الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا يستقبل وفدا من أبناء الرعية الارثوذكسية في جفنا

نشر بتاريخ: 08/08/2017 ( آخر تحديث: 08/08/2017 الساعة: 15:38 )
القدس- معا- وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في بلدة جفنا ( قضاء رام الله) والذي وصلوا الى المدينة المقدسة في زيارة تحمل الطابع الروحي بهدف زيارة مقدساتها ومعالمها الدينية والتاريخية والتجول في اسواقها وحاراتها القديمة.
وقد استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الوفد في كنيسة القيامة حيث اقيمت الصلاة اما القبر المقدس حيث تجول الوفد داخل الكنيسة وزاروا غرفة الذخائر المقدسة وسجدوا لخشبة الصليب الطاهرة ومن ثم استمعوا الى حديث روحي من المطران.
المطران حنا عبر عن سعادته باستقبال وفد ابناء رعيتنا في جفنا هذه القرية الفلسطينية الجميلة القريبة من بيرزيت التي تتميز ببهائها واخضرارها والجبال الجميلة التي تحيط بها كما انها تتميز بسكانها المثقفين الوطنيين المحبين لبلدهم والمدافعين عن قضية شعبهم.
وقال حنا: ان كنيستنا الارثوذكسية في جفنا تعتبر معلما تاريخيا من المعالم الهامة في هذا البلد الجميل وقد احرقت الكنيسة قبل فترة بسبب تماس كهربائي ولكن اعيدت الكنيسة الى وضعها السابق واصبحت اكثر جمالا وبهاء وذلك بفضل المحسنين من ابناء رعيتنا ومن ابناء شعبنا الذين هبوا عن بكرة ابيهم للمساعدة بهدف ترميم ما احدثته الحرائق في هذه الكنيسة.
وأضاف اود ان اقول لكم بأننا سعداء بأن نستقبلكم في مدينة القدس التي نعتبرها قبلتنا الاولى والوحيدة فالقدس بالنسبة الينا هي حاضنة اهم مقدساتنا وهي عنوان حريتنا وكرامتنا انها العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا الفلسطيني وفي هذه الكنيسة المقدسة نرفع الدعاء الى الله من اجل ان يحفظ لنا وطننا وان يقوي شعبنا في نضاله من اجل الحرية كما ونسأله تعالى من اجل ان يحفظ لنا الحضور المسيحي العريق في بلادنا هذا الحضور الذي يعتبر مكونا اساسيا من مكونات هذه البقعة المقدسةمن العالم لا سيما انكم تعرفون بأن فلسطين هي الارض المقدسة التي منها انطلقت رسالة الانجيل الى مشارق الارض ومغاربها.
ودعا المطران حنا الضيوف إلى ان يحبوا كنيستهم ويمسكوا بالقيم والمبادىء المسيحية التي تنادي بها كنيستنا، تمسكوا بتراث كنيستكم ولا تتخلوا عن ايمانكم القويم تحت اي ضغوطات او ممارسات او تجاوزات او اخطاء بشرية تحدث هنا او هناك .
وقال: ان ما نسمعه من فضائح متعلقة بتسريب العقارات الارثوذكسية لجهات معادية لا يجوز ان يؤدي بنا الى ان نترك كنيستنا ونتنصل من مسؤولياتنا ، فالمؤامرات والتحديات التي تحيط بنا يجب ان تجعلنا اكثر ثباتا وتمسكا بانتماءنا لكنيستنا الام وان نساهم وكل من موقعه في اصلاح هذا الواقع الماساوي الذي وصلنا اليه جميعا.
وأضاف كثيرة هي الاخطاء والتجاوزات التي نسمع عنها ولكن هذا لا يجوز ان يكون سببا في ابتعادكم عن كنيستكم لا بل العكس هو الصحيح ان استهداف كنيستنا وابتلاع اوقافنا يجب ان يؤدي بنا الى ان نكون اكثر لحمة ووعيا وانتماء لهذه الكنيسة العريقة لكي نتمكن من ترميم ما يمكن ترميمه واصلاح ما يمكن اصلاحه.
وقال: احبوا كنيستكم ولا تتركوها وهي التي تتعرض للتآمر وتتعرض لطعنات ومؤامرات ومحاولات هادفة لتهميش حضورها والنيل من انتماءنا الوطني وابتلاع وسرقة اوقافنا وعقاراتنا. لا تتخلوا عن ارثوذكسيتكم التي يخونها البعض ويشوه صورتها البعض الاخر ، لا تتخلوا عن انتماءكم لهذه الكنيسة المشرقية العريقة مهما كثر الاعداء والمتآمرون والمتربصون بنا بكافة مسمياتهم واوصافهم ورتبهم. وكونوا على ثقة بأن الرب لن يترك كنيسته مهما كثر الاعداء والمتآمرون والمتاجرون والمفرطون بعقارات الكنيسة ورسالتها وحضورها في هذه الارض المقدسة.
