الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز يافا الثقافي... حصاد عام كامل من العطاء المتواصل

نشر بتاريخ: 10/01/2008 ( آخر تحديث: 10/01/2008 الساعة: 13:11 )
نابلس-سلفيت-معا- أصدر مركز يافا الثقافي تقريره السنوي الخاص بنشاطات وإنجازات المركز خلال عام 2007م، عرض فيه أهم الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية التي قام بها، حيث شهدت هذه الأنشطة ازديادا ملحوظاً من حيث الكم والنوع، وترسيخاً في علاقات المركز الداخلية والخارجية، من خلال استقباله لمئات الوفود المحلية والأجنبية التي زارت المركز، وتقديمه شرحاً مفصلاً لها عن نشأة القضية الفلسطينية عموماً، وقضية اللاجئين على وجه الخصوص، وظروف الحياة الصعبة داخل المخيمات. كما شهد عام 2007م تشبيكاً مع المؤسسات الرسمية والأهلية داخل الوطن، خاصة تلك التي تعمل في حقل الدفاع عن حق العودة وحقوق اللاجئين الفلسطينيين، لما يشكّل المركز من ذراع قوي للجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين، الأمر الذي أهلّه ليكون المنسق العام للائتلاف الفلسطيني لحق العودة لعام 2008.

إضافة إلى الخدمات التي قدمها المركز لأهالي مخيم بلاطة، من خلال فتح أبوابه أمام الزائرين، وخاصة الأطفال وطلاب المدارس الذين وجدوا في مكتبة المركز ملاذاً لهم لقضاء وقت مفيد في القراءة واللعب الهادف ومشاهدة الأفلام القصيرة، أو من خلال الاستفادة من دورات التدريب على جهاز الكمبيوتر والانترنت وطرق استخدامه. لقد قطع المركز شوطا لا بأس به في تطوير فرق المركز المسرحية والفنية بشكل عام، من خلال تجديد فرقة عائدون للفنون الشعبية والمسرحية، وشراء آلات موسيقية لإنشاء فرقة موسيقية للأطفال، بالإضافة إلى فرقة الكورال.

فعلى صعيد الأنشطة الاجتماعية فقد كان لأبناء الشهداء والأسرى نصيباً من الجهد والوقت والوقوف إلى جانبهم لرسم الابتسامة على وجوههم وتقديم الهدايا لهم. وكذلك الرحلة التي قامت بها مجموعة مكونة من 24 عضواً من أبناء المركز من قريتي يازور وعرب السوالمه لزيارة قراهم الأصلية، والتقاط الصور فيها لعمل معرض من إنتاجهم، إضافة لما قدمه المركز للأطفال المحتاجين من خلال توزيع الحقائب المدرسية عليهم، أو أضاحي العيد للفقراء، وكذلك تنظيم الإفطارات الجماعية في شهر رمضان المبارك.

أما على صعيد الأنشطة الفنية فلقد واصل المركز اهتمامه بالفرق الفنية والمسرحية، وتدريبها تحت إشراف أمهر الفنانين في مجال الدراما والدبكة والمسرح والكورال، وإقامة معارض الصور، وعرض الأفلام التي أنتجها وقام بتصويرها أبناء المركز، وعرض مسرحية " سيدي اللص ".

وعلى الصعيد الثقافي فلقد قام المركز بعقد العديد من اللقاءات الثقافية والمشاركة في المسابقات الشعرية والثقافية، وإنشاء وحدة جديدة في المركز تعنى بتثقيف الشباب بحقوقهم، وتجهيز مكتبة المركز بكتب وقصص وسيديهات وألعاب خاصة بالأطفال، وافتتاح أبوابها أمام طلاب المدارس وأطفال المخيم.

