الجمعة: 17/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة تتطلع الى انفراجة مصرية في العام الجديد

نشر بتاريخ: 25/12/2016 ( آخر تحديث: 26/12/2016 الساعة: 10:00 )
غزة تتطلع الى انفراجة مصرية في العام الجديد

غزة - تقرير معا - ايام قليلة تفصلنا عن حلول العام الجديد 2017 . لكنه من ناحية لا يختلف عن سابقه من حيث استمرار الحصار الاسرائيلي المستمر منذ 10 سنوات على قطاع غزة الذي يقطنه 2 مليون نسمة يعيشون في أصغر بقعة على وجه الأرض بمساحته ٣٦٥ كم .

ومن ناحية اخرى فان العام الجديد قد يحمل انفراجة من جهة مصر عبر فتح معبر رفح لادراك مصر أهمية التنمية لمواجهة الإرهاب في سيناء وان المدخل الأساسي لذلك هو قطاع غزة". يقول مراقبون.

ويستمر الاحتلال الاسرائيلي في إغلاق المعابر وعرقلة إعادة الاعمار ومنع إدخال مواد البناء وحظر إدخال أكثر من 300 سلعه تحت مسمى الاستخدام المزدوج إضافة إلى سحب تصاريح العمال والتجار ورجال الأعمال.

ويعتمد سكان القطاع على المساعدات القادمة من "الأونروا" وغيرها من المؤسسات العاملة في غزة، فيما وصلت نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى 60% ، كما أن 80 % من المصانع في غزة مغلقة بشكل كلي أو جزئي بسبب الحصار إضافة إلى أن أكثر من 95% من المياه غير صالحة للشرب وتدهور كافة القطاعات سواء الخدماتية والكهرباء والمياه والبطالة بينما يصل معدل دخل الفرد 2 دولار.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري "كان المأمول أن يشهد عام 2016 انطلاقة نوعية وعمل جدي في ملف الاعمار لكن للأسف لم يحدث بل هناك تراجع كبير على صعيد إعادة الاعمار وخاصة على المنازل التي دمرت بشكل كلي في الحرب الأخيرة على غزة في صيف 2014 والتي عددها 12 ألف منزل."

ويضيف في مقابلة مع مراسل "معا" أن الاحتلال أوقف في مايو 2016 العمل وفق خطة روبرت سيري حيث لم يسجل أي أسماء لإدخال مواد البناء لها لإعادة اعمار منازلها". مشيرا الى بناء حوالي 3 آلاف منزل من المنازل التي دمرت في الحرب ، فيما تعهد المانحون ببناء قرابة 3 آلاف منزل اخر في حال توفر مواد الاعمار لها لكن يبقى 6 آلاف منزل دون أي تمويل .

وأوضح الخضري أن هناك تراجعاً في اقتصاد غزة خاصة على صعيد الصناعات ومنع التصدير الى الخارج وحظر إدخال نحو 300 سلعه وزيادة نسبة البطالة".

وقال :" في حال فتح الممر الآمن بين غزة والضفة وفتح معبر رفح البري سيمكن أبناء شعبنا في الدول العربية والأجنبية من الوصول لغزة وهذا سيكون عامل مهم لنمو الاقتصاد.

وبين أن قطاع الخدمات مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي كل يوم في تراجع خطير، مشيراً الى تقارير البنك الدولي أنه في العام 2020 مياه غزة ستكون غير صالحة للشرب، كما تفيد آخر الأبحاث أن مياه البحر بدأت تتسرب للمياه الجوفية.

وقال :" إذا لم تكن هناك حلولاً سريعة بمحطات تحليه ضخمة وإيجاد البدائل فان الواقع في السنوات القادمة سيكون صعب ومرير بما تعنيه الكلمة, وأن عدد سكان غزة زاد خلال العشرة أعوام الماضية نصف مليون مواطن وهذا من المفترض يرافقه زيادة في كافة الخدمات من كهرباء ومياه وطرق ومدارس وجامعات ومستشفيات وهو لم يحدث بسبب الحصار ..

