الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤسسة عرفات تمنح جائزة الانجاز للشيخ حسين والبطريرك صباح

نشر بتاريخ: 10/11/2017 ( آخر تحديث: 10/11/2017 الساعة: 22:16 )
مؤسسة عرفات تمنح جائزة الانجاز للشيخ حسين والبطريرك صباح

رام الله - معا - منحت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الجمعة، مفتي القدس والديار الفلسطينية المقدسة، الشيخ محمد حسين، والبطريرك ميشيل صباح، جائزة الانجاز السنوية، التي تقدمها المؤسسة في كل عام، خلال احياء المؤسسة الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الرئيس الرمز ياسر عرفات.
وتحيي مؤسسة ياسر عرفات بشكل سنوي ذكرى رحيل الزعيم عرفات، وأقيم حفل هذا العام، في قصر الثقافة في رام الله، بحضور رسمي وشعبي كبيرين، حيث تم الإعلان عن الفائزين بجائزة الإنجاز، وهما الشيخ محمد حسين والبطريرك ميشيل الصباح.

وكان افتتح الحفل الرسمي، بكلمة رئيس مؤسسة ياسر عرفات فتح د. ناصر القدوة، والتي أكد فيها أن "جريمة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات لم تكن وفاة طبيعية، حيث تمت الاجابة على هذا السؤال المركزي عشرات المرات، وبلا شك، إسرائيل هي من قام بذلك والشواهد والبراهين عديدة وواضحة".
واعتبر د. القدوة أن ذلك لا يجب أن يلتبس مع أي بحث أمني عن عميل هنا أو هناك، قد يكون ساهم في تسهيل ذلك، مهمتنا هي إبقاء الموضوع حياً والاستمرار في المطالبة بإلحاق العقوبات بالمجرمين الذين اتخذوا القرار والذين نفذوه.
وقال القدوة إن مؤسسة ياسر عرفات عملت بكل جدية ومهنية للوفاء برسالتها والوصول لأهدافها، بالرغم من تأخر انطلاقها 3 سنوات بعد رحيل القائد الرمز ياسر عرفات.
وقال القدوة إن المؤسسة ساهمت في إبقاء الذاكرة حية وفي الاستفادة من إرث عرفات، من خلال عملية جمع مقتنياته وأرشيفه الواسع، وتنظيم ذلك والمحافظة عليه كجزء هام من الذاكرة الوطنية، الى إحياء الذكرى السنوية لاستشهاده، الى جائزة ياسر عرفات للإنجاز، إلى إدارة ضريحه، ضريح الشهيد والمحافظة عليه، الى الإنتاج الثقافي الفني المتنوع وبرامج الحوار، الى برامج دعم الطفولة والشباب والمرأة.
واعتبر د. القدوة أن متحف ياسر عرفات أهم انجازات المؤسسة، مشيراً إلى أنه بات متحف الذاكرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، الذي أصبح ومنذ افتتاحه قبل عام المؤسسة الثقافية الوطنية التعبوية الأبرز، إلى جانب إسهامه في بناء ثقافة المتحف في المجتمع الفلسطيني.
وقال د. القدوة "أمامنا بالفعل الكثير من المصاعب، وبكل صراحة فإن أوضاعنا السياسية الفلسطينية والاجتماعية ليست بخير، بما في ذلك معاناة شبابنا ومعاناة شعبنا، خاصة في قطاع غزة، وأوضاع منطقتنا العربية، حاضنة القضية الفلسطينية ليست بخير، وكذلك "الأوضاع الدولية المحيطة بنا جميعاً".
وأضاف "الأمر يحتاج ليقظة ولنهضة وعلى كل المستويات وفي كل المواقع، نبدأ بالتمسك الحاسم بهويتنا وهدفنا الوطني المركزي، فنحن أهل البلاد الأصليون، نحن أصحاب الأرض، نحن المنغرسون في الأرض والى الأبد، نحن شعب دولة فلسطين التي أعلنا استقلالها واعترف بها العالم، ونحن مع كل ذلك من ارتضى التسوية السياسية وسعى للسلم والسلام".
وأكد القدوة ان دولة فلسطين قائمة، لا يمنحنا إياها أحد، وأن هدفنا الوطني المركزي، بقوة وبلا تردد، هو إنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وإنجاز حقوق لاجئي فلسطين في العودة والتعويض.
وشدد القدوة على ضرورة البد بمواجهة جادة للخطر المركزي الذي يحيق بفلسطين، والمتمثل بمواجهة الاستعمار الاستيطاني لفلسطين، الذي يهدف إلى الاستيلاء على الأرض وتدمير الوجود الوطني الفلسطيني، مضيفاً: يجب علينا تعبئة طاقاتنا كافة في مواجهة هذا الخطر الذي يمثل جريمة حرب مركبة ترتكبها قوة الاحتلال.
وقال انه وعندما نقوم بواجباتنا، نعمل لبناء منظومة عقوبات دولية ضد المستعمرات والمستعمرين والهيئات والشركات العاملة في المستعمرات أو معها، وذلك وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني وتنفيذاً للالتزامات التعاقدية للدول، مؤكداً أنه لا بد من وقف الاستعمار الاستيطاني ودحر المستعمرين والمستعمرات، وبدون ذلك لا يوجد أفق لحل سياسي ولا لإنجاز الحقوق الوطنية.
وبشأن حل الدولتين، قال د. القدوة: نحن من أصحابه والساعين له. ونحن مستعدون للتفاوض عند ظهور أي بوادر جدية على استعداد الجانب الآخر لقبول الأساس السياسي الواضح لمثل هذا الحل، لكن استمرار السياسات والممارسات الإسرائيلية التي نراها ونعيشها، يتطلب بالضرورة العمل ليقوم المجتمع الدولي بمواجهة ذلك برفض الرفض الإسرائيلي للحل السياسي، ويكون ذلك بموقف جاد ضد الاستعمار الاستيطاني عبر تمكين شعبنا من إنجاز استقلاله الوطني، بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين وهو ما يخلق حقائق سياسية لا تراجع عنها.
وفيما يتعلق باستعادة الوحدة الوطنية، أكد د. القدوة "استعادة الوحدة الجغرافية للوطن ووحدة النظام السياسي يتطلب منا جميعاً أن يكون الأولوية المطلقة، مشيراً إلى أنه يجب علينا جميعا الاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية، التي أتاحت لنا في فلسطين فرصاً أفضل لإنجاز هذه المهمة.
وقال "ان ما نحتاجه هو الرؤية التفصيلية، والإرادة السياسية والمهنية العالية لمعالجة الأمور المعقدة الناتجة عن الانقسام الطويل، وإذا كان لنا أن نلامس الرؤية التي تجمع متطلبات استعادة الوحدة، فأظنها هي الاتفاق على إنهاء السيطرة الأحادية على قطاع غزة وحياة أهلنا هناك، وإعادة القطاع للنظام السياسي والإداري للسلطة، والاتفاق على الشراكة السياسية الكاملة بين كل الأطراف والقوى سواء كان ذلك في السلطة وحكومتها أو في منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الاتفاق السياسي على برنامج إجماع وطني للمنظمة جوهره الهدف الوطني المركزي، وآخر بسقف أقل لعمل حكومة السلطة".

