ندوة حوارية حول إعادة التدوير بغزة
نشر بتاريخ: 06/05/2017 ( آخر تحديث: 06/05/2017 الساعة: 20:30 )
غزة- معا- دعا مشاركون في ندوة حوارية عُقدت بمدينة غزة إلى دعم واحتضان جهود تطوير صناعات إعادة تدوير النفايات الصلبة، لما لها من آثار إيجابية على القطاع الصناعي ودورها في الحد من الأزمات الناجمة عن الحصار الإسرائيلي.
وشدد المشاركون على ضرورة قيام الجهات المختصة بدعم وتطوير قطاع الكسارات وتنميته لما له من أهمية حيوية في إعادة إحياء حركة العمران في قطاع غزة، موصين كذلك بتجديد المكبات المنتشرة في القطاع بسبب انتهاء عمرها الافتراضي.
وعقدت الندوة الحوارية بعنوان "إعادة التدوير في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة... مؤشرات ودلائل" ونظمها مركز العمل التنموي معا، في مقره بمدينة غزة.
وقدم الدكتور عبد المجيد نصار من الجامعة الإسلامية بغزة شرحا بالأرقام حول كمية إنتاج النفايات في قطاع غزة، مبينا أنها بلغت عام 2015 حوالى 1893 طن في اليوم في حين ستكون 2230.3 طن يوميا في عام 2020، وهذه أرقام لا يجب أن يستهان بها في ظل محدودية المساحة في القطاع.
ولفت إلى ما وصفها بمشكلة كبرى تواجه عملية فرز النفايات الصلبة تبدأ من المصدر (البيت) حيث تسود الثقافة السائدة بوضع كل مخلفات البيت في حاوية واحدة وتختلط أصناف النفايات مع بعضها وبعد انتقالها إلى مكب النفايات تكون عملية الفرز صعبة وشاقة.
بدوره، قدم محمد العصار رئيس اتحاد الصناعات الإنشائية مداخلة حول واقع إعادة تدوير الصناعات الإنشائية في قطاع غزة، متطرقا إلى عمل قطاع الكسارات في غزة، والذي يندرج ضمن قطاعات الصناعات الإنشائية، مبينا أنه صناعة تحويلية حديثة مبتكرة بسبب الظروف التي يمر بها قطاع الصناعات الانشائية من حصار إسرائيلي خانق ومنع إدخال المواد الخام الانشائية.
وبين العصار أن الكسارات تقوم بتحويل الركام إلى حصمة ذات جودة بأنواعها المختلفة ويعاد استخدامها في إنتاج البلوك، مشيرا إلى أن وزارة الاقتصاد في غزة تفرض شروطًا معينة على عمل هذه الكسارات.
ونوه إلى أنه خلال الفترة الأخيرة ازداد عدد الكسارات في قطاع غزة بسبب الاحتياج الكبير للمواد الخام الانشائية في ظل استمرار الحصار وما تسببت به الحروب المتكررة من دمار وحاجة ماسة إلى إعادة اعمار.
وأشار الى أن 110 كسارات تعمل في قطاع غزة لإنتاج الحصمة ويبلغ عدد العاملين فيها 720 عاملا حيث تستوعب الكسارة الواحدة ما بين 4 إلى 6 عمال.
وفي مداخلته بشأن الجدوى الاقتصادية من إعادة تدوير المواد البلاستيكية، صنف سامي النفار رئيس اتحاد الصناعات البلاستيكية قطاع الصناعات البلاستيكية ضمن أحد أبرز القطاعات الصناعية العاملة على تفعيل مبادئ إعادة التدوير الصناعية في ظل توفر 15 ألف طن من المواد الخام التي ينتج منها الكثير على شكل مواد لا يمكن التخلص من غالبيتها سوى بأساليب إعادة التدوير الصناعي والتي من خلالها يتم إعادة إنتاج عشرات المنتجات الصناعية.
وأوضح أن المنشآت الصناعية العاملة في مجال إعادة التدوير أصبحت أحد أبرز العناوين الاساسية للمحافظة على البيئة بوصفها أبرز المحركات الصناعية لتحويل المخلفات إلى منتجات صناعية يمكن استهلاكها من جديد.
وشدد على ضرورة عمل أن تعمل المؤسسات المانحة العاملة في قطاع غزة على تطوير التقنيات الصناعية لزيادة إنتاجية وكفاءة ومخرجات المنشآت الصناعية، لتصبح أكثر قبولا لدى مختلف المستهلكين في الأسواق المحلية والإقليمية.
بدوره، وصف محمد مصلح من سلطة جودة البيئة إعادة تدوير النفايات الصلبة في قطاع غزة بأنها متأخرة بينما تشهد تقدما في كبيرا من دول العالم.
وأشار مصلح إلى أن ما يزيد عن مليوني نسمة يسكنون قطاع غزة ينتجون ما معدله 1900 طن من النفيات الصلبة يوميا بمعدل يزيد عن 500 ألف طن سنويا، نصيب الفرد الواحد منها حوالي 1 كيلو جرام، وتختلف من المدن إلى القرى.
ولفت إلى تنوع وتعدد النفايات الصلبة وتشكل النفايات العضوية الجزء الأكبر منها 65% من النفايات الصلبة وتشكل النفايات البلاستيكية 11%، ونفايات الورق والكرتون تشكل 12% ونفايات المعاد 7% إضافة إلى نفايات أخرى تشكل نصيبًا من النفايات الصلبة.
وأكد مصلح أن إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة تواجه مجموعة من التحديات والمشكلات ناجمة عن الحصار الإسرائيلي، وسوء إدارة القطاعات في البلديات، ونقص الآليات واهتراءها، وانتهاء العمر الزمني للمكبات بينما لا تزال إلى هذا اليوم تستقبل النفايات الصلبة مع ما يرافق ذلك من مخاطر صحية وبيئية.
وتم فتح باب النقاش أمام الحضور المشاركين في الندوة الحوارية، وأشار الدكتور أحمد حلس باحث واستشاري في قضايا البيئة أن كل طن من النفايات الصلبة ينتج ما بين 250 إلى 300 لتر من العصارة، مضيفا" لنا أن نتخيل كمية العصارة التي تنتج يوميا من كميات النفايات الصلبة التي تنتج يوميًا في قطاع غزة".
بدوره، أكد الخبير البيئي الدكتور أحمد صافي أن تطور أزمة النفايات الصلبة يذهب باتجاهات صعبة للتعامل معها، معتقدا أن الحلول تتم بشكل إبداعي لكن ليس لحل أزمة بيئية بقدر ما هو حل لأزمات أخرى مرتبطة بالاقتصاد أو بالحصار.
فيما رأى أسامة أبو نقيرة من بلدية رفح أن الحل الأول في إدارة النفايات الصلبة يقع اولا على عاتق المواطن في بيته من خلال اقناعه بضرورة إنتاج نصف ما ينتجه حاليا من مخلفات وبذلك نتمكن من التخلص من نصف كمية النفايات الصلبة اليومية في قطاع غزة.
وذكر أن موضوع التدوير لا يمكن أن ينجح بالمطلق في مصانع التدوير إلا بوعي من المواطن، فالنفايات الخارجة من بيته تكون مختلطة مع بعضها البعض بكل ما فيها من أشياء غير صحية مثل إبر الأنسولين وقطن الغيار وغيره، وهذا ما يجعل مجرد الاقتراب منها محل خطر.