دحلان: خياران لإحداث التغيير في فتح إما الانتخابات أو الانقلابات وهذه غير مقبولة- حل الأزمة مع حماس يتم بالتوافق السياسي
نشر بتاريخ: 23/12/2007 ( آخر تحديث: 23/12/2007 الساعة: 08:00 )
بيت لحم- معا- قال محمد دحلان، عضو المجلس الثوري الفلسطيني مستشار الأمن القومي السابق، إن حل الأزمة مع حركة حماس يتم بالتوافق السياسي حول قضايا مثل البرنامج السياسي والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية والدولة الى ما شابه وليس بالتراجع فقط عن الانقلاب رغم أهمية ذلك.
وحول الأصوات داخل حركة فتح لإجراء تعديل في حكومة سلام فياض واتهامات الحكومة بمحاربة فتح قال دحلان لـ الشرق الأوسط»:«يجب الا تدفع الرغبة في المشاركة في حكومة فياض للتشكيك او الطعن فيه فهو الإنسان الذي يمكن ان ينقذ ما يمكن انقاذه». ويعارض دحلان مشاركة فتح في الحكومة بقوله «ان من واجب حركة فتح ان تدعم حكومة فياض لا ان تشارك فيها، فهناك قضايا مثل المفاوضات واحتمالات فشلها والبدائل في حال الفشل اهم من تغيير أو اقالة وزير». وتابع القول «من يريد ان يعيد بناء فتح عليه ان يعمل من اجل عقد المؤتمر العام لا ان يلقي اللوم على الآخرين».
وشدد دحلان مجددا على ضرورة إعادة إحياء فتح من خلال عقد المؤتمر العام السادس الذي لم يعقد منذ أكثر من 18 عاما، ويتهم قيادة الحركة بفقدانها للإرادة الجادة لعقد المؤتمر العام.
وأمام هذا يرى دحلان ان احداث التغيير في فتح لا يتم الا من خلال خيارين لا ثالث لهما، فإما الانتخابات أو الانقلابات والأخيرة غير مقبولة وغير مألوفة في العمل الوطني الفلسطيني. وأكد عدم غيابه عن الساحة السياسية، مشيرا الى المقابلات التلفزيوينة والتصريحات التي تصدر عنه بين الفية والاخرى، لكنه ذكر في الوقت نفسه باستقالته من مناصبه الرسمية.
وأكد دحلان انه سيعود الى قطاع غزة، لكن في الوقت الذي يراه مناسبا، مذكرا بأن سلطات الاحتلال الاسرائيلي طردته من غزة، لكنه عاد اليها. ووصف علاقته مع الرئيس محمود عباس (ابو مازن) بالممتازة.
وفي ما يلي نص الحوار:
> لماذا هذا الغياب الطويل عن الساحة السياسية؟
ـ أنا استقلت > استقلت من ماذا؟
ـ من منصب مستشار الأمن القومي.. انا الآن فقط عضو مجلس تشريعي وعضو في المجلس الثوري (لحركة فتح).
> هل استقالتك تعني انك لم تعد سياسيا؟
ـ لا.. ما بطلتش.. في حد في العالم العربي بيبطل السياسة.. لكنني انا مستقيل.
> تستقيل من منصب وليس من عمل سياسي؟
ـ مستقيل من منصبي الرسمي.
> هل هناك من مبررات للغياب عن الساحة السياسية؟
ـ أي غياب .. هيني باطلع في التلفزيونات وباحكي رأيي واللي بدي اياه.. يعني لازم أظل في موقع رسمي.. بس أنا صار 8 اشهر عامل عملية (في الركبتين)، ما بيطلعلي استريح؟
> في آخر حديث بيننا قلت انك لن تقبل ان يلقى الفشل في غزة على مجموعة من الضباط الصغار، وستكشف كل الأوراق.
ـ انا ما قلتش هذا الكلام.. هذا من تأليفك. > بس انت قلت انك لن تقبل بأن يلقى بلائمة الفشل على مجموعة من الضباط ولن تقف ساكتا..
