السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الاسرى والمحررين: معاناة الأسرى تتضاعف خلال فصل الشتاء

نشر بتاريخ: 20/01/2008 ( آخر تحديث: 20/01/2008 الساعة: 12:55 )
رام الله- معا- أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين ان وتيرة معاناة الأسرى متصاعدة في كافة سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي، وعلى مدار فصول السنة المختلفة، إلاَّ أنها تتفاقم أكثر في فصل الشتاء عن غير من الفصول الأخرى.

وناشدت الوزارة في بيان وصل "معا" نسخة عنه منظمة الصليب الأحمر الدولية الى ارسال مندوبيها على وجه السرعة لزيارة السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، لا سيما تلك التي تقع في المناطق الصحراوية ، او في شمال البلاد ، للإطلاع عن كثب على أوضاعهم المأساوية ، وحجم معاناتهم خلال فصل الشتاء ، في ظل موجة البرد الشديدة و انعدام أدوات التدفئة، وشحة الأغطية والملابس الشتوية، وغياب الرعاية الصحية.

وأوضح مدير دائرة الإحصاء بالوزارة عبد الناصر عوني فروانة ، أن طبيعة غرف السجون وعدم دخول الشمس اليها ، وارتفاع نسبة البرودة والرطوبة فيها ، وتلف خيام المعتقلات ، والنقص الحاد في الأغطية والملابس الشتوية ، في ظل شحة زيارات الأهل وعدم السماح لهم أو للوزارة والمؤسسات الحقوقية بادخال الأغطية والملابس الشتوية ، كل هذا يؤدي الى تفاقم معاناتهم ويعرضهم للإصابة بأمراض عديدة.

وأضاف فروانة ان تصاعد الإعتقالات ، وزجهم في السجون والمعتقلات يفاقم من الأزمة ، خاصة في الأقسام الجديدة التي يتم افتتاحها لإستيعاب المعتقلين الجدد في بعض المعتقلات كالنقب وعوفر ومجدو أو في حوارة وبتاح تكفا.

واشار فروانة ان ادارة السجون توفر لهم جزء بسيط من الأغطية، فيما يتكفل الأسرى القدامى من جمع الباقي من بعضهم البعض وتوفيره للأسرى الجدد، وبالتالي تتفاقم الأزمة والمعاناة وتعرض حياتهم للخطر ، لافتاً الى ان موجة من البرد الشديد القارس تضرب البلاد منذ عدة أيام ، وان درجة الحرارة انخفضت في بعض السجون والمعتقلات الى تحت الصفر ، وتوفي على اثرها عدد من المواطنين في انحاء مختلفة من البلاد.

وأعرب فروانة عن قلقه على حياة الأسرى عموماً ، حيث انتشار أمراض البرد والشتاء المختلفة ، لا سيما امراض العظام والروماتيزم والتهابات المفاصل وآلام الظهر، والأمراض الصدرية خاصة الإنفلونزا والرشح والتهاب الحلق ونزلة البرد وغيرها، بالإضافة للأمراض الجلدية حيث شحة المياة الساخنة للإستحمام ، في ظل افتقار السجون للرعاية الطبية وعدم توفر العلاج اللازم، والغذاء المناسب أيضاً ، مما يؤدي الى سرعة العدوى وانتشار المرض فيما بين الأسرى ، خاصة وان الغرف تعاني من الإكتظاظ الشديد، وقد تتفاقم تلك الأمراض وتصبح مع الوقت مزمنة ومستفحلة ويصعب علاجها.

ووصف فروانة أوضاع المعتقلين الذين يقبعون في الخيام بالمأساوية ، حيث أن تلك الخيام غير محمية من البرد والمطر ، وممزقة وتالفة ، تسمح بتسرب المياه والهواء البارد لداخلها ، مما يؤدي في أحياناً كثيرة الى اتلاف ملابسهم وحاجياتهم الخاصة ، أو يجعل ملابسهم وفرشاتهم مبللة.

واسترشد بشهادة أحد المعتقلين في معتقل النقب الصحراوي ، حيث أفاد أنهم وفي بعض ليالي الشتاء السابقة لم يتمكنوا من النوم نتيجة قسوة البرد الشديد ، وعدم توفر ما يمكن أن يحميهم منه ، وفي أحسن الأحوال يتمكنون من النوم لسويعات قليلة.

وأشار فروانة ان ادارة السجون لا تكتفي بذلك ، بل تعمد الى اتباع وسائل قمع تُزيد من معاناتهم ، كاقتحام الخيام ليلاً واجبارهم بالجلوس في العراء في ظل قسوة البرد والمطر أحياناً ، ولساعات طويلة بحجة التفتيش، بالإضافة لحرمانهم من المياه الساخن للاستحمام أو الوضوء، وفي احيان عديدة عاقبتهم بسحب الأغطية التي دخلت في وقت سابق عن طريق الأهل أو المحامين.

واكد وزيرالأسرى اشرف العجرمي ان وزارته في اتصال يومي مع مصلحة السجون الاسرائيلية والمؤسسات المعنية، لحل الاشكالات المتراكمة والبحث في تحسين الظروف الحياتية اليومية للاسرى موضحا ان الاتصالات تحقق تقدماً ايجابياً.

وكشف فروانة ان وزير الأسرى ووفد مرافق له من الوزارة ، يقوم بزيارات تفقدية لكافة السجون والمعتقلات والإلتقاء بالأسرى والإطلاع عن كثب على اوضاعهم والإستماع لمشاكلهم واحتياجاتهم خاصة في فصل الشتاء ، من أجل العمل على حلها، وكان آخرها زيارة سجني نفحة وريمون يوم الأربعاء الماضي، وبئر السبع واهلي كيدار في اليوم التالي.

وناشدت الوزارة كافة المؤسسات الإنسانية للتدخل والضغط على حكومة الإحتلال، لكي تسمح للأهل والوزارة والمؤسسات الحقوقية بادخال الأغطية والملابس الشتوية لأبنائهم عن طريق الزيارات ، أوعن طريق المحامين ، أو عبر منظمة الصليب الأحمر.

واعتبر فروانة أن استمرار هذه الأزمة دون حل، يعني استمرار الخطر على أوضاع الأسرى الصحية ، وعلى حياتهم بشكل عام، متساءلاً كيف يمكن للأسرى تجنب معاناة البرد القارس ومقاومة فصل الشتاء وآثاره وتجنب أمراضه، في ظل افتقارهم لأدوات التدفئة والأغطية والملابس الشتوية والرعاية الصحية وغيرها ؟ في وقت نعاني فيه ونحن خارج السجن، من موجة البرد وآثارها رغم توفر ما يفتقر له الأسرى في هذه الظروف !! مما يستدعي التحرك الجاد وتكثيف الجهود وتوحيدها لانقاذ أسرانا قبل فوات الأوان.