دون مجاملة - يكتبها محمد صبيحات
نشر بتاريخ: 02/02/2008 ( آخر تحديث: 02/02/2008 الساعة: 22:07 )
بيت لحم - معا - بانتظار بطولة اريحا ينتظر عشاق كرة القدم في بلادي، بفارغ الصبر، انطلاق النسخة الثالثة عشرة لبطولة اريحا الشتوية التي ينظمها نادي هلال الاغوار، والتي ستنطلق في الرابع عشر من الشهر الحالي. عشاق ومحبو الكرة سيجدون في مشتى فلسطين، متنفسا لهم، على مدار اثني عشر يوما، في اجواء دافئة بالمقارنة مع الجو البارد القارس الذي تشهده باقي مدن ومخيمات وقرى الوطن في فصل الشتاء هذا الاستثنائي. واعتقد، جازما، ان مدينة الموز والبرتقال ستشهد سهرات كروية رائعة عندما ستدب الحياة من جديد في استاد اريحا الدولي ومحيطه، وعندما سنشهد ذاك الاكتظاظ على مدخل الملعب البلدي بين بائعي الترمس والفستق السوداني والذرة المسلوقة. تعودنا خلال السنوات الماضية على قضاء ليال ممتعة، في اجواء باهرة ورائعة رغم طول الطريق وصعوبتها، ورغم خطورة طريق >المعرجات<، الا ان اجواء البطولة تجعل الجميع، من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب، يتجاوزون كل صعوبات الطرق الطبيعية، والصعوبات الاكثر سوءا، المتمثلة بحواجز الاحتلال العسكرية، البغيضة، كي يحيي تلك الليالي الرياضية. خلال السنوات الاخيرة، لم تتمكن الفرق الاردنية الشقيقة من المشاركة في البطولة، كما كان عليه الحال في النصف الثاني من العقد الماضي، وذلك، ايضا بفعل القيود التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي، الذي يبذل كل ما بوسعه من اجل تضييق الخناق على ابناء شعبنا، وحرمانه من ممارسة ابسط حقوقه، سواء على الصعيد الرياضي ام على اي صعيد آخر. ولكن، فان الجهود التي بذلتها الجهات المعنية في السلطة الوطنية، وتحديدا، هيئة الشؤون المدنية، قد اثمرت بالموافقة لثلاثة فرق اردنية، للمشاركة في النسخة المقبلة للبطولة، وهي فرق:- الوحدات والبقعة ومنتخب امانة عمان الكبرى، الا اذا عثر الاحتلال، ذلك من جديد، كعادته. وما من شك، ان مشاركة هذه الفرق، التي تحظى بشعبية عريضة في بلادي، وخاصة فريق الوحدات، ستزيد البطولة رونقا ومتعة، خاصة بسبب المستوى الفني الذي يتمتع به، ما يعني ارتقاء المستوى العام، برمته، لمجموع الفرق المحلية المشاركة، وهذا بالفعل ما نتمناه. ولكننا سنفتقد في بطولة هذا الشتاء، فرق الرئة الثانية للوطن، وهي الفرق الغزية، للسنة الثالثة على التوالي، وللمرة الألف، فان ممارسات الاحتلال الهمجية والبربرية هي التي تتسبب بذلك، بفعل الحصار الجائر والظالم المفروض على قطاعنا الحبيب. وجميعنا يتذكر كيف ان مشاركة فرق المحافظات الجنوبية في اكثر من نسخة، والتي كانت آخرها النسخة العاشرة التي شاركت فيها فرق شباب رفح وفلسطين، كيف انها زادت البطولة رونقا ومتعة. ومع كل ذلك، فاننا واثقون ان مشاركة الفرق الاردنية، اذا ما كتب لها ان تخرج الى النور، اضافة الى خيرة الفرق المحلية، المتمثلة بفريق النادي المنظم، هلال اريحا، ووادي النيص حامل تاج البطولة، والفرق الجماهيرية الاخرى وهي: شباب الخليل، وشباب الظاهرية، ومركز شباب الامعري، ومؤسسة شباب البيرة، وجبل المكبر ممثل العاصمة، القدس، في هذه البطولة، ان مشاركة هذه الفرق ستعوض النقص، وستملأ الفراغ الذي تسبب به غياب او بالاحرى، تغييب الفرق الغزية. وما يزيد هذه البطولة اهمية، بالنسبة للشارع الرياضي، هو انها ستملأ الفراغ الذي يتسبب به مجلس اتحاد الكرة المقال، الذي اصاب اللعبة بشلل منذ اكثر من سنتين، لعجزه عن القيام بالحد الادنى من البطولات الرسمية. وانا اتذكر كيف ان القائمين عليه لم يفعلوا شيئا، سوى الكلام، بعد ان منحوا فرصة، تحديدا على هامش النسخة الماضية لبطولة اريحا، بعد توقيع الاتفاقية بينهم وبين لجنة التنسيق، لكنهم اضاعوا سنