الإثنين: 13/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادي الاسير يصف اوضاع الاسرى داخل السجون بالسيئة للغاية ويطالب بطرح قضية الاسرى بقوة بالمفاوضات

نشر بتاريخ: 06/01/2008 ( آخر تحديث: 06/01/2008 الساعة: 22:08 )
رام الله-معا- عقد نادي الاسير مؤتمرا صحفيا اليوم الاحد في مقر وكالة رمتان للانباء في محافظة رام الله بحضور عدة مؤسسات اعلامية فلسطينية ودولية، بخصوص قضية الاسرى ومعاناتهم بعنوان "قضية الاسرى في ضوء التدهور الخطير لأوضاعهم".

وتحدث خلال المؤتمر قدورة فارس رئيس نادي الاسير الفلسطيني والنائب عيسى قراقع ممثل لجنة الاسرى في المجلس التشريعي وعبد القادر الخطيب منسق اللجنة الحركية للاسرى والمعتقلين داخل السجون الاسرائيلية.

وافتتح المؤتمر قدورة فارس بتوجيه التحية الى كافة الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية والذين يعانون القهر والتعذيب كل يوم، ثم تطرق قدورة "ابو ادهم" الى ظروف الاسرى الاعتقالية القاسية بالغة الصعوبة والتي تجاوزت فيها اسرائيل كل الحدود والاعراف الدولية وضربت بعرض الحائط كل ما يتعلق بحقوق الانسان وحقوق الاسرى والمعتقلين.

واوضح فارس ان الاسرى يعانون حالة من الجوع والقهر والحرمان لم يمروا بها منذ عام 1967، متوجها برسالة لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ولجنة المفاوضين الفلسطينيين يناشدهم خلالها باتخاذ اجراءات فورية لجعل قضية الاسرى القضية الاولى على جدول المفاوضات مع اسرائيل واعتبارها جزء لا يتجزء من الجهد التفاوضي والكفاحي، على اعتبار كون هذه القضية ذات اولوية في الخطاب الفلسطيني وتحتاج الى بلورة خطة عملية شاملة يمكن من خلالها رفع الظلم عن الاسرى والاسيرات داخل سجون الاحتلال.

ودعا فارس الى عقد اجتماع بين الرئيس ابو مازن رئيس السلطة ورئيس الوزراء سلام فياض ولجنة المفاوضين الفلسطينيين ورئيس لجنة الاسرى في المجلس التشريعي للعمل على ايجاد حل لقضية الكنتينة التي تزيد من حياة الاسرى سوءا والعمل على التسهيل على الاسرى داخل السجون في كافة المجالات.

ثم توجه فارس بحديثة الى ابناء الحركة الوطنية الاسيرة القابعين خلف قضبان الاحتلال، ودعاهم الى تنسيق جهودهم داخل السجون وتعزيز تضامنهم وعدم الرضوخ لسياسة "فرق تسد" التي تتعامل بها اسرائيل من اجل اضعاف حركتهم النضالية التي يدافعون بها عن حقوقهم، وحثهم على اتخاذ خطوات عملية جماعية من شأنها ان تدفع قضيتهم الى الامام، وتطرق فارس لقضية الاسيرتين المضربتين عن الطعام آمنه منى، ونورا الهشلمون منذ فترة طويلة .

بدوره قال النائب عيسى قراقع ممثل لجنة الاسرى في المجلس التشريعي والذي تناول قضية الاسرى على انها هي الاساس في الحصول على الحرية، وقال بدون اطلاق سراح كافة الاسرى لن يحصل الفلسطينيين على حريتهم المنشودة.

واتهم قراقع السلطات الاسرائيلية على انها تستخدم شعار اطلاق سراح الاسرى وتستغله لاستباحة تعذيب الاسرى داخل السجون فهناك ما نسبته 90% من الاسرى يمارس عليهم التعذيب والتنكيل اليومي من قبل الجنود سواء اثناء التحقيق او اثناء الاعتقال .

ووصف الوضع داخل السجون بأنه لا يطاق وبأن العام 2007 كان العام الاكثر دموية في تاريخ الحركة الاسيرة فقد ارتقى ثمانية شهداء داخل السجون خلال عام 2007 وذلك بسبب الاهمال الطبي الذي تتعمده ادارة السجون تجاه الاسرى وبسبب سياسة القمع داخل السجون .

وسلط قراقع الضوء على ان هناك الكثير من الاسرى داخل السجون يعانون من امراض خطيرة كالسرطان وفيروس الكبد وهؤلاء الاسرى لا بد لهم من رعاية وتوفير الجو الملائم لعلاجهم حتى لا تتفاقم حالتهم المرضية، ثم انتقل للحديث عن الاسرى الذين يعانون من العزل الانفرادي، والذين اصبح عددهم الان 17 اسيرا وهم في ازدياد.

ووصف قراقع العزل الانفرادي بأنه موت بطيء للاسرى تمارسه عليهم ادارة السجون من اجل اضعاف عزيمتهم وكسر كرامتهم، واورد قراقع في كلمته ان الاعتقالات في العام الاخير 2007 زادت عن عام 2006 بنسبة 34%، فهناك ما يقارب الاربعة الاف اسير تم اعتقالهم خلال العام 2007 مقابل ثمانمائة اسير اعتقلوا خلال العام 2006، وهذا ما يدلل على ان اسرائيل لا تريد ايجاد حل لقضية الاسرى بل على العكس فهي تعمل على اعتقال المزيد من شبابنا الفلسطيني بدون اي اتهام او سبب يذكر.

وتوجه قراقع باصبع الاتهام للحكومة الاسرائيلية على قيامها بسرقة اموال الاسرى والمعتقلين المخصصة لهم عبر السلطة الوطنية الفلسطينية وتنهب اغراض الكنتينة، كما انها تستخدم فرض الغرامات المالية على الاسرى كوسيلة لادرار الاموال على الحكومةحيث بلغت قيمة الغرامات سنة 2007 ما قيمته 12 مليون شيكل وهو ما يشكل العبء الاقتصادي على اهالي الاسرى.

كما طالب القيادة الفلسطينية بطرح الوضع الانساني للاسرى بقوة في المفاوضات والزام الاحتلال بتوفير كل الظروف الملائمة للاسرى كما ورد في اتفاقية جنيف، ووفق المعايير المتعارف عليها دوليا.

واخيرا توجه عبد القادر الخطيب منسق اللجنة الحركية للاسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال التحية لجميع الاسرى ووصف الوضع الذي يمر به الاسرى بالمأساة الانسانية والكارثة الوطنية التي لا يمكن السكوت عليها.

من ناحية اخرى اشترك المتحدثون في المؤتمر بتوجيه رسالة الى الرئيس الامريكي بوش والذي من المتوقع ان يزور الاراضي الفلسطينية يوم الاربعاء القادم، تؤكد أن الاسرى في السجون الاسرائيلية يعانون من هجمة اسرائيلية خطيرة، لا يمكن السكوت عنها، والاسرى الان في وضع شديد التوتر وهم بمثابة قنبلة قد تنفجر في اية لحظة اذا استمرت اسرائيل في ممارساتها الهمجية والوحشية ضدهم، وطالبوه بأن يقوم بزيارة الاسرى داخل السجون ليرى ما يعانون منه من تعذيب وظروف حياتيه لا تليق بالانسان الفلسطيني او اي انسان على وجه الارض.