الثلاثاء: 17/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

هل انقضت ايام الزمن الجميل بقلم - خالد القواسمي

نشر بتاريخ: 18/01/2008 ( آخر تحديث: 18/01/2008 الساعة: 14:55 )
بيت لحم - معا - انقضى الزمن الجميل زمن العمالقة زمن العطاء والانتماء وها نحن نعيش على بقايا اطلاله فلم تبق سوى البعض ممن نستأنس بهم بعد حالة التوهان والتشرذم التي تعصف برياضتنا وبرياضيينا رحل الكبار وأخليت الساحة لمن يتلاعبون ويعزفون على وتر الخلافات كي يجدوا لانفسهم مساحة للعبث وللظهور غير آبهين بمستقبل الرياضة الفلسطينية فشتان ما بين اليوم والامس بالامس كان ماجد اسعد ورفاقه أحمد عديله وابا السيد وراسم يونس وابا زيدون وريمون زبانه وخليل الحسيني وجورج غطاس وشوكت لبادة ورجب شاهين وعرسان ابراهيم ويوسف عبد ربه ونبيل ابو عمر وعارف عوفه داوود متولي ومحمود ناصيف وسالم الشرفا وسعيد الحسيني وشحده ابو تايه وفارس ابو شاويش وفتحي ابو العلا ومعمر بسيسو واحمد الناجي والقائمة تطول وتطول وكل واحد من هؤلاء يمثل علامة بارزه ومضيئة في تاريخ حركتنا الرياضية الفلسطينية تملىء مجلدات من حكايات الانتماء والعطاء بكل اشكاله والوانه ويمتد بنا الحديث عن عمالقة التحكيم اسماعيل ابو رجب وجورج قسيس ورمزي قطينه وبسام الكيلاني وعبد الله الخطيب وسليمان عبيدو وهشام الجعبري وحسني يونس وعبد الناصر الشريف ومحمد الاسمر والشهيد كمال سالم وجويد الجعبري وعبد الرؤوف ابو اسنينه ومصباح حسن فهؤلاء وصحبهم من قطاع غزة الحبيب يمثلون درة الرياضة الفلسطينيه ونموذجا حيا للروح الفلسطينية مكتملة الشكل والمضمون ويقودنا ذلك لذكر عمالقة الكرة الفلسطينية ممن زينوا ساحاتنا واطربوا جماهير الكرة أبان العصر الذهبي بكل معنى الكلمة ولا زلنا نتغنى بهم وبعطائهم وبفنهم الكروي الرفيع من امثال اسماعيل المصري وزكريا مهدي وناجي عجور والبلعاوي واسماعيل مطر وفريد عثمان وعبد القادر الابزل وخالد كويك وحاتم صلاح وفيصل الجعبري وعبد العظيم او رجب وجهاد قطام وفؤاد العزة ويسري الاشهب وعبد العزيز شبانه ومنذر الشريف واسحق العيده وغازي غيث وكاظم ليداويه وصبحي المناصره واحمد حسان وجريس البطل ومحمد اعبيد وموسى الطوباسي وسامر بركات ومحمد خليل عبد العزيز ورزق الشاعر وفريد زرينه والبرهم وعلي العباسي واحمد صيام وعرفات حميد وموسى اسماعيل وعماد عكه ومحمد نزال ومأمون ساق الله وماجد ابو خالد وشاكر الرشق ومصباح طبوب ومحمد الصباح وعرفات حميد وماجد البلبيسي وابراهيم المشعشع وسنو وسليمان هلال وهلال ابو كشك والحنبلي وطارق القطو وزكريا داوود والعشرات من اللاعبين الافذاذ ناهيك عن الحديث عن جماهير الكرة الفلسطينية التي كانت تحكمها الروح الرياضية والاخلاق العالية والتشجيع المثالي دون الحاجة الى قوات شرطيه تحفظ الامن والنظام فالانضباط والالتزام وروح المسؤولية هي عنوان تلك المرحلة نعم لقد خلت الساحة او تكاد من الكبار ويحاول أن يحتلها في ايامنا الصغار ممن لا تعنيهم الرياضة الفلسطينية بقدر ما يعنيهم المنصب قد يقول البعض لماذا كل هذا الحديث وما المناسبة للحديث عن الزمن الماضي الجميل وعن الكبار ممن رحلوا وتركوا بصماتهم التي لن تمحى وليستلم زمام الامور الصغار الذين يحاولون لكنهم يفشلون بادائهم في جميع المناحي والسبب بسيط ويعزى لفقدانهم الانتماء الحقيقي ونزوعهم للحصول على المنصب فقط فشريط الذكريات يدخلنا في مقارنة غير عادله لكنها تصب في صالح قادتنا ايام الزمن الجميل ممن وضعوا ركائز العمل التي لم يعد يعمل بها فالرياضة الفلسطينية كان لها هدف وطني سامي حينما كانت الرياضة ومن يعمل بها يؤدي واجبا وطنيا لا يقل شأنا في ساحات نضالات شعبنا ومؤسساته على كافة الصعد لكن هيهات هيهات مما نحن فيه اليوم وشتان بين الثرى والثريا لقد كانت مباريات كرة القدم تمثل لنا في الزمن الجميل واجبا وطنيا وكان لها مدلولا وطنيا ذا بعد كبير بعيدا عن المناكفات والمنازعات والمرارة والغضاضه كما هو حاصل اليوم لقد كانت هنالك رياضة حقيقية بكل معنى الكلمة ومعذرة لمن يعمل في هذا الحقل فاليوم لا توجد رياضة ولا يوجد تنافس شريف فلقد انقضى الزمن الجميل بحلاوته واصبحنا نتجرع العلقم والحنضل والسبب التصارع على الكرسي وانشغالنا بالعمل لمصالحنا الشخصية والفئوية الضيقة وانغماسنا في وحل الصراعات وفقدنا الثقة ببعضنا البعض ونخرنا السوس من اعماق جذورنا لعدم وجود عقلاء ومفكرين ولفقداننا الروح الوطنية والعمل الوطني وتحيزنا لانفسنا عوضا عن تحيزنا لرياضتنا شريط من الذكريات ملىء بالاحداث الرياضية الجميله منذ سبعينيات القرن الماضي يمر وأنا ارقب حركته حتى اوائل التسعينيات حينما كانت الامور على ما يرام يحكمها الحب والتوادد والوفاء والاحترام والالتزام للوطن ومؤسساته ولشخوصه على عكس الحالة الوضيعه والدخيله وكثرة التناقضات التي نعيشها الان فاليوم كل شيىء لصبح مباحا ويسهل عمله دون أي وازع وضابط اخلاقي فهل سنرى رجوعا دراماتيكي للزمن الجميل أم اننا سنستمر في غينا وطغياننا وهيمتنا على الرياضة الفلسطينية والتي لن تجلب لنا ولابناءنا سوى الخراب والدمار والتراجع كلنا امل أن يتحرك العقلاء لاعادة الامور الى نصابها ايام الزمن الجميل.