الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا: لن نستسلم للارهاب والتطرف وسننادي بتحقيق العدالة

نشر بتاريخ: 05/05/2017 ( آخر تحديث: 05/05/2017 الساعة: 17:06 )
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس، اليوم الجمعة، وفدا من منظمة رجال دين من اجل السلام الالمانية والتي تضم في صفوفها شخصيات دينية من كافة الاديان والمذاهب والطوائف وتسعى لتكريس ثقافة العيش المشترك ونبذ التمييز العنصري والتطرف الديني والاضطهاد بناء على الانتماءات المذهبية او الاثنية.
ورحب المطران بزيارة الوفد المكون من 20 شخصا، ويضم في صفوفه رجال دين من مختلف الاديان والمذاهب الموجودة في المانيا.
وقال: إنه من الاهمية بمكان ان نعمل معا وسويا بناء على انتماءنا الانساني المشترك والقيم الانسانية والاخلاقية التي تجمعنا من اجل نبذ مظاهر التطرف والكراهية والتحريض الديني والمذهبي وتكريس ثقافة انسانية ملؤها المحبة والتواصل والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان.
وتابع: لا يجوز ان يتحول الدين الى كراهية وعنصرية وحقد ولا يجوز لنا ان نقبل وان نستسلم لاولئك الذين يجعلون من الانتماء الديني سورا يفصل الانسان عن اخيه الانسان.
وأكد المطران: ان اولئك الذين يثيرون الفتن في مجتمعاتنا ويسعون لتقسيمنا بناء على الانتماءات الدينية والمذهبية ويحولون الدين الى سور يفصل الانسان عن اخيه الانسان انما هم لا يمثلون الدين بسلوكياتهم ومواقفهم وكراهيتهم.
وأضاف: ما احلى وما اجمل ان نلتقي معا كأسرة بشرية واحدة خلقها الله حتى وان تعددت ادياننا ومذاهبنا وخلفياتنا الثقافية لكي نقول معا وبفم واحد اننا عائلة واحدة والهنا واحد وهو الذي خلقنا وحبانا بنعمه واسبغ علينا بمراحمه وعلينا ان نتعلم منه الرحمة وخدمة الانسان والتفاني في التضحية من اجل تكريس القيم والمبادىء الانسانية والاخلاقية التي تجمعنا.
وخاطب المطران الوفد: اتيتم الى فلسطين الارض المقدسة وانتم تحملون معكم رسالة تضامن مع شعبنا وخاصة مع الاسرى المضربين عن الطعام ، اتيتم لكي تقولوا لنا بأن الاديان كافة ترفض ان يُظلم اي انسان وان يُضطهد وان يُستهدف بسبب انتماءه الديني او القومي.
وشدّد: الفلسطينيون يُضطهدون ويُستهدفون لانهم ينتمون الى فلسطين ولانهم يدافعون عن قضية شعبهم ولانهم يرفضون ان يبقى الاحتلال ويطالبون دوما بأن ترفع المظالم عن شعبهم وان تحل العدالة المنشودة في هذه الارض المقدسة.
وتابع المطران: اتيتم الى مدينة القدس التي يكرمها ويقدسها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث، انها مدينة تحتضن تراثا روحيا وانسانيا تتميز به، انها مدينة السلام ولكن السلام مغيب عن مدينتنا في ظل ما يمارس بحق شعبنا من قمع وظلم واضطهاد وعنصرية تطال مقدساتنا ومؤسساتنا وابناء شعبنا في المدينة المقدسة.
وأكد: لا يمكننا ان نتحدث عن السلام بمعزل عن تحقيق العدالة ، فالسلام ثمرة من ثمار العدل ، وعندما لا تكون هنالك عدالة لا يمكننا ان نتحدث عن السلام.
وأضاف المطران: عندنا ابطال قابعون خلف القضبان وقد ابتدأوا اضرابهم عن الطعام وهم يخوضون معركة الامعاء الخاوية لكي يقولوا للعالم بأسره بأننا يمكننا ان نعيش بدون طعام ولكننا لا نستطيع ان نعيش بدون كرامة، هم يضربون عن الطعام لكي يقولوا للعالم بأسره بأننا شعب مظلوم وشعب تعرض لكثير من الاضطهاد والاستهداف ويحق لنا ان نعيش بحرية وان تتحقق مطالبنا العادلة.
