الإثنين: 17/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

همسة في أذن لجنة المسابقات ***مَنُ يصحح أوضاع أنديتنا ؟!! بقلم/ أحمد المشهراوي:

نشر بتاريخ: 19/01/2008 ( آخر تحديث: 19/01/2008 الساعة: 16:06 )
بيت لحم - معا - هالني الأعداد الكبيرة لأنديتنا الكروية المسجلة رسمياً في سجلات اتحاد الكرة، كما هال الأمر الكثير من الحريصين والغيورين وجود هذا -الجيش- من الأندية، التي باتت تفوق الدول التي تتقدم علينا كروياً بمسافات شاسعة وطويلة، وتلك التي تفوقنا سكاناً ومساحات خضراء.

الغريب أن اتحاد الكرة رغم هذه المعضلة التي تبدو عاصية على العلاج، أو حتى الاستشفاء منها، بات لا يستطيع تحديد أعداد أنديته بدقة في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وتتضارب الأرقام بين مسؤول وأخر، ولكن ما يتفقون عليه وجود ما يقارب 340 نادياً في الضفة، و 43 في غزة، فضلاً عن 19 نادٍ وافقت عليهم حكومة الوحدة الوطنية لينضموا إلى هذه الأعداد الهائلة مقارنة مع مستوانا الكروي المتراجع.

هذا الأمر أدهش بدوره وفد الاتحاد الدولي (الفيفا) - أعلى سلطة كروية في العالم- خلال زيارته الأخيرة إلى الضفة.. حاول فريق المؤسسة الكروية التدخل بشأن محاولات وزارة الشباب والرياضة حل مجلس اتحاد الكرة، فتفاجأ بالعدد الكبير للهيئة العامة، ففضل الانسحاب إلى موقعه بهدوء.

ليس هذا الأمر وحده الغريب في كرتنا المثقلة بالغرائب، بل إن اتحاد الكرة وقف مطولاً هذا الأسبوع أمام حادثة أخرى ملفتة قلما تحدث في ملاعب الكرة تتعلق بتسجيل اللاعبين.. كان ناديا الأنصار والعيزرية تقدما بشكوى لوجود لاعبين اثنين مسجلين في كشوفهما معاً، كيف حدث هذا ؟!!، ومن المسؤول؟، لا أدري، لكن ما أدريه، أن توقف مسابقة الدوري التصنيفي والفصل بين المدن أدى إلى لجوء اللاعبين إلى ذلك، الاتحاد قرر في النهاية إيقافهما 6 شهور عن اللعب، لكن السؤال، ألا يوجد الكثير من هذه الأمثلة، وهل كنا ننتظر برنامج الفيفا الجديد لترتيب تسجيل اللاعبين، ومنع هذه التجاوزات؟ .

أتفهم التداعيات الوطنية والاجتماعية لإنشاء هذه الأندية إبان سنوات الاحتلال الأولى لاستقطاب الشباب من الوقوع في شرك السقوط ووحل الانحرافات التي يخطط لها أعداء شعبنا، لكن ما لا أتفهمه وجود أكثر من ناديين وثلاثة على أقل من كيلو متر واحد، والأمر واضح في مدينة غزة وغيرها، وكذلك وجود مثل هذه الأعداد في القرية والبلدة الواحدة في الضفة الغربية.

إن وجود هذا الكم من الأعداد أمر صحي، إذا ما وضعت الأسس الكفيلة لترتيب عملها، بحيث تقوم بالدور الحقيقي المقامة من أجله في تفعيل الجانب الاجتماعي الذي أسست من أجله، وفسح المجال أمام أسرنا وأطفالنا لقضاء أوقاتهم في أماكن مسلية ومفيدة، فضلاً عن تفعيل ألعاب الظل الرديفة، والزائر إلى هذه الأندية يستطيع أن يدرك اقتصار الكثير من هذه الأندية على لعبة كرة القدم، وبعض الألعاب القليلة، إلى جانب غياب فرق الأعمار السنية حيث ينصب الاهتمام على الفريق الأول في الغالب.

إن حال كرتنا ورياضتنا تحتاج إلى وقفة حقيقية مع الذات، وتشخيص مواطن الضعف ومكامنه ووضع العلاج القادر على تجاوزها والحد من سلبياتها، ولا اعتقد أن تشكيل لجنة هنا أوهناك هي البلسم الشافي المنتظر من قبل جماهيرنا المتطلعة إلى تحرك فاعل وحقيقي يستنهض الهمم والعزائم، وما أصاب اللجنة التحضيرية المشكلة لتولي مهمة عمل اللجنة الأولمبية عنا ببعيد، فهل أدركنا المعضلة، أم لا زلنا ننتظر وفد الفيفا القادم ليحسم لنا أيضاً الهيئة العمومية، إلى جانب ما سيبحثه من قرار لحل الاتحاد وتجميد أرصدته المالية، والمناكفات المتواصلة التي لن تفيد كرتنا إلا تراجعنا.