وحذر الخضري من انفجار الأوضاع إذا استمر الحصار الإسرائيلي، وقال :" دائما حركة الناس والشعوب صعب التنبؤ بها لأنها ليس لها ضابط كلما زاد الضغط اقترب الانفجار....لكن رغم أن الحصار عقوبة جماعية ويتناقض مع مبادئ القانون الدولي ويتناقض مع والإعلان العالمي لمبادئ حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الرابعة إلا أنه لا حراك حقيقي خلال السنوات الـ 10 للضغط على اسرائيل لفك الحصار."

وبين الخضري أن الوفود التضامنية تكاد تكون معدومة خلال العام 2016 ولم يشهد حراكا على هذا الصعيد بسبب الحصار والإغلاق، مشيراً إلى فش محاولات وصول قارب زيتونة الى غزة بسبب جيش الاحتلال الذي اعترض طريقه.

في المقابل ووفق الخضري فان آلاف المتضامين جاهزين للقدوم إلى غزة في أي لحظة يسمح لهم سواء عبر البحر والبر والجو...وان تصويت مجلس الأمن على إدانة الاستيطان تبين صورة واقع التضامن الدولي وهذا شيء مهم, ولابد من جهد أكبر على الصعيد الشعبي والبرلماني والرئاسي والحكومي للفت أنظار العالم على واقع الحصار والمعاناة"، مؤكداً على ضرورة إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني أمام التهديدات الإسرائيلية.

معبر رفح متنفس للقطاع

وشهد أواخر العام حدوث انفراجه على صعيد فتح معبر رفح البري حيث فتح المعبر عدة مرات على فترات متقاربة كما شهدت القاهرة عقد اجتماعات لوفود سياسية واقتصادية وإعلامية من غزة.

وقال الخضري :"إذا استمر فتح المعبر وصولا الى فتحه بشكل دائم سيكون أحد أهم عناصر تعزيز صمود أبناء شعبنا في القطاع".
وأضاف " هذا ليس غريباً على مصر التي تلعب دوراً مهماً في القضية الفلسطينية ورعت المصالحة واتفاقية التهدئة وصفقة شاليط ، فيما يعتبر معبر رفح البري البوابة الأساسية لغزة".

وأوضح أن فتح معبر رفح لن يكون بديلاً عن باقي المعابر ، داعياً الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الضغط على الاحتلال لرفع الحصار عن غزة.
ودعا الى توجيه المساعدات لإقامة مشاريع إنتاجية وتنموية قادرة على استيعاب الطاقات الفلسطينية بالإضافة الى إنشاء مشاريع التشغيل عن بعد لتشغيل الخريجين.

وبحسب إحصائية لوزارة الداخلية في غزة حصل عليها مراسل "معا" فان معبر رفح شهد خلال العام 2016 مغادرة 21975 مسافر ووصول 15707 آخرين فيما أرجعت السلطات المصرية 2039 مسافر خلال 42 يوما فتح فيها المعبر فيما أغلق 323 يوما.

وأعرب الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة إياد البزم في حديث لمراسل "معا" عن أمله أن يشهد عام 2017 سياسة مصرية جديدة في التعامل مع معبر رفح وأن تتطور التسهيلات التي شهدها المعبر مؤخراً باتجاه فتح المعبر بشكل دائم لإنهاء الأزمة القائمة.

من ناحيته، توقع الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن يكون العام 2017 أفضل من العام 2016 على قطاع غزة.

وقال الدجني في حديث لمراسل "معا":" أتوقع حدوث انفراجه على صعيد معبر رفح البري لعدة أسباب أولها إدراك مصر أهمية التنمية لمواجهة الإرهاب بسيناء والمدخل الأساسي لذلك قطاع غزة".وقال :" انفتاح مصر على غزة قد يحمي أمنها القومي من وجهة نظرها في ظل زيادة النفوذ القطري والتركي في القطاع".

وأشار إلى وجود مؤشرات على الأرض تتحدث عن خطة اعمار في سيناء وتخصيص آلاف الدونمات شرق معبر رفح لإقامة منطقة صناعية وتجارية، بالإضافة إلى حاجة مصر وغزة أن يكون هناك تبادل تجاري لضخ قرابة مليار دولار.

وعلى الصعيد الإسرائيلي، قال الكاتب والمحلل السياسي :" قد تتخذ اسرائيل خطوات لحلحلة بعض الظروف في غزة بسبب التقارير الدولية التي تتحدث عن قرب انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الحصار.
تقرير: أيمن أبو شنب