الإثنين: 16/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

الجالسون على مقعدين بقلم - عبد المطلب الشريف - رئيس نادي أهلي الخليل

نشر بتاريخ: 08/12/2007 ( آخر تحديث: 08/12/2007 الساعة: 17:12 )
بيت لحم - معا - لعل من أكثر المشاهد شذوذاً وإساءة للنفس البشرية ، ما نراه أحياناً في بعض الإجتماعات والإحتفالات من سلوك لبعض الأشخاص ، فترى الواحد منهم - وقد امتلأت المقاعد أو اوشكت على ذلك - يجلس في المنتصف على مقعدين ، أو يجلس على مقعد ويضع يده على الآخر في إشارة لك وللآخرين بأنه ينتظر عزيزاً قد تأخر لسبب أو لآخر، بما فيها الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة ، ورغم ما في هذا الفعل من سوء وسلب لحقوق الآخرين القادمين في الموعد ، إلاّ أننا قد نتغاضى عن فعله هذا منعاً للمهاترات والجدالات من ناحية ، وعلى إعتبار أن نسبة الأنانية الشخصية في مثل هذه الحالة أقل من مثيلاتها في الحالتين اللتين سنكمل بهما هذا المقال .

ونعني بالحالة الثانية ذلك الشخص الذي يجلس في الوسط بين المقعدين لأنه لم يقرر ولم يحسم أمره بعد على أي منهما سيجلس منتظراً الجهة التي ستميل الرياح باتجاهها ليميل معها وينتصر لها ويحسب نفسه عليها ،وينبري للدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة ، وهذا ما لمسناه في مواقف بعض الأشخاص من الصراع الدائر في ساحة كرة القدم ممن انتظروا طويلاً للإنضمام لمن تؤول اليه الغلبة في نهاية المعركة ، ورغم ما في ذلك من زيف وعدم إحترام للذات إلاّ أن هؤلاء ايضاً يظلون أقل سوءاً في الأقوال والأفعال من الفئة الثالثة ، وهم اولئك الأشخاص اللذين جلسوا أو ما زالوا يجلسون بشكل دائم في الوسط بين المقعدين ، فيغازلون من يجلس على يمينهم تارة ، ويمازحون من يجلس على يسارهم تارة أخرى ، في محاولة للإحتفاظ بالمقعدين وكسب ود الطرفين في آن واحد ، فها هم يناشدون في يومهم الأول الرئيس ابو مازن ورئيس الوزراء سلام فياض بالإنتصار لإتحاد كرة القدم المقال وإقالة وزيرة الشباب والرياضة ومحاسبتها على خطئها الذي - حسب رأيهم - لا يغتفر والذي أدى بدون سابق إنذار لهدم ممالكهم وعروشهم ، ليعودا في اليوم التالي لمناشدة رئيس الوزراء في الحكومة السابقة اسماعيل هنيه ووزير الشباب والرياضة السابق باسم نعيم ، طالبين منهما أيضاً الإنتصار للإتحاد ورد ما حصل من ضيم وتجني ، وإيقاف الإعتداء والمعتدين .

وبعيداً عن السياسة وحبائلها ، وما آل اليه حالها ،وعن الجغرافيا ومسمياتها وضغائنها ، وما دمنا نتحدث عن الرياضة الفلسطينية ومشاكلها ، نقول لمثل هؤلاء كفى عبثاً يا سادة ، وكفى إساءة لأنفسكم وللرياضة الفلسطينية ، فالوطن واحد والشعب واحد وهما اكبر منكم ومن مناصبكم التي تقاتلون من أجلها ، وليس مهماً من أين سيكون الرئيس ومن أين سيكون الغفير ، وليس مهماً على أي من المقعدين تجلسون ، بل المهم أن تختاروا عن قناعة مقعداً واحداً وتجلسوا عليه .