الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

30 دولة تشارك في افتتاح منتدى العدالة من اجل فلسطين

نشر بتاريخ: 12/05/2017 ( آخر تحديث: 13/05/2017 الساعة: 15:00 )
30 دولة تشارك في افتتاح منتدى العدالة من اجل فلسطين
بيروت- معا- بحضور اكثر من 400 مشارك ومشاركة من 30 دولة و5 قارات يفتتح المنتدى العربي الدولي الثالث من اجل العدالة لفلسطين اعماله في الساعة الثالثة من بعد ظهر الاحد في 14 ايار 2014 في فندق البرستول في بيروت.
وأوضح القائمون على المنتدى، أن الجلسة الاولى ستخصص لكلمات التضامن مع اسرى الحرية والكرامة عشية دخول اضربهم عن الطعام شهرهم الثاني، فيما تخصص الجلسة الثانية لعرض اوراق عمل اعدها متخصصون في "الابارتايد الصهيوني" و"الاعتقال الاداري" و"حركة المقاطعة"، والجلسة المسائية الثالثة ستكون مخصصة لورش عمل تناقش الاوراق الثلاثة.
وفي الجلسة الصباحية الاولى 9 صباحا من يوم الاثنين 15 ايار ستواصل ورش العمل اجتماعاتها لاعداد التوصيات المتعلقة بالاوراق الثلاثة، لتعرض بعد ذلك في جلستين للمناقشة العامة قبل ان يتم اعتمادها في "اعلان بيروت من اجل العدالة لفلسطين".
وبعد انتهاء اعمال المنتدى يتوزع الراغبون من المشاركين الى وفد يزور خيمة التضامن مع الاسرى في مخيم شاتيلا واخر الى خيمة التضامن في مخيم برج البراجنة.
وصباح الثلاثاء يتوجه من بقي في بيروت من المشاركين مع اخرين الى بلدة مارون الرأس الحدودية حيث يطلون على ارض فلسطين المحتلة ويوجهون التحية الى المقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين.
ووجه الوزير اللبناني السابق ،واحد اهم الباحثين في الفكر الصهيوني، أ. ميشيل أدة، رسالة الى المنتدى جاء فيها:
"أيّها الأصدقاء،
أهلاً وسهلاً بكم في بيروت، تلتقون في ربوعها في إطار المنتدى العربي الدولي الثالث من أجل العدالة في فلسطين.
أَجَلْ، من أَجْل العدالة في فلسطين، يلتئم شملكم في بيروت. بيروت التي ذاع صيتها، كما تعلمون، بكونها أمّ الشرائع : Beritus nutrix legum. بهذه التسمية اللاّتينية، عُرِّفَتْ، في العالم القديم، قبل التقويم الميلادي، في عهد الامبراطورية الرومانية منذ ألفي سنة. ومن تراثها الحقوقي هذا، نَهَلَ التشريع في العالم الميلادي الجديد.
لقد حافظت بيروت، وما تزال، على سمعتها هذه، بأجيالها المتعاقبة، وصولاً الى دفاعها المشهود له، عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكَمْ وكَمْ ناضل أهلوها وأبناؤها بأجيالهم المتعاقبة، ومعهم لبنانيو المدن والقرى في شوارعها. في هذا المضمار. أنا، مثلاً، الطالب في كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف اليسوعية، كنت في عداد مئات ومئات المتظاهرين الذين رفعوا الصوت والسواعد في شوارع عاصمتنا عام ١٩٤٧، مندّدين بالقرار الدولي بتقسيم فلسطين. وبالقرب مني سقط، برصاص قوى الأمن آنذاك، واحد منّا مضرّجاً بدمه.
منذ ذلك التاريخ، وجدتني منكبّاً على دراسة اليهودية، فالصهيونية ومشروعها الإستيطاني، وقيام دولة إسرائيل العنصرية، غير المكتفية بالاستيلاء على فلسطين وعلى الضفة الغربية تحديداً وبالأخصّ، لأنّها هي، هذه الضفّة، هي تحديداً أرض الميعاد وبيت القصيد، ولبّ المشروع الصهيوني القائم على الأحادية الدينية العرقية العنصرية.
إسرائيل التي نجحت في تسويق مشروعها باحتلال فلسطين، كانت، في مخطّطاتها، قبل احتلالها فلسطين وبعده وما تزال، تعتبر لبنان التنوّع الديني والتعدّد الثقافي عدوّها اللّدود. لماذا ؟ لأنّه، بمجرّد تنوّعه هذا إنّـما يفضح أحاديتها العرقية العنصرية.
ولذلك، فهي لا تنفكّ تعمل وتسعى من أجل الإجهاز عليه. ما تزال تعتبر تفكيكه هدفها الستراتيجي الدائم. ولقد جرّبت ذلك مراراً وتكراراً. وبذرائع مختلفة. وباحتلال أراضٍ لبنانية شاسعة. لكنّها لم تنجح، حتى الآن، في إنجاح مشروعها بتحويل لبنان الى كانتونات دينية مذهبية متعازلة. وإنّي لأؤكّد لكم أنّها لن تنجح أبداً.
فلبنان الذي كنّا نعتبره همزة وصل بين الشرق والغرب، إذا به يصبح، ببنيته المجتمعية الكيانية الدولتية، رسالة للشرق وللغرب معاً، على حدّ تعبير قداسة الراحل البابا يوحنا بولس الثاني الذي جسّد تعبيره هذا في السينودس الذي دعا إليه وأسماه سينودس خاص بلبنان ، ولم يقل سينودس خاص بمسيحيي لبنان، متمسّكاً بإشراك لبنانيين مسلمين الى جانب لبنانيين مسيحيين في الأعمال والوثائق والأطروحات التحضيرية لهذا السينودس.
ما حملني على الإشارة الى ذلك كلّه، استذكاري عبارة مكثّفة، عميقة الوقائع والدلالات، بعيدة الأفق، قالها الشاعر الراحل الكبير محمود درويش بكل وجع، وبكل صدق، من على منبر قصر الأونيسكو في عاصمتنا بيروت. أَلا وهي:
بيروت خيمتنا الأخيرة - بيروت نجمتنا الوحيدة.
وإنّنا لنعتزّ، نحن اللبنانيين، بهذه الشهادة من على لسان هذا الشاعر والمناضل الكبير الذي قرّر ألاّ يموت ويدفن إلاّ في تراب فلسطين. اعتزازنا هذا ليس من قبيل الاغتباط الإستئثاري بالطبع، بل لأنّه تحيّة لهذا اللبنان الفريد من نوعه، من فلسطينيّ رائع الضمير والتعبير.
وللعدالة لفلسطين، ولمنتداكم أخلص التمنيات بالتوفيق والنجاح."