وتابع المطران حنا: اننا نحتاج في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها الى مزيد من الانتماء لقيمنا الايمانية ولحضور الكنيسة العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة ومن احب كنيسته احب وطنه ودافع عن شعبه ، نحن ندعو ابناءنا دوما لكي يكونوا مخلصين لانتماءهم الوطني وهويتهم العربية الفلسطينية ، نحن ننتمي الى الامة العربية ولغتنا هي اللغة العربية ونحن لسنا غرباء في هذا الوطن بل نحن ابناء هذه الارض الاصليين المنتمين اليها والمدافعين عن تاريخها وتراثها وهويتها وقضية شعبها العادلة جنبا الى جنب مع اخوتنا المسلمين. لا تخافوا ايها الابناء الاعزاء اذا شاهدتم انكم قلة في عددكم فهذه القلة الباقية من المسيحيين في هذه الديار هي مطالبة بأن تكون كما كانت دوما مصدر خير وبركة وعطاء وتفان في خدمة الانسان ، من احب كنيسته احب بلده ودافع عن قضايا العدالة وكان نصيرا للمظلومين والمعذبين والمضطهدين في هذا العالم. لا تخافوا من ان تقولوا كلمة الحق التي يجب ان تقال حتى وان ازعجت البعض فما يهمنا هو ان يرضى الله عنا ونحن لا نفتش ان يرضى علينا فلان او فلان من الناس ، فليكن هدفنا هو ارضاء الله وان نقوم بواجبنا وان ندافع عن حضور كنيستنا العريق وان نعبر دوما عن انتماءنا لهذا المشرق العربي ولفلسطين الارض المقدسة التي يسعى الاعداء لتصفية قضيتها وهم يتآمرون على شعبها ولكن شعبنا بوحدته ووعيه واستقامته وصدقه ورصانته هو قادر على افشال كافة المؤامرات التي تستهدفنا وتستهدف تاريخنا وتراثنا وحضورنا وعدالة قضيتنا.
وقال: كونوا صوتا صارخا بالحق ، فليكن انحيازكم لشعبكم الفلسطيني الذي انتم مكون اساسي من مكوناته ، ان بهاء وجمال فلسطين لن يكتمل الا من خلال هذا الحضور الاسلامي المسيحي المشترك وتلاقي المسيحيين والمسلمين معا في ساحات النضال دفاعا عن القدس ومقدساتها ودفاعا عن فلسطين وقضية شعبها العادلة. كونوا على قدر كبير من الحكمة والمحبة والصدق والاستقامة والرصانة ، لا تقبلوا باولئك الذين يسعون لاغراقنا في مستنقعات اليأس والاحباط والقنوط ، كونوا متفائلين وانظروا الى المستقبل بعين الامل والرجاء فلا يضيع حق وراءه مطالب . ان من يبيع اوقافنا ويفرط بعقاراتنا لا يمثلنا بل يمثل اجندات سياسية لا علاقة لها بالكنيسة وحضورها بالارض المقدسة ، لا تقبلوا بأن يحرض احد على كنيستكم وان يسيء لمكانتها وحضورها التاريخي العريق في هذه البقعة المقدسة من العالم ، فالكنيسة براء من سلوكيات وتصرفات بعض من يدعون انتماءهم اليها الذين يمثلون فقط انفسهم ولا يمثلون الكنيسة ورسالتها وعراقة وجودها في هذه الارض المقدسة . حافظوا على مكانة كنيستكم في مجتمعكم وقولوا لكل المحيطين بكم بأننا نحب كنيستنا ، نحب وطننا وننتمي الى عروبتنا النقية وننتمي الى شعبنا المناضل من اجل الحرية ومن يبيعوننا ويبيعوا اوقافنا وعقاراتنا فهم لا يمثلوننا حتى وان ادعوا ذلك فالكنيسة لا يمثلها الا اولئك الذين يحملون رسالتها المدافعين عن حضورها وعراقة وجودها والمدافعين عن الشعب الفلسطيني المقاوم والمجاهد والمناضل من اجل الحرية .
وأردف المطران حنا: كونوا على قدر كبير من الوعي لكي تميزوا ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود وكونوا على يقين بأن يهوذا الاسخريوطي ما زال موجودا فيما بيننا وان بمسميات والقاب متعددة ، من باعنا بثلاثين من الفضى ومن خان الامانة ليس مختلفا عن يهوذا الاسخريوطي الذي سلم معلمه وخان سيده بحفنة من المال .احبوا بعضكم بعضا وليكن شعاركم المحبة والاخوة والسلام في ارض السلام والمحبة . كل التحية لكم ولابناء رعيتنا ، كل التحية لشعبنا الفلسطيني ، كل التحية لابناء القدس الذين يتصدون بصدورهم العارية للمتآمرين على القدس ومقدساتها وعروبتها وهويتها الروحية .
كما قدم المطران للوفد بعض المنشورات الروحية واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.
اما اعضاء الوفد المكون من عشرين شخصا فقد شكروا المطران على كلماته وتوجيهاته ووضوح رؤيته مؤكدين تقديرهم وتثمينهم لمواقفه المبدئية ودفاعه عن الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وسعيه الدائم من اجل تكريس ثقافة الوحدة الوطنية والدفاع عن قضية شعبنا في سائر ارجاء العالم.