الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمال... حبك تختزنه وتنبضه الأوردة والشرايين.

نشر بتاريخ: 13/02/2017 ( آخر تحديث: 13/02/2017 الساعة: 14:53 )
جمال... حبك تختزنه وتنبضه الأوردة والشرايين.
كتب / أسامة فلفل

لا تزال مشاعر الحزن المدفونة في قلوبنا تنزف حرقة على رحيل الإنسان الوفي الذي كان يملئ علينا المكان والزمان في الماضي ويشبعنا بالابتسامة الجميلة التي لم تكن تفارق وجهه الضاحك وثغرة المرسومة على جداره كل بيارق الأمل بالحياة والرضا بقدر الله وقدرته.

نعم رحيل جمال العميد " جمال عبيد أبا محمد " مصاب جلل والفقيد الراحل يسكن في خلجات قلوب الأسرة الرياضية الفلسطينية وأسرة العميد ،فلن تمحوه الأيام ولا السنين من الذاكرة ، ولأن الفقيد جمال عشق الأرض السمراء ولطالما غنى لبيادرها على إيقاع الألم والحزن في محطات الماضي سيبقى خالد ومطرز اسمه على صدر بوابة التاريخ.

إن فقيد العميد والحركة الرياضية الفلسطينية " أبا محمد" العملاق رسم ابتسامته في سويداء العين وفي مهجة القلب والفؤاد ،فأعماله ونضالاته الطويلة مع العميد محفورة ومنقوشة في الأذهان ولن يطولها أبدا النسيان.

لقد ترك محبوب الأسرة الرياضية جمال مواقف وطنية ورياضية لها أثرها في القلوب، فكان بلسما لكتيبة العميد البيضاء المقاتلة ومضمدا لجراحها وأبا روحيا لجنودها الأوفياء.

لم يكن للفقيد أي رغبات أو مطامع ومصالح على مدار المراحل التي عمل بها جنديا وفيا لنادي غزة الرياضي عميد الأندية الرياضية الفلسطينية ولم تكن المناصب أو المواقع التي شغلها تبعده عن حبة الكبير للكل الرياضي في الوطن.

اليوم وفي ذكر الأربعين على الرحيل المؤلم مازالت جموع الرياضيين ورفاق دربه وأصدقائه يذكرونه بالطيب في المجالس يتحدثون بصوت عال عن مآثره وبصماته في مسيرة العطاء الطويلة للعميد بصورة خاصة ولكتيبة فريق كرة القدم بشكل خاص.

فالمرحوم جمال عبيد قدم خدمات جليلة لدينه ووطنه وللحركة الرياضية وظل رغم الوجع والألم والمرض ينبض بالحب والعطاء ولم يتخلى لحظة عن القيام بالدور المطلوب وتحت كل الظروف ، لأنه كان يؤمن أن ما يقوم به هو واجب مقدس تجاه ناديه الأم غزة الرياضي.

اليوم وفي هذه الذكرى العطرة مهما تحدثنا ومهما استرسلنا في الحديث حتى لو استعنا بما قيل من مراث خالد للمرحوم فلن يفي بالتعبير عن شعورنا بفقدنا الغالي الذي أحببنا وتمنينا أن يواصل معنا ومع ناديه غزة الرياضي مشوار العطاء.

ولولا أنه الحق لما صدقنا أن تغيب تلك الابتسامة المضيئة بكبر مساحات الوطن وتلك الشخصية المتوضئة التي ما عرفت يوما إلا الحب والخير والرخاء لكل البشر.

آخى ورفيق دربي وحبيبي جمال لعلي هنا لا أستطيع أن أعبر عما يجوش في صدري، حيث لا تسعفني لا الأحرف ولا الكلمات أن أسطر وأكتب وأسرد مواقفك الشامخة ونضالاتك وتضحياتك الوطنية والرياضية الخالدة.

نعم يا جمال حبك النقي الطاهر لناديك ولوطنك الكبير ولأسرتك المكلومة وللأسرة الرياضية الفلسطينية خالد في سويداء القلوب حيث تختزنه وتنبضه الأوردة والشرايين.

ختاما ...

هل ستنصف الكلمات المتواضعة والعاجزة عن التعبير الفقيد ؟؟؟!!! وهل سيكون هناك بعد اليوم من يسد غياب " جمال العميد" ويكفف دموع الكتيبة البيضاء التي تبكيه حرقة وألم ؟؟؟!!! وهل نجد من يداوي الجرح النازف من خاصرة العميد بعد الغياب والرحيل؟؟؟!!!

حقيقية لا نستطيع وصف الفقيد الراحل ، ولكننا نقول بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره إلى جنة الخلد ، نم قرير العين مرتاح البال، فالعهد يا جمال أن نكون حافظين لوصيتك متوحدين بعدك مهما اشتدت الأزمات ، وسنظل أبد الدهر الأوفياء لك وللقيم والمبادئ النبيلة التي رسختها في نفوس أبناء العميد والمحبين ، رحمك الله.