السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رنين تنتصر على خوفها بالمكياج السينمائي

نشر بتاريخ: 07/01/2018 ( آخر تحديث: 07/01/2018 الساعة: 13:44 )
رنين تنتصر على خوفها بالمكياج السينمائي
غزة- معا- عبد الله أبو كميل- تجلسُ رنين على طاولةٍ صغيرةٍ رباعيَّةُ الشَّكل، وتستخرج أدواتِها الفنّيَّة الّتي ابتَكرتها لِتجاري متَطلَّباتِ موهبتها، وتبدأ بمزج خَليطٍ من الموادَ التي كاْن الدَّقِيقَ عنصرًا أساسيًا في تكون المكياج السينمائي، لتمسّكَ بالعَجِينة وتبدأ بوضْعِها على ذِراع صَديقَتها والقصة من هنا..
الفنّانة رنين درويش (17 عامًا)، من سُكان مدينة غزة، طالبة في المَرحلة الثانوية، تتمثل موهِبتها في إتقان فن المكياج السينمائي، بالإضافة لمواهب أخرى كالرسم والتمثيل.
تتمثل موهبتها الفنية في تجسيد حالات البتر والجروح المستخدمة في الأفلام والمسلسلات والمسارح التمثيلية، التي تصيب جسد الإنسان وكأنها حقيقة.
تقول رنين: " كنت منذ طفولتي وأنا أخاف من الدماء والصور المرعبة، وبعد مشاهدتي في محض صدفَة فن المكياج السينمائية على مواقع التواصل الاجتماعي، قررت أن أتحدى الخوف الذي يجوبني بخوض تجربة تَعَلُمِه".
واعتمدت رنين في سقل موهبتها المشاهدة المستمرة لمقاطع التعلم على مواقع الانترنت (اليوتيوب)، فتميزت بعملها، وأصبح بعد 6 أشهر مدربة للفرق الشبابية في تعليم الخدع السينمائية.

وحول المواد التي تستخدمها في عملها بينت أن الأدوات المطلوبة والتي يعمل بها كبار المتخصصين في المكياج السينمائي كالمادة المسمى "واكس" والتي تكون كبشرة الانسان، والجلد الجاهز مع أسنان ، والدم أيضًا الذي يكون معد مسبقًا، إلا أنها غير متوفرة محليًا، فتكتفي بما تقوم بأعداده من مواد ذاتية ( ألوان وعجينة).
وأوضحت أنه من خلال وضع المادة المكونة (العجينة) على المكان المراد العمل علية في جسد الشخص يتم تشكيلها بحسب الحالة المطلوبة، وباستخدام آلة معدنية يتم تحديد ملامح الجرح واضافة بعض الالّوان المعدة مسبقًا على الجرح.
وتبين رنين أنها عندما تريد العمل على جسد شخص، تشاهد "اليوتيوب" وتتمعن في مقاطع الفيديو المصورة لمثل هذه الحالات، لكن لا تنقلها بشكل كامل وتام، بل تأخذ الفكرة وتستوحي التصميم منها وتضع بصمتها الخاصة على العمل.

وحول الصعوبات التي تواجهها في العمل أشارت إلى أن بسبب الأوضاع الاقتصادية والحصار المفروض على قطاع غزة لما يزيد عن عقد من الزمن، جعلها تفتقر لمواد المكياج المستخدم في هذا العمل، ليستجدي منها وقتًا وجهدًا طويلًا لصناعة البديل عنه.
وتابعت "عند صناعة الأدوات البديلة والبحث عن المواد المطلوبة للقيام بالعمل قد لا نجدها في الأسواق المحلية، وإن توفرت فإنها بأسعار باهظة وجودة قليلة، مما يؤثر سلبًا على إنتاج المادة".
وتطمح رنين أن تزداد معرفتها في فن المكياج السينمائي وتبادل الأفكار مع فنانين أخرين، وأن تبرز ثقافة فلسطين بهذا العمل الرائع على حد وصفها.