أما على صعيد ورش العمل والدورات فقد نظّم المركز خلال العام المنصرم العديد من الدورات المختلفة وورش العمل التي استفاد منها المئات من المشاركين من الأطفال والشباب من كلا الجنسين، والأمهات، حاضر فيها وأشرف عليها نخبة من الكفاءات الثقافية والفنية والإعلامية المتخصصة، فمن دورات في استخدام جهاز الكمبيوتر والانترنت، إلى تجديد العمل بدورة الكادر الشبابي المتعلقة بتخريج جيل واعي من الشباب المؤمن بحقوقه الوطنية وقضيته العادلة، إلى تنظيم عدة دورات في مادة الرياضيات واللغتين الإنجليزية والعربية، والدورات التي تهتم بعلاج الصدمة النفسية لدى الأطفال، وأهمية التغذية بالنسبة للأم الحامل والمرضع، والاهتمام بالصحة والنظافة والانتظام في وجبات الطعام من اجل الحفاظ على صحة الإنسان. وورش العمل الفنية لرسم الجداريات والرسم على الزجاج، ودورات الصحافة والتعلم على إجراء المقابلات المصورة والمسجلة مع كبار السن الذين عايشوا النكبة لتوثيقها وحفظها. وتنظيم دورات لتعليم فن التطريز للنساء وتسويق إنتاجهن، ودورات عن حقوق الطفل الأسير في سجون الاحتلال.

أما على صعيد العلاقات الخارجية والداخلية فقد تميّز العام 2007 بزيارة عشرات الوفود الأجنبية للمركز من برلمانيين وسياسيين وطلاب وأكاديميين ومثقفين ومخرجين عالميين ومتضامنين دوليين وقيامهم بجولات في مخيم بلاطة للتعرف على حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون الفلسطينيون في المخيمات من خلال الشرح الوافي الذي يقدمه أعضاء المركز لتلك الوفود، حيث استفاد أعضاء المركز من الخبرات التي قدمتها لهم بعض هذه الوفود، إضافة إلى تعميق العلاقة معها .

كذلك قام العديد من ممثلي المؤسسات العربية والمحلية بزيارة المركز وإقامة علاقات ونشاطات معها كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومركز أطباء بلا حدود، أو مركز لاجئ من مخيم الدهيشة، أو مؤسسة ادوارد سعيد، أو مؤسسة كريم رضا سعيد من لندن، وغيرها من المؤسسات.

ولم يقتصر عمل المركز على استقبال وفود أجنبية فقط وإنما قام المركز بالعديد من المشاركات الخارجية، سواء داخل المناطق الفلسطينية أو خارجها، فمن مشاركة المركز في الدورة التدريبية التي نظمتها المؤسسة الأمريكية لصناعة الأفلام إلى المشاركة في الاجتماع التشاوري لمناقشة عمل البوابة الإلكترونية للمراكز الثقافية، إلى المشاركة في الاحتفالات الوطنية كيوم الطفل الفلسطيني أو إحياء ذكرى النكبة والمشاركة في الاحتفال الختامي التي نظمته مدرسة إناث بلاطة الإعدادية الأولى، ومشاركة فرقة عائدون للفنون الشعبية والمسرحية بعرض مسرحي يمثل معاناة الأسرى وذلك بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، أو المساهمة في إقامة معارض صور بمناسبة ذكرى النكبة في كل من قرية بلاطة البلد، ومخيم طولكرم، وجامعة بيرزيت، وجمعية سبسطية الخيرية، والمشاركة في مخيم أجيال العودة الثاني الصيفي في بيت لحم.

إضافة إلى المشاركات الخارجية في مؤتمرات وورش عمل كحضور الاجتماع السنوي الثامن للائتلاف الفلسطيني لحق العودة والذي عقد في مدينة أوبسالا بالسويد، أو المشاركة في المؤتمر الخامس لفلسطينيي أوروبا والذي عقد في مدينة روتردام بهولندا، أو المشاركة بالمؤتمر الذي نظمته مجموعة عائدون في سوريا ولبنان في جامعة دمشق حول مأساة اللاجئين الفلسطينيين في العراق، أو المشاركة في المهرجان الدولي الذي نظمته الأمم المتحدة ووكالة الغوث الدولية لمكافحة المخدرات في العاصمة اللبنانية بيروت.

إنّ مركز يافا الثقافي وهو يقدّم حصاد عام مضى فإنه يتطلع إلى مزيد من الجهد والعطاء لتوسيع نطاق خدماته والمستفيدين منها خلال العام الحالي.