ـ لا.. برضه مش صحيح. انا لم اقل إنني لن اقف ساكتا.. لمّن سألتني قلت انهم دقوا (امسكوا) ببوابي العمارات وتركوا صاحب العمارة > صدرت احكام ضد مجموعة من الضباط الصغار بتهم التقصير في غزة، فمنهم من سرح من وظيفته ومنهم من جرد من رتبته...
ـ انا رايح اسألك سؤال، كم من الوقت مضى على اغلاق هذه المسألة، ولماذا الآن تأتي الآن على مثل هذه القصص الفاضية والقديمة؟
> لننتقل الى القضية الساخنة داخل حركة فتح وهي الجدل حول مصير حكومة سلام فياض وامكانية تغييرها ومشاركة فتح فيها؟ اين يقف محمد دحلان من كل ذلك، خاصة ان مصادر اسرائيلية تتهمك بالوقوف ضد فياض وحكومته؟
ـ حكومة فياض ادت وتؤدي واجباتها. والدكتور فياض كان الأجرأ في قبول هذا الموقع في ظروف استثنائية، وهو يقوم بواجبات عظيمة لإعادة الاعتبار لعمل السلطة الفلسطينية على الرغم من الصعوبات التي يواجهها. يجب ان يقف الجميع الى جانبه، لان الرئيس (محمود عباس ـ أبو مازن) اختاره، وهو غامر في قبول هذا الموقع وهو موقع لا يحسد عليه. وبالتالي من لديه عليه ملاحظة او يرغب في ان يكون له موقع في هذه الحكومة يجب الا تدفعه هذه الرغبة، الى التشكيك أو الطعن او النخز او اللمز، من هنا او هناك.
> هل انت مع تغيير حكومة تسيير الاعمال.. او هل هناك من وجهة نظرك، داع او ضرورة الى اجراء التغيير؟
ـ حكومة فياض بالاصل ليست حكومة عادية بل حكومة تسيير اعمال نشأت في ظروف استثنائية اضطرت الرئيس الى اتخاذ ايضا قرارات استثنائية. يعني ان هذا وضع استثنائي وغير مستقر بمجمله. وبالتالي اذا كان هناك وزير مقصر في اداء واجبه فمن يقرر معاقبته هو الدكتور سلام وليس نحن المراقبون. الوضع الفلسطيني منهار والبعض يبحث عن تغيير او عن موقع. هناك قضايا اكثر جوهرية من اقالة وزير او عدم اقالته. هناك تساؤلات اهم.. مثل هل ستنجح مفاوضات السلام ام لا؟ واذا لم تنجح.. ما هي الخطط البديلة؟ هل سيبقى الوضع مقسوما بين الضفة الغربية وقطاع غزة؟ واذا كان لا بد من تغييره فما هي الكيفية التي سيتغير فيها؟ هذه هي من وجهة نظري الاسئلة الجوهرية البعيدة عن القصص الشخصية التي يجب ان تطرح ويعالجها الوضع السياسي الفلسطيني.
> أين تقع في مسألة مشاركة فتح؟
ـ عزيزي.. اولا من واجب حركة فتح ان تدعم الحكومة، لا ان تشارك فيها. الخلاف مع حركة حماس لمن حول من يشارك، بل كان سياسي.. فهم لم يعترفوا في النظام السياسي الفلسطيني بمجمله.. لا في منظمة التحرير الفلسطينية ولا بالسلطة الا بعد دخولها.. لم يعترفوا بسلطة وشرعية ابو مازن ومارسوا كل الخطوات التي تعيق تقدم عمله. اما فكرة ان تشارك فتح في حكومة فياض فهذا غير مفيد وغير منتج.
