الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

في غزة .. يمنع صيد "سمك البزرة"

نشر بتاريخ: 15/03/2017 ( آخر تحديث: 15/03/2017 الساعة: 11:35 )
في غزة .. يمنع صيد "سمك البزرة"
غزة- تقرير معا - أيمن أبو شنب - عبر الصياد الخمسيني فؤاد العامودي عن استيائه الشديد من قرار وزارة الزراعة في قطاع غزة بمنع استخدام الشباك الضيقة التي تستخدم في صيد الأسماك الصغيرة، معتبرا القرار جائر بحق الصيادين لعدم مقدرتهم على شراء معدات كبيرة بمبالغ طائلة تفوق قدرتهم المادية في ظل الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
وقررت وزارة الزراعة بغزة منع استخدام الشباك الضيقة التي تقل عيونها عن 10 ملم في الصيد لـ"حماية الثروة السمكية من خطر انقراضها".
وقال العامودي الذي يعمل صيادا منذ 46 عاما "إن قرار الوزارة جائر وظالم بحق الصيادين لعدم مقدرتهم شراء معدات كبيرة بأموال طائلة بالتزامن مع ملاحقة بحرية الاحتلال لقوت يومنا في عرض البحر".
وأشار الصياد الذي يعيل أسرة مكونه من 12 فردا في حديث لمراسل "معا" الى ان مئات الصيادين يعتمدون بشكل رئيسي على هذه الشباك كمصدر رئيسي لإعالة اسرهم ، لافتا الى ان هذا القرار سيحرمهم من توفير ادنى مقومات الحياة لأبنائهم.
ودعا العامودي وزارة الزراعة بالعدول عن قرارها بمنع استخدام الشباك الضيقة لكي يتمكنوا من توفير احتياجات اسرهم في ظل الاوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشونها.

حلول بديلة
بدوره، ووصف زكريا بكر مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي القرار بالجيد للمحافظة على الثروة السمكية لكن توقيته غير موفق بسبب ما يعانيه الصيادين من أطول حصار بحري في العالم.
وأضاف بكر في حديث لمراسل "معا" "كان الأجدر بوزارة الزراعة أن تقوم بعقد جلسات حوار مع الصيادين وكافة المختصين لنقاش القرار وتوفير البدائل للصيادين وتعزيز صمودهم ووضع القوانين التي تحمي الصيادين والثروة السمكية .
وأشار الى وجود مئات الصيادين يستخدمون هذه الشباك في ظل ملاحقة قوات الاحتلال الاسرائيلي لهم في البحر ومنعهم من الوصول للمناطق التي تتوفر فيها الاسماك.
حماية الاسماك
من ناحيته ، أكد عادل عطا الله مدير عام الثروة السمكية بوزارة الزراعة أن وزارته اتخذت قرارا بمنع استخدام الشباك الضيقة التي تقل عيونها عن 10 ملم في الصيد لحماية الثروة السمكية من خطر انقراضها، منوها الى ان الكميات التي يتم اصطيادها تبلغ ما حوالي 3 آلاف طن من الاسماك الجزء الأكبر منها أسماك صغيرة.
ونوه عطا الله في حديث لمراسل "معا" إلى أن قرار منع استخدام الصيادين للشباك الضيقة نظرا إلى اصطيادها الأسماك العائمة مثل السردينة والطرخونة والاسكنبله .
وقال :" إن هذه الشباك الحمراء يتم من خلالها اصطياد الأسماك المهاجرة التي تزن 1 جرام"، موضحا أن القانون يمنع استخدام مثل هذه الشباك في الصيد.
وأشار الى وجود تراجع في أحجام أمهات الاسماك في البحر من خلال نتائج العينات التي توصلت اليها الوزارة، لافتا الى وجود استغلال للمخزون السمكي في قطاع غزة بعد اختفاء أنواع من الاسماك كالدنيس والطرخونة.
وأوضح أن احتياج قطاع غزة من الأسماك سنويا يصل لـ 25 الف طن لكن تقلصت حاليا الكمية ما بين 10 إلى 12 الف طن وهي قليلة بالنسبة لمعدل السكان، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على تغطية النقص من الاسماك من خلال السماح بإدخال كميات من الدول المجاورة.
يذكر أن نحو 4 الاف صياد يعانون من أطول حصار بحري وتضييق مساحات الصيد وممارسة النشاط البحري منذ التاسع من أكتوبر من العام 2000، اذ منعوا من الوصول إلى مسافة (20) ميلاً بحرياً المتاحة لهم وفقاً لاتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1993وقلصت تلك المسافة إلى (12) ميلاً بحرياً، ثمّ إلى ستة أميال بحرية.

وشددت قوات الاحتلال من حصارها على القطاع وتصاعدت وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية منذ إعلان إسرائيل قطاع غزة كياناً معادياً في العام 2007، حيث رصد مركز الميزان لحقوق الانسان منذ مطلع ذلك العام وحتى الآن استشهاد 5 صيادين واصابة 107 آخرين، واعتقلت 547، وصادرت 181 قارباً.
وبفعل هذه الممارسات والانتهاكات تراجع المستوى المعيشي لفئة الصيادين ليصبحوا من بين الفئات الأشد فقراً، ولم يقتصر الأمر على الصيادين وحدهم، بل طال تأثير تلك الانتهاكات العاملين في المجالات المتصلة بمهنة الصيد، كصانعي القوارب والشباك والمعدات وعمال الصيانة وتجار الأسماك، كذلك قطاع المستهلكين الذين تتأثر سلتهم الغذائية، هذا بالإضافة إلى الأثر الكارثي على حقوق الإنسان بالنسبة لعائلات الصيادين.