وقال المطران: اسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال هم رموز الحرية والكرامة والاباء الوطني واليوم بإضرابهم انما يمثلوننا جميعا ويتحدثون بإسم شعبنا ويطالبون بتحقيق مطالبهم التي نتبناها جملة وتفصيلا ولكن يبقى المطلب الاساسي هو الحرية لابطال الحرية والحرية لشعبنا الفلسطيني .
اننا نشكركم على مبادرتكم وعلى نشاطاتكم وعلى اهدافكم التي نتبناها جملة وتفصيلا فنحن معكم في رسالتكم الانسانية والحضارية الهادفة للتقارب بين الاديان والشعوب والثقافات المختلفة.
وأضاف: نبارك لكم ما تقومون به من سعي مستمر ومتواصل في مواجهة اولئك الذين يريدون اغراقنا في مستنقعات الارهاب والعنف والكراهية والحقد والطائفية المقيتة.
وشكر الوفد قائلا: نشكركم لانكم اتيتم الى فلسطين لكي تتضامنوا مع شعبنا ولكي تلتفتوا الى الاسرى المضربين عن الطعام ولكي تنادوا مع كافة احرار العالم بتحقيق العدالة في هذه الارض المقدسة.
وتحدث عن مدينة القدس وعن فلسطين بشكل عام باعتبارها نموذجا متميزا في الوحدة الانسانية والوطنية بين ابناء فلسطين المسيحيين والمسلمين.
وقال المطران إن الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى وهي تحرض على الكراهية والطائفية انما لا تمثل ثقافة شعبنا الفلسطيني الذي بغالبيته الساحقة هو شعب يؤمن بالوحدة الوطنية وبالاخوة والتلاقي بين الاديان وثقافة العيش المشترك.
وتحدث عن الاوضاع في المنطقة العربية فقال يؤسفنا ويحزننا ما يحيط بنا من حروب وارهاب وعنف ادت الى كثير من المآسي الانسانية.
تابع المطران: اموال كثيرة تغدق من اجل الحروب والدمار والارهاب والخراب في منطقتنا ، وهذا المال كان يمكن ان يستعمل بطريقة جيدة ويؤدي الى حل كثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والحياتية في بلادنا وفي مشرقنا العربي.
واعتبر: الارهاب الذي يحيط بنا هدفه هو ان يحرق الاخضر واليابس وتهجير المسيحيين وغيرهم من المواطنين، انه ارهاب عابر للحدود نعرف من يغذيه ومن يدعمه ويموله.
وشدّد المطران: نتضامن مع سوريا في محنتها ونتضامن مع كافة بلداننا العربية التي عصف بها الارهاب مخلفا الكثير من المآسي الانسانية، كما اننا نتضامن مع كافة ضحايا الارهاب في اي مكان في هذا العالم.
وتابع: باسم الكنائس المسيحية في مشرقنا العربي، نقول: لن نستسلم للارهاب والعنف والتطرف ، ولن نحزم امتعتنا ونغادر بلداننا، لن نتخلى عن ايماننا وقيمنا ورسالتنا وسعينا الدائم من اجل تكريس ثقافة المحبة بدل الكراهية وثقافة التلاقي والحوار بدل العنف والتحريض والتكفير.
وشدّد المطران: لن نستسلم لاولئك الذين يريدون تدمير ثقافتنا والنيل من وحدتنا وهدفهم الاساسي هو تصفية القضية الفلسطينية والهائنا بصراعات دينية ومذهبية وقبلية لكي يتسنى للاعداء تمرير مشاريعهم في منطقتنا.
وقال للوفد: فلسطين ترحب بكم ونحن اوفياء لكافة اصدقاءنا في كل مكان في هذا العالم ونحن نثمن كل من يقول كلمة الحق في هذا الزمن الرديء، كما قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وتقريرا تفصيليا عن احوال المدينة المقدسة، كما تمت الاجابة على عدة اسئلة واستفسارات ومداخلات.
وشكر اعضاء الوفد المطران على استقباله وكلماته ومواقفه ودفاعه الدائم عن شعبه الفلسطيني.
وقال الوفد:" اننا نثمن مواقفك وحضورك يا سيادة المطران وانت داعية السلام والاخاء والتلاقي بين الاديان والشعوب والمدافع الصلب عن عدالة القضية الفلسطينية ، كما قدموا لسيادته كتابا يحتوي على بعض نشاطاتهم وفعالياتهم".