما وكيفما يريدون دون ان يتعرضوا لأي تهديد حقيقي وفقا لما نسبته مصادر اجنية عديدة اكثر من مرة للجيش الاسرائيلي حين تفاخر بان طائراته تحلق في الاجواء حيثما تشاء وتهاجم قوافل اسلحة وتقوم بجمع المعلومات الاستخبارية فيما تبحر السفن الحربية الاسرائيلية قبالة الشواطئ البعيدة دون عراقيل حسب تعبير المراسل العسكري للقناة الثانية .



قيل في الماضي "اذا اردت ان تعرف بماذا يفكر الرئيس الروسي ابحث عن حاملات طائراته واعرف اين ترابط وهذه القاعدة سارية المفعول اليوم بعد ان شقت حاملة الطائرات الروسية الوحيدة "الأدميرال كوزنيتسوف" طريقها من بحر الشمال الى شرق البحر المتوسط وهذا يشير الى تغيير الاوضاع في المنطقة ويثير قلق الجيش الاسرائيلي الذي يراقب تقدم حاملة الطائرات الروسية ببالغ القلق والخوف .

وتضم القوة العسكرية المرابطة على متن حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف" 1900 جندي وتحمل على متنها اكثر من 50 مقاتلة متطورة اضافة لمنظومات دفاع جوي حديثة ومتطورة ورادارات وقدرات كبيرة على الحرب الالكترونية تعتبر الافضل في العالم وتملك قدرات كبيرة مضادة للغواصات والسفن وتشكيلة واسعة من الصواريخ وقدرات متطورة في مجال التصوير الجوي والاستطلاع الاستخباري .

لقد اصبح في المنطقة جهة اخرى تراقب كل شاردة وواردة في اسرائيل غير الجهة الحليفة "امريكا" والروس اعترفوا والجيش الاسرائيلي متأكد ويعلم علم اليقين ان روسيا والجيش الروسي يرصدان كل حركة وطائرة وصاروخ او جسم طائرة مهما كان ينطلق من اسرائيل او يحلق فوقها وكذلك يرصدون كل حركة تقوم بها السفن الاسرائيلية في المنطقة ولا توجد أي طريقة للهرب من الرادارات الروسية وهم يجمعون الان معلومات هائلة عن اسرائيل بكل وسائل المراقبة والرادارات والتصنت حسب تعبير المراسل العسكري للقناة الثانية .


أعلن الروس قبل عدة اشهر انهم ينسحبون من سوريا لكنهم ارسلوا منذ ذلك الحين المزيد من القوات البرية وزادوا من قوة وعدد طائراتهم وادخلوا الى الميدان صواريخ ارض- جو يزيد مداها عن 200 كلم قادرة على ضرب الطائرات والسفن والطائرات دون طيار والصواريخ الباليستية ويقومون هذه الايام بتعزيز قوتهم البحرية مقابل تقليص حجم القوة البحرية الامريكية في البحر المتوسط .

وفيما يتعلق بصواريخ ارض – جو المتطورة من طراز S400 و S300 ستكون موجودة قريبا في مصر، سوريا، روسيا، الهند ، ايران وحتى ولمنع أي بلبلة او اربكاك حذر الناطق بلسان وزارة الدفاع الروسية علنا وبوضوح من ان القوات الروسية ستسقط كل جسم غير معروف او لا يعرف نفسه تشتبه القوات الروسية بانه يشكل تهديدا لها او للنظام السوري .

وقال الناطق الروسي "اذا اعتقد احد بقدرته على الاختباء خلف تكنولوجيا الشبح من الافضل له ان يعيد حساباته" وهذه سبب اضافي لإصرار اسرائيل على اقتناء الطائرات F35 التي تتمتع بقدرات "الشبح" لاعتقادها ان الروس لا يملكون تكنولوجيا تعقب طائرات الشبح التي باتت مع الوجود الروسي القوي الوسيلة الوحيدة للتحليق في اجواء الشرق الاوسط دون ان يكتشفها الروس وفقا للاعتقاد الاسرائيلي لكن الناطق الروسي نسف هذه الفرضية بتحذيره من يعتقدون بإمكانية الاختباء وراء هذه التكنولوجيا.