> هل تشاطر الرأي القائل إن وجود فياض على رأس الحكومة يشكل خطرا على وضع حركة فتح؟
ـ بالعكس.. هل يعتبر تقزيما وتسميما للأجواء.. سلام فياض لا يبني مستقبله على تقدم او تراجع حركة فتح. من يريد ان يعيد بناء حركة فتح عليه ان يعيد النظر في اوضاع فتح ويعمل من اجل عقد مؤتمر الحركة العام الذي لم يعقد منذ اكثر من 18 عاما. ليس سلام فياض الذي يعيق او لا يعيق فتح. هذه مماحكات. وكأنهم اليوم فقط تذكروا ان وضع فتح صعب والسبب وجود فياض. وانا شخصيا لست مستغربا ان يسرب الاسرائيليون هذه التسريبات، بحكم انني ومنذ البداية اقف مع حكومة فياض، لأنني اجد فيه الانسان الذي يمكن ان ينقذ ما يمكن انقاذه. بالمناسبة يجب الا تحمل فتح فياض الجمايل.. بل يجب ان تشكره وزملاءه لقبولهم هذا المنصب.
> ما دمت تحدث عن فتح ومؤتمرات الحركة.. قدمت حملة الدعوة لعقد مؤتمر الحركة لسنوات ومن ثم توقفت ولم يعد هناك حديث عنه.. ـ (ضاحكا) يا أخي شو بدك أكثر من إني حكيت أكثر من 3 أو أربع سنوات؟
> هل هناك تحركات في ها الاتجاه ـ لا .. لا يوجد ارادة جادة.. بعد وقوع حربين في الخليج وانتفاضتين في فلسطين وخسران الانتخابات التشريعية ووقوع انقلاب حركة حماس في غزة، كل هذه الاحداث لم تقلق اللجنة المركزية ولم تدفعها للتفكير في عقد مؤتمر الحركة، لاعادة بناء التنظيم، حتى الآن. انا من الذين طالبوا ورفعوا اصواتهم ووصلت الامور في بعض الاحيان الى مشادات حتى في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، لكن يبد ان لا حياة لمن تنادي. الان يبحثون عن مبرر لعدم انعقاد المؤتمر ويلقون اللوم على سلام فياض.
> أحمد قريع (ابو علاء) مسؤول التعبئة والتنظيم في اللجنة المركزية، يعد من اجل عقد المؤتمر..
ـ ليس هناك أي تحرك جاد من قيادة حركة فتح لعقد المؤتمر السادس حتى هذه اللحظة. صار لهم 5 سنوات يتحدثون عن الموضوع ولم يحصل شيء. وبالتالي ليس امامنا سوى مواصلة المطالبة في مسألة احداث التغيير في فتح. أمامك خياران: إما الانتخابات او الانقلابات وهذه غير مألوفة وغير مقبولة في العمل الوطني الفلسطيني. نحن عانينا من الانقلابات اولا من الانشقاق في لبنان عام ،1983 وثانيا من انقلاب حركة حماس. اذا الانتخابات في الحركة هي المخرج الوحيد. لكن واضح ان هناك جهات لا تريد هذه الانتخابات.
> هناك من يقول ان حركة فتح تحجرت ولا بد من خروج بديل لها من رحمها..
ـ هذا قد يدفع الى التأويل والتفسير وادخال في باب الانشقاقات وهذا غير مقبول. سنصبر رغم ان من واجب اللجنة المركزية اذا كانت مسؤولة عن حركة فتح وتتصرف بمسؤولية، يجب عليها ان تخطو خطوة كبيرة وواسعة نحو عقد المؤتمر الحركي.. كفانا حديثا عن المؤتمر.
> لقد هرمت حركة فتح..
ـ ليس أمامنا غير المطالبة.. شو بدك ايانا ننزل فيهم قتل.
