الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: عدد الهجمات الإسرائيلية وعدد الشهداء الفلسطينيين تضاعف بنسبة 100% منذ أنابوليس

نشر بتاريخ: 08/01/2008 ( آخر تحديث: 08/01/2008 الساعة: 21:12 )
رام الله -معا- قال الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية ان عدد الهجمات الإسرائيلية وعدد الشهداء الفلسطينيين منذ انابلويس تضاعف بنسبة 100%.

وقال البرغوثي خلال مؤتمر صحفي عقده أنه يلتقي بالصحفيين على أعتاب زيارة الرئيس الأمريكي بوش للأراضي المحتلة للتأكيد على جملة من القضايا، وقال: نحن نعيش بحالة قلق وانزعاج شديد من تطور الأمور منذ انعقاد اجتماع أنابوليس، والذي نراه بعد اجتماع أنابوليس ليس تحسن بل تدهور كما سأظهر لكم بالأرقام والمعطيات في الأوضاع الأمنية والإنسانية والفلسطينية بشكل عام".

واعتبر د. البرغوثي أن الأمر الأخطر هو تعاظم الغطرسة الإسرائيلية على أعتاب زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، إلى درجة أن أولمرت وباراك يريدا أن يطرحا الآن على الرئيس الأمريكي بعد أن حصلا على موافقة أمريكية أن يجري التركيز على البؤر الاستيطانية بدل كل الاستيطان وعلى عدم العودة إلى حدود العام 1967، ويريدا أن يحصلا بشكل واضح ومفضوح على ترتيبات للسيطرة الأمنية والعسكرية على الضفة الغربية حتى بعد انجاز حل نهائي .

وأضاف البرغوثي: يؤسفنا أن الرئيس الأمريكي يشارك فيها، بالقول أن المستوطنات هي موضوع يتعلق فقط بما يسمونه النقاط الاستيطانية غير الشرعية، وغير الشرعية في هذه الحالة تعني النقاط الاستيطانية التي لم ترخصها الحكومة الإسرائيلية كأن الحكومة الإسرائيلية هي مصدر قانونية المستوطنات من عدمها".

أنابوليس فشل بشكل صارخ:

وأشار د. مصطفى البرغوثي إلى أن استمرار النشاط الاستيطاني واستمرار الاجتياحات الإسرائيلية يعني بأن أنابوليس يفشل بالكامل، وأن الانحياز لموقف إسرائيل يلحق ضرراً كبيراً بفكرة وإمكانية وجود عملية سلام حقيقية.

واضاف :"نحن نخشى من أنه تم الوقوع في فخ النظرية الأمنية الإسرائيلية التي ستصبح بمثابة الذريعة التي تستخدم من قبل إسرائيل طوال الوقت للتغطية على نشاطاتها الإسرائيلية وتهربها من أية التزامات، وهي النظرية التي روجت لها إسرائيل وللأسف جرى تكريسها في خريطة الطريق والتي تقول بأن الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال يجب أن يوفر الأمن للذين يحتلونه، وهذا كلام أولاً غير قابل للتطبيق موضوعياً حتى لو حاول البعض فعل ذلك، وثانياً غير منطقي، فكيف يمكن لشعب تحت الاحتلال أن يقدم الأمن لقوة عسكرية تمثلها إسرائيل ".

وأوضح البرغوثي في إطار حديثه بأن كل المساعدات الاقتصادية كما أشار البنك الدولي في تقريره بما في ذلك المليارات التي وعد فيها الفلسطينيون في باريس لن تحقق نمواً اقتصادياً ما لم يتم رفع الحصار ورفع الحواجز.

أرقام ونسب مذهلة لانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني:

وقدم البرغوثي عرضاً للانتهاكات الإسرائيلية، وقال: بلغ عدد العمليات من اجتياحات في نابلس وقطاع غزة من 1 كانون الثاني وحتى نهاية العام 2007 إلى أكثر من 3307 عملية هجوم واجتياحات على الأراضي الفلسطينية وهذا هو المدمر الأساسي للأمن.منها 1855 هجوم في الضفة و1452 في القطاع. وهذا ينفي الإدعاء الإسرائيلي بأن الاجتياحات هي رد على إطلاق الصواريخ، ففي الضفة لا توجد أية صواريخ والهجمات على الضفة أكثر منها على القطاع.

وقال :"منذ انعقاد اجتماع أنابوليس في 28/11 وحتى اليوم نفذت إسرائيل 510 اجتياحا جديدا منها 205 في الضفة، و305 في القطاع. وخلال فترة الأعياد نفذت إسرائيل 267 عملية اجتياح 103 في الضفة و164 في القطاع.

وتابع يقول :"منذ أنابوليس استشهد 89 فلسطينيا 5 في الضفة و84 في القطاع، منهم عدد كبير من المدنيين، وقال نجد أن عدد القتلى الفلسطينيين قد تضاعف 100%. ".

الفلسطينيون بحاجة للأمن أضعاف ما تحتاج إليه إسرائيل:

واستعرض د. البرغوثي حاجة الفلسطينيين الماسة للأمن، معتبراً أنه إذا قارنا الأرقام مع الحديث عن حاجة إسرائيل للأمن، موضحاً عدد القتلى الإسرائيليين خلال العام 2007 هم 10 قتلى منهم 5 جنود قتلوا خلال عمليات هجوم على الفلسطينيين، عدد الذين قتلوا بعد أنابوليس فقط جنديان، قتلوا خلال عمليات هجوم على الجانب الفلسطيني، وبالنسبة والتناسب لا يوجد مجال للمقارنة ومع ذلك، يجري الحديث عن حاجة الإسرائيليين للأمن أما الفلسطينيين فكأنهم ليسوا بشر وليس لهم حقوق وليس لهم حق في الحياة. النسبة والتناسب مذهلة خلال الفترة من العام 2000 إلى 2005 كانت نسبة القتلى الإسرائيليين إلى الفلسطينيين 1 إسرائيلي مقابل 4 فلسطينيين، النسبة خلال العام 2006 أصبحت 30 فلسطينيا مقابل كل إسرائيلي، وخلال العام 2007 النسبة 40 قتيلا فلسطينيا مقابل كل قتيل إسرائيلي.

الاعتقالات:

واستطرد البرغوثي قائلاً: أما بالنسبة للاعتقالات خلال العام 2007 قامت إسرائيل باعتقال 5391 فلسطيني، 5068 عملية اعتقال في الضفة و323 في القطاع، منهم 292 طفل. بعد أنابوليس اعتقلت إسرائيل 609 فلسطينيين جدد، 543 في الضفة و 66 في القطاع ومنهم 3 أطفال.

السلام الحقيقي يحتاج أولاً لوقف شامل للأنشطة الإستيطانية:

وفي إطار حديثه عن السلام اعتبر الدكتور البرغوثي أنه لا يمكن انطلاق عملية سلام حقيقية إذا واصلت إسرائيل عملية التوسع الاستيطاني، هذا ما يجب أن يكون واضحاً، وإذا ما كان الرئيس الأمريكي يريد أن يعطي دفعة للسلام فالمطلوب منه أمر بسيط، أن يعلن عند وصوله إلى إسرائيل أنه يطالب إسرائيل بوقف كل النشاطات الاستيطانية فوراً.

إسرائيل تؤسس لنظام فصل عنصري:

وأضاف الدكتور البرغوثي أنه بعد أنابوليس قال أولمرت أن تنفيذ الاتفاقية سيكون مرتبط بتنفيذ الالتزامات في خارطة الطريق، وقال أن حكومته ستبدأ فوراً بتفكيك البؤر الاستيطانية، وقال أن حكومة إسرائيل ستجمد الأنشطة الاستيطانية، الواقع أن هذا كله تضليل. لم تفكك بؤرة واحدة حتى الآن، ولم يتوقف البناء في 88 مستوطنة وهو يجري على قدم ومساق.

وفي موضوع حقوق الإنسان قال البرغوثي بأن هناك عدة خروقات حدثت، وشكر اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بلعين التي أوصلت له شريط مهم، يظهر كيف حاول المستوطنون وضع بيوت جاهزة في المناطق التي قررت المحكمة العليا في إسرائيل أعادتها لأصحابها.

وقال:" إن ما يجري الآن بالإضافة للاستيطان هو الفصل العنصري، بحرمان الفلسطينيين من استخدام العديد منها وإبقائها للمستوطنين في أبشع عملية فصل عنصري في التاريخ المعاصر".

الأوضاع تزداد سوءاً منذ أنابوليس:

واعتبر الدكتور البرغوثي :"أن ما يقلق منذ أنابوليس وحتى اليوم أن الأمور تزداد سوءاً بدلاً من أن تتحسن، وما يجري هو تكريس لنظام فصل عنصري واضح، نظام أبارتهايد، ففي حين يسمح للفلسطيني باستخدام ما لا يزيد عن 50 متر مكعب من المباه سنوياً، بينما يسمح للإسرائيليين باستخدام 2400 متر مكعب من المياه سنوياً من مياه الضفة الغربية، 42 ضعف الفلسطيني، الدخل في إسرائيل اليوم لا يقل من 25 إلى 30 ضعف الدخل الفلسطيني، ومع ذلك يجبر الفلسطينيون على شراء البضائع بسعر السوق الإسرائيلية، يدفع الفلسطيني في الضفة اليوم ضعف ثمن الكهرباء التي يدفعا الإسرائيلي، ويدفع 5 شيقل ثمن كل وحدة مياه بينما يدفع الإسرائيلي 2.4 شيقل، أي ضعف ما يدفعه الإسرائيلي، والآن وصلنا لمرحلة فصل الطرق، في الواقع هذا لا يمكن تسميته إلا بأمر واحد بأنه نظام أبارتهايد".,

واضاف:" نحن سنعمل على كشف هذه الحقائق كما هي لشعبنا وللعالم بأسره ونقول أن عملية سلام لا تتناسب مع عملية اجتاحات وخرق حقوق الإنسان، والتوسع الاستيطاني وفصل الطرق، ستكون هناك نشاطات وطنية مشتركة تنظمها القوى الوطنية والإسلامية أثناء زيارة الرئيس الأمريكي".

المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى:

ووجه الدكتور البرغوثي رسالة واضحة للسلطة الفلسطينية قائلاً: نقول للأخوة في السلطة الفلسطينية، أن الموقف الصحيح في ظل كل ما يجري الآن، أن يجري التركيز على ثلاثة قضايا فوراً، أولاً وقف المفاوضات التي تستخدم كستار للإجراءات الإسرائيلية، وربط المفاوضات نفسها بثلاثة شروط مطالبة المجتمع الدولي بأن يسندها، 1_ وقف كل الأنشطة الاستيطانية دون استثناء، بما في ذلك توسع المستوطنات القائمة، 2_ وقف عملية بناء جدار الفصل فوراً، وطالب السلطة الفلسطينية بالذهاب بقرار محكمة العدل الدولية ضد الجدار والاستيطان في لاهاي للأمم المتحدة، حيث لا يمكن أن يفهم كيف نتفاوض على قضايا الحل النهائي وهذا الجدار يحدد الحدود من جهة واحدة. 3_ رفع الحصار عن قطاع غزة ووقف عمليات الاجتياح لكل الأراضي الفلسطينية، ثانياً العمل على الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال.

ثالثاً:" نحن نرى بكل إخلاص ودقة أن عملية سلام متوازنة وحقيقية تثمر سلاماً دائماً وحقيقياً ووصول الفلسطينيين إلى حقوقه الوطنية وحقوق لاجئيهم وحقهم من التحرر من نظام الأبارتهايد لا يمكن أن يتم دون إيجاد وسيلة للحوار الوطني والمصالحة الوطنية".