الأربعاء: 22/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

حزب الشعب ينظم ندوة حول مستقبل القضية في رفح

نشر بتاريخ: 08/02/2017 ( آخر تحديث: 08/02/2017 الساعة: 17:30 )
غزة- معا - نظم حزب الشعب الفلسطيني بمحافظة رفح اليوم ندوة سياسية بعنوان "مستقبل القضية الفلسطينية في ظل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، وذلك على شرف الذكرى الـ 35 لإعادة تأسيس حزب الشعب الفلسطيني، وبحضور حشد من ممثلي القوى السياسية والشخصيات والفعاليات الاجتماعية وأعضاء الحزب، وبمشاركة الدكتور وجيه ابو ظريفة، عضو اللجنة المركزية للحزب، والخبير السياسي في الشئون الإسرائيلية والدولية، وذلك في مقر اتحاد لجان المرأة الفلسطينية بالمحافظة.
وفي مداخلته، استعرض أبو ظريفة حالة المجتمع الأمريكي، والحيثيات التي أدت إلى صعود الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لسدة الحكم، رغم التقديرات المسبقة بفوز "هيلاري كلينتون" عن الحزب الديمقراطي، مؤكدا بان هذا التطور يأتي تعبيرا عن احتدام أزمة الامبريالية، وصعود قوى اليمين بسبب المتغيرات التي تشهدها الحالة الدولية على كافة الصعد.
وأشار إلى ان توجهات الرئيس "ترامب" تتركز على إعطاء الأولوية للداخل الأمريكي بغض النظر عن الآثار السلبية التي ستنجم عن ذلك في دول العالم، واصفا إياه بالحليف القوى لإسرائيل وبالانسجام مع فكرها الاحتلالي الاستيطاني العنصري، معتبرا ذلك مصدر الخطر الأساس على رسم سياسات هذه الإدارة تجاه قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في المنطقة، مقارنة مع الإدارات الامريكية السابقة.
وعن قدرة المؤسسة الامريكية في محاصرة سياسة "ترامب"، قال ابو ظريفة " صحيح ان هناك مؤسسة سياسية داخل الولايات المتحدة الامريكية لا يستطيع أي رئيس امريكي التحليق بعيدا عن سياساتها، لكن الواقع الحالي يشير إلى ان مؤسستا مجلس الشيوخ والكونغرس يغلب عليهما الطابع اليميني المتطرف، وبان مراسيم الرئيس الامريكي الجديد تؤكد ما هو ذاهب اليه في حسم واقع مفاصل تاثيرات هذه المؤسسة لصالح توجهاته اليمينية، وهذا ما يؤكده إقالته لكافة السفراء، وكذلك وكلاء الوزارات وغيرهم".
وأضاف أبو ظريفة" أن سياسات ترامب وتحالفه القوي مع إسرائيل وزعماء الاستيطان سيضع شعبنا امام أوضاع كارثية، بدأت إرهاصاتها تلوح بالأفق، فمن قرار نقل السفارة الامريكية للقدس الذي لم ينفذ رسميا وبروتوكوليا، لكنه ينفذ تدريجيا على الارض، الى القرار الأمريكي بإدانة قرار مجلس الامن الذي يرفض الاستيطان ويدعو لوقفه، وتصريحاته بان الاستيطان ليس عقبه في وجه تحقيق السلام، وكذلك تأكيده على يهودية الدولة الإسرائيلية، وأيضا تعامله مع المقاومة الفلسطينية على أنها جزء من حالة الإرهاب الدولي التي تتعرض لها دولة اسرائيل، وكذا قناعاته التي عكستها تصريحاته بان اليهود هم أصحاب الأرض الاصليين في فلسطين، وشعبنا مجرد تجمعات سكانية يتواجدون فوق ارض هي ليست حقا لهم".
وأمام مخاطر هذه السياسة وسبل مواجهتها قال: " نحن بحاجة ماسة الآن لصياغة إستراتيجية وطنية فلسطينية مغايرة، تعتمد خطاب سياسي قادر للتأثير في العالم لصالح عدالة قضيتنا بكل أبعادها، وبالتالي خلق اصطفافات دولية تدعم قضيتنا وتواجه سياسة ترامب ونتنياهو، وتعتمد إعلاء قيمة الكفاح الوطني، وتجاوز الدور الخدماتي السلطوي بما يعزز وحدة الشعب ودور منظمة التحرير الفلسطينية ككيان جامع معبر عن الهوية الوطنية الفلسطينية، وأيضا تعزيز مقومات صمود الناس على الأرض، للتصدي إلى محاولات تهجيرهم، وايضا إعادة النظر في كافة البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في العالم لتأخذ دورها في معركة الكفاح الوطني في كل بقاع العالم بما يعزز مكانة القضية الوطنية ويُبقى على المشروع الوطني قائم، وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية التي يقيم فيها عدد ضخم من الفلسطينيين، وفيها الكثير من النخب والمثقفين والأوساط الشعبية المتعاطفة مع قضيتنا، لكننا للأسف لا نجيد وسائل التفاعل والتواصل معهم".
وحذر أبو ظريفة من أن إقرار مشروع التسوية في الكنيست الإسرائيلي الذي يعطي الحق للاحتلال بمصادرة الأراضي الفلسطينية وانتزاعها من أصحابها، هو مقدمة لتعزيز الاستيطان، ومن ثم ضم هذه المناطق إلى أراضي إسرائيل، مؤكد بان ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى تغول السياسة الإسرائيلية العنصرية لتنفيذ مخططتها الأساس الساعية لتهجير أبناء شعبنا من الوطن.
من ناحيته أشار مدير الندوة رأفت لافي القيادي في حزب الشعب، إلى أن الحزب تعمد احياء فعاليات العاشر من شباط لهذا العام باللقاء المباشرة مع الجمهور لشرح مواقف الحزب والاستماع إلى أرائهم، كذلك بالفعاليات الكفاحية والمطلبية التي تعبر عمليا عن برنامج الحزب الكفاحي وايمانه العميق بان معالجة القضايا الاجتماعية هي الضامن لانجاز الحقوق الوطنية، مشيدا بدور الحزب وتاريخه النضالي، ومؤكدا بان الحزب لن يفقد وجهته في الدفاع عن حقوق شعبنا، وبان بوصلته لن تنحرف عن اعتبار السياسة الأمريكية هي رأس حربة المشروع المعادي لشعبنا وحقوقه الوطنية .