بدوره، قال رئيس الوزراء، د. رامي الحمد الله إن "ذكرى رحيل ياسر عرفات تعود لتجمعنا تماما كما كانت حياته توحدنا، نحيي ذكرى استشهاد الزعيم القائد ياسر عرفات، الذي أسس مدرسة في حب الوطن وتغلب الوحدة والمصلحة الوطنية، فظل الرمز والبوصلة التي تقودنا، ولا يمكن نزعه من حكاية فلسطين، فقد عاش لفلسطين وعاشت هي به ونضاله وتضحياته".
وأضاف: لقد حمل أبو عمار ورفاق دربه قضيتنا الوطنية من خيام التشرد وحطام النكبة، ووصلوا بها لكل المحافل الدولية لإعمال حقوقنا العادلة وفي مقدمتها العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة، وصانوا الهوية الوطنية، وجعلوا من منظمة التحرير البيت الجامع والكيان الموحد، فظلت فلسطين حاضرة في الضمير الدولي، وصار لها ترسانة من القرارات المساندة وشبكة من المتضامنين والمناصرين لقضية شعبنا.
وبين أن الحكومة تعمل في الميدان لتعزيز صمود شعبنا وتطوير مؤسسات الدولة الفاعلة، بما يتطلبه ذلك من تركيز العمل في القطاع والقدس والأغوار وكل المناطق المهددة بالاستيطان، في وقت تفعل القيادة وتفعّل الحراك السياسي إنهاء المعاناة، وإنهاء التغريبة السياسية، ووضع إسرائيل أمام استحقاقاتها.
وقال: نسير على طريق عرفات بالاعتماد على إنجازاتنا الدبلوماسية وفي مسيرة البناء والمأسسة والمقاومة الشعبية السلبية، لانتزاع اعترافات دول وشعوب وبرلمانات العالم بحق شعبنا بتقرير مصيره والعيش بكنف دولته المستقلة.
وأوضح الحمد الله أن الوفاء لإرث عرفات هو الذي دفع الرئيس محمود عباس لتغليب المصلحة الوطنية والبدء بطي الانقسام، وبهذا الإطار تشكل الحكومة الذراع التنفيذي لاتفاق المصالحة، حيث شرعت ببرامج عمل لإنهاء الحصار وتحسين ظروف عيش الاهل في غزة، وفي خطوة هامة لتمكينها تسلمنا إدارة المعابر، ونشدد على أن الأساس الذي ستعمل عليه الحكومة هو حل الملف الأمني، ولهذا اتأمل أن يتمخض اجتماع الفصائل عن حل شامل لقضية الأمن في غزة.

من جهته، قال رئيس لجنة الجائزة، علي مهنا، إن لجنة الجائزة تلقت عشرات الترشيحات، التي درستها بعناية وفق نظام الجائزة، وبين أن لجنة الجائزة قررت منح الجائزة لمفتي فلسطين والديار المقدسة سماحة الشيخ محمد حسين، ولغبطة البطريرك ميشيل صباح، تقديرا وعرفانا لدورهما البارز في خدمة فلسطين والقدس.
وتقدم صباح بالشكر لمؤسسة ياسر عرفات، وقال وقفتي مع الشيخ محمد حسين لها رمز كبير، يقول إننا نسعى لواقع يكون فيه المواطن الفلسطيني إنسانا ومواطنا لا يفرق بين فلسطيني وآخر شيئا سوى كفاءته،