> لننتقل الى موضوع حماس وقطاع غزة.. كيف يرى دحلان المخرج من هذه الازمة؟
ـ أسباب الخلاف مع حركة حماس لا تزال قائمة منذ عام 1982. كل ما جرى ليس الا نتائج. لا توجد قواسم مشتركة حتى اللحظة حول ماهية الدولة الفلسطينية.. لا يوجد توافق داخلي على البرنامج السياسي ولا على الثوابت الفلسطينية وعندما تسأل احد من حماس عن هذه الثوابت يكرر لك قول ضرورة الحفاظ على الثوابت دون ان يحددها. وكأنهم هم يحافظون عليها وابو مازن يفرط بها. كانوا يقولون ذلك للرئيس عرفات قبل استشهاده. بالمناسبة حماس لا تعترف بوطنية اي واحد من حركة فتح الا بعد استشهاده.. قالوا في عرفات اكثر مما قالوا في ابو مازن.. اليوم يتمسحون بعرفات لأنه استشهد. إذن ما هي هذه الثوابت.. ثالثا ما هي المقاومة.. وما هي حدودها وكيفية ممارستها ومتى. هذه هي القضايا الجوهرية التي اوصلت الوضع الفلسطيني الى ما وصلنا اليه. وبالتالي المعالجة يجب ان تكون جذرية ولمرة واحدة والا فلا داعي لها.
> كيف ستكون المعالجة ـ الحديث عن انسحاب من موقع ومقار وتسليم هذه المقار الى الاجهزة الامنية.. هذا كلام فارغ.. اين هي هذه الاجهزة الامنية؟ لقد انهتها اسرائيل في عام 2002. لا احد يناقش الأمور بشكل جوهري. لذلك فان التوافق السياسي يكون على هذه الأسس.. اولا ان تعترف حماس بالمنظمة. هل يجوز ان اجلس مع طرف على مائدة المفاوضات حول الوضع الداخلي وأشركه في الانتخابات وهو لا يعترف بوجودي. ثانيا وضع آليات لتنفيذ التفاصيل الأخرى. صحيح ان العودة عن الانقلاب شيء معنوي وضروري وواجب على حركة حماس لانها وضعت نفسها والشعب الفلسطيني في مأزق، لا يعلم الا الله كيفية الخروج منه. لنقل انهم تراجعوا عن الانقلاب وعدنا الى المربع الاول.. طيب ماذا بعد؟ اذا لم نتوافق على الأساس.. ماهية الدولة.. شكل الدولة.. المقاومة وماهية المقاومة والمفاوضات وما هو شكل هذه المفاوضات. اذن من دون الاتفاق على هذه الأساسيات لن تستطيع ايجاد نظام سياسي قادر على الحياة والاستمرار. اما الانسحاب من موقع او من مقر فهذه جرائم تفصيلية ارتكبتها حماس.
> هل ممكن التعايش بين فتح وحماس بعد كل هذه المشاكل؟
ـ طبعا ممكن لن تبقى هناك مسألة تسوية القضايا التي مست المجتمع. فحماس أدخلت المجتمع في متاهات مثل ان يقتل الأخ أخاه.. والنسيج الاجتماعي الذي تدمر.. لا بد ان تعالج كل هذه القضايا من خلال تشكيل لجنة وطنية.. لكن يبقى الأساس هو الاتفاق على ما لم نتفق عليه منذ 15 عاما، حتى نضمن العودة الى الماضي.
> ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها ـ المبادرة يجب ان تأتي من حماس فهي التي انقلبت على النظام السياسي.. وحماس هي التي حاصرت نفسها والشعب الفلسطيني وتختطفه في غزة. وواجبها ان تعيد النظر في برنامجها.
> افترضنا جدلا.. ان حماس رفضت هذا الكلام.. ما هي الخطوات التي يمكن ان تتخخ للخروج من الأزمة..
ـ هذا سؤال يوجه الى أبو مازن.. من واجب الرئاسة والحكومة ان تضعا الحلول.. نحن في المجلس التشريعي سنكون جاهزين للمساعدة.
> كيف هي علاقتك اذن مع ابو مازن.
ـ ممتازة.
> هل من الممكن ان تعود الى غزة؟
ـ سأرجع الى غزة ولا نقاش في ذلك.. اليهود أبعدونا عن فلسطيننا وارجعنالها. وسأرجع في الوقت الذي يناسبني.