وافق البرلمان الروسي مؤخرا على نشر القوات الجوية الروسية في سوريا الى اجل غير مسمى ووجدت اسرائيل نفسها في ظرف يتمثل بوقوع مناطق كبيرة من مساحة اهتمامها ضمن تغطية صواريخ S300 و S400 ويبدو ان هذا الوضع سيستمر لعشرات السنين وهذا الامر يزيد اكثر من أي وقت مضى من فرص المواجهة الجوية او البحرية بين القوات الروسية والجيش الاسرائيلي.

تدرك اسرائيل وقيادتها السياسية والعسكرية ان لحظة المواجهة تقترب وليس من باب الدقة ان هرع نتنياهو قبل عدة اشهر الى العاصمة الروسية موسكو واصطحب معه قائد سلاح الجو الجنرال "امير اشل" وهما يدركان تماما حساسية الوضع وما يمكن ان يحدث .

تستخدم القوات الروسية المرابطة في سوريا حاليا صواريخ S300 المنصوبة على متن سفن ترسو بين الحين والاخر في ميناء طرطوس شمال غرب سوريا لكن نصب النسخة البرية المتطورة S400 له تأثيرات كبيرة على اسرائيل لان كل تحليق اسرائيل في اجواء سوريا ولبنان يجري تحت رقابة وعين الروس عبر منظومتهم الجديدة .


سادت شكوك كبيرة قبل نشر الصاريخ تتعلق بقدرة اسرائيل على مهاجمة اهداف داخل سوريا في ظل انتشار الطائرات الروسية والان فان المنظومة الصاروخية الجديدة تتمتع بمدى تغطية اكبر بكثير يمتد الى عمق المجال الجوي الاسرائيلي وتقوم المنظومة الروسية برصد كل عملية اقلاع او هبوط لطائرات مدنية او عسكرية في مطارات اسرائيل اضافة لرصد النشاط الجوي الاسرائيلي في لبنان والمنطقة .

امواجهة مسألة وقت فقط :

سافر نتنياهو والجنرال "اشل " بسرعة وعجل الى العاصمة الروسية موسكو بهدف بناء منظومة تنسيق تمنع الصدام غير المرغوب به.


واكد سلاح الجو الاسرائيلي انه لا يمكنه العمل في مناطق لم يتم الاعلان عنها "مناطق منزوعة السلاح " لكن هناك تفاهم بين اسلحة الجو المختلفة حول متى وكيف ومن يعمل في هذه المنطقة او تلك .

يبدو أن الروس لا يعدون اسرائيل ولا يرونها ضمن اللعبة لذلك يفعلون ما يحلوا لهم في المنطقة فمنذ اقامة منظومة اللتنسيق تم اسقاط طائرتين روسيتين دون طيار وتقريبا وقع احتكاك بين مقاتلات روسية وإسرائيلية، كما تم اطلاق صاروخين ارض – جو باتجاه طائرات اسرائيلية وحينها جاء الادعاء ان الامر يتعلق ببطارية سورية مضادة للطائرات هي من اطلق الصاروخين .

واختتم المراسل العسكري للقناة الثانية تقريره بالقول "ان مصالح روسيا في سوريا واسعة وتتضمن تعاونا مع اكبر اعداء اسرائيل حيث تشارك ايران في دعم نظام الاسد، وتشارك في المعارك الدائرة في حلب بما في ذلك نشرها قوات برية وكل ذلك يجري بالتنسيق مع روسيا ضد القوات المدعومة امريكيا ونشأ وضعا نطالب فيه بالتعاون مع روسيا المتعاونة مع ايران والداعمة للاسد فمن يعلم أي مصلحة تتفوق من حيث الاهمية على اخرى .

لم يعد الطيارون البحارة الاسرائيليون لوحدهم في المنطقة كما كانوا على مدى عشرات السنين ولم تعد اسرائيل المسيطر على المجال والمنطقة لذلك فان الصدام باي شكل كان هو مسالة وقت ليس الا ".