الأحد: 15/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

عفوا معالي الوزيرة... ليس هكذا بقلم: محمد اللحام

نشر بتاريخ: 11/12/2007 ( آخر تحديث: 11/12/2007 الساعة: 21:10 )
بيت لحم - معا - قد يقول قائل ليس هكذا تخاطب الوزيرة، ولكن لا ضير، فإن هذا الوطن يكفل حرية التعبير والنقد من باب التشريح وليس التجريح، رغم قراري الداخلي عدم الخوض بالموضوع؛ لأن الصراحة تزعج وتزعل، وأكثر مثل كذاب في بلادنا أن ( الصراحة ما بتزعل).
وقد استفزتني جملة من الأمور دفعتني للكتابة في هذا الموضوع مثل قرار الوزيرة وقف الأخ جمال زقوت عن العمل، لا لشيء سوى أنه يمارس قناعته ودوره كأمين صندوق منتخب لاتحاد كرة القدم الفلسطيني، ويعارض توجهاتها الواضحة بحل اتحاد الكرة وهو ما يعارضه زقوت.
ولتسمح لنا الوزيرة أن نقول قرارك انفعالي ولا يتلاءم مع مسماك كوزيرة، وقد يعزز الادعاءات والاتهامات بأنك من يقف خلف قرار الحل وما اجتماع أريحا ألا واجهة تحاولين مع اليعض إلصاق الحل به وليس بك.
فمنذ اليوم الأول لوزارة الشباب والرياضة التحق بها نخبة من رياضيي هذا الوطن، وممن تشرفوا بحمل غبار ملاعب الوطن، ومنهم اليوم من هو في اتحادات ومؤسسات نقابية، ومنهم من كاد أن يكون أو يريد أن يكون وقد يتفقون معك وقد يختلفون، فمن الواضح أن هناك عدة موظفين يناصرونك ويتجندون ( بالباع والذراع) لقرار الحل ويعبرون يوميا عن مواقفهم في وسائل الإعلام، فلماذا تستهدفي زقوت؟؟ وهل تعتقدي أنك قادرة فعلا على فصله؟ أو تفصيل تهمة جاهزة له كأن يقال: أنه موالي للإنقلاب، هل أصبحت التهم جاهزة والتراشق انحدر إلى الدرك الأسفل، يعبر عن صفات المتحدث به ( قذارة، حقارة، تسول، إختلاس،فساد، تطبيع ) عبارات تملأ وسائل الإعلام اليوم.
واللعبة واضحة إن لم تتهم بمحاباة الانقلاب الحمساوي فإنك ستتهم بالتطبيع والوصول لمرحلة التجريح الشخصي والتشكيك بالإنتماء الفكري والوطني، وأن تصل الحرب للقمة العيش فهذا معيب جداً، ووضيع لكل من (يتولدنون في هذا الحقل).
ولن تنجح المحاولات المروجة لان من هم مع حل الاتحاد الآحرص ومن هم ضده منتفعين او العكس فلم اسمع بعد عن وكيل للشرف والأمانة لديه بطاقات يوزعها على الناس لتصنيفهم على مزاجه .

وما استفزني أكثر، كلمات أصحاب الشأن في بعض الصحف الذين يطالبون بوقف الشتم والردح لأن الإعلام يتحمل مسؤولية في ما نحن عليه، وتفتح الصفحة التي تلي لتجد مقال من قاع الدست يردح بالشتائم الصبيانية الوضيعة بحق الناس.
فكيف؟؟ تطالب بالإحترام والإتزان ولا تعمل به؟؟
والغريب في بلادنا أن يصنع الصحفي من نفسه وشخصه جزء أصيل من الحدث والخبر، وهذا ممنوع وغير مسموح أن تكون كصحفي جزء من الحدث لأنك تخرج من مهنيتك لشخصك ومصالحك، فأنت راصد وباحث ومراسل للحدث، وعندما تصبح طرفا في الحدث يسقط عنك القلم.

فيا معالي الوزيرة المحترمة نقول لك كما قال الروائي الجزائري الطاهر وطار (لا يبقى في الوادي إلا حجارته) وأنت اليوم على رأس عملك ولا نعرف في الغد أين أنت ؟؟ ولكني متأكد أن من تغبر في الملاعب الفلسطينية سيبقى فارس الميدان، والشارع قد وصل لسن الرشد مما يؤهله للحكم على الأمور بعيداَ عن محاولات الخداع والتضليل.
وأعضاء اتحاد كرة القدم ليسوا بمنزلين، ولكن الشارع بحاجة لأوراق إدانة تثبت تورطهم أو بعضهم في ما يشاع عن فساد مالي تحديداَ. ولنخرج مظاهرات على منازلهم ونطالب باسترجاع حقوق الرياضة والرياضيين، ولن نكتفي حينها بخروجهم للبيت فقط.
ولكن قذف الناس وتفصيل التهم وتعميمها في وسائل الإعلام ليس بالأمر اليسير، وشرف الناس ليس مرتبط بجزء من الجسد/ معالي الوزيرة.
وعندما تقول الوزيرة أنها تشاورت مع رؤساء اتحادات ووزراء من خارج الوطن، فإننا نحترم التشاور ولكننا نحترمه أكثر لو كان مع الخبراء الحقيقيين من أهل هذه البلد من الأكاديميين والإداريين والمجربين والمطلعين لأن (أهل مكة أدرى بشعابها) .
أما قصور الإتحاد الإداري فكلنا يقر بأن هناك قصور، ولكن هذا القصور هل يؤهل للإجراء الأخير؟؟ هذا أمر متروك للقياسات أوالاجتهادات الفردية والجماعية ضمن أدوات تقييم، وماتحرك الأكادميين وتجمع قدسنا إلا أزهار في بستان الشوك وشمعات في النفق الذي دخلنا فيه، فلا يعيب معالي الوزيرة أن تسمعي بأذنيين اثنتين خلقهن لنا الله.
[email protected]