الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين أولا وأخيرا ...

نشر بتاريخ: 11/06/2017 ( آخر تحديث: 11/06/2017 الساعة: 18:06 )
فلسطين أولا وأخيرا ...
بقلم : ناصر العباسي
يترقب الشارع الرياضي الفلسطيني خاصة عشاق الساحرة المستديرة لقاء منتخبنا الوطني بكرة القدم أمام شقيقه العماني يوم الثلاثاء الثالث عشر من الشهر الجاري على ستاد الشهيد فيصل الحسيني بضاحية الرام ، وذلك في اطار التصفيات المؤهلة لبطولة أمم آسيا التي تستضيفها الامارات عام 2019م .

المنتخب الفلسطيني أو كما يلقب "الفدائي" لا شك أنه سيخوض مباراة صعبة وان كانت على أرضنا وبين جماهيرنا لكننا سنواجه منتخبا يمتلك السمعة الطيبة والمتمثلة بالمنتخب العماني على المستوى الخليجي والآسيوي ، اضافة الى الامكانات المتوفرة هناك مقارنة بالكرة الفلسطينية ، ولا شك أن اللقاء يحظى باهتمام كبير من أركان اللعبة وعلى رأسهم اللواء الرجوب رئيس اتحاد الكرة الذي أبرم اليوم مع شركة جوال اتفاقية لرعاية المنتخب الوطني خلال العام 2017م ، وان كانت تلك الاتفاقية متاخرة بعض الشيئ لاتاحة الفرصة أمام تسويق اللقاء اعلاميا وترتيبات خاصة لنقل الجماهير الا أنها فرصة تثمن لشركة جوال الوطنية التي باشرت بالاعلان عن توفير الحافلات المجانية من كافة محافظات الوطن لنقل الجماهير لمساندة ومؤازرة منتخبنا الوطني في سهرة رمضانية منتظرة .

ولا شك أن الإستفادة ستكون كبيرة ، ويجب استغلالها في مثل تلك اللقاءات خاصة للتأكيد على تثبيت قضية الملعب البيتي ، وقدرة الجماهير الفلسطينية مشاهدة منتخبها من داخل الوطن خاصة عندما تكون تلك المنتخبات من الدول العربية الشقيقة التي رفضت بعضها الحضور بحجة التطبيع ، وغيرها من المصطلحات الاعلامية المستهلكة ..!! .

أما الفائدة الأخرى هي الاستمرار في تطوير المستوى الفني للوطني عندما نواجه مدارس كروية مختلفة على المستوى القاري أو العالمي ، لذلك سيخضع الأداء الفني للمنتخب الوطني لمراقبة العيون والمحبيين في اشارة لتقديم الافضل في كل مناسبة جديدة .
ومن الفوائد التي يمكن الوقوف عندها هو الاستقرار الفني للمنتخب مع تواصل عمل الصديق عبد الناصر بركات على رأس الادارة الفنية وجهازه المعاون ، وقد ظهرت لمساته الفنية على الأداء رغم العديد من الظروف القصرية التي واجهت المنتخب الفدائي خلال الفترة الماضية ، ومن المؤشرات الايجابية التي لفتت الانظار اشتراك وجوه جديدة وصاعدة قادرة على صنع الفارق ، وأوصلت الرسالة بأن لا مكان لأي لاعب كان غير ملتزم ، ولا يحترم فانيلة المنتخب الوطني ، وكذلك رسالة من أجل الاحلال والتجديد لاقتراب رحيل العديد من اللاعبين اصحاب الخبرة بالوطني .

وبعيدا عن جل تلك الظروف الا أن المنتخب الوطني عودنا دائما على تخطي الصعاب ، ولاعبينا سيرفعون شعار التحدي لأنهم قادرون على صنع الانتصار، ورسم الابتسامات على الأفواه الظامئة والـمتعطشة ، ونتمى أن تحقق تلك المباراة النجاح ايضا من الناحية التنظيمية لكي تعلو سمعة وراية كرة القدم الفلسطينية ، ومعها راية الوطن الخفاقة .

وبلغة المنطق من المفترض أن الوضع الرياضي أختلف كثيرا عن السابق ، ومن حقنا أن نتفاءل بالقدرة على تحقيق الفوز كون بعض المنتخبات العربية الاخرى لا تسبقنا كثيراً من الناحية الفنية رغم فارق الامكانات ، وأصبحنا نمتلك فكراً كروياً ، ونعتمد دائما على الروح القتالية التي من شأنها تعويض جوانب فنية أخرى .
لذلك ما نطلبه من المنتخب "الفدائي" أن يبذل كل طاقاته ويوظفها في مسيرة التصفيات ، وباعتقادي أن لاعبينا باتوا يكتسبون من الخبرة الدولية الكثير فعليهم شد الرحال لمرمى الخصم في كل الأوقات من اجل الوصول للهدف المنشود ، ولا ننسى مقولة أن الكرة "كالأرض لا تعطي الا من يعطيها" .

لذلك المطلوب منكم يا فرسان الوطني أن تكونوا أهلا للثقة ، وأن تثبتوا للجميع ان مستقبلا زاهرا ينتظر هذا المنتخب ، والمطلوب من الجماهير الفلسطينية الوقوف خلف المنتخب الفدائي رغم موعد اللقاء المتأخر والتوافد صوب ستاد الحسيني ، ونقول لكل أصحاب الهمم العالية يجب أن نواصل العمل للحفاظ على هذا الحراك الرياضي وفق رؤية وطنية ، ولنقف جميعا خلف منتخبنا الوطني في السراء والضراء ، ولا نملك إلا الدعاء والتضرع إلى الله كي يأخذ بيد منتخبنا الكروي لتبقى القدس وفلسطين أولا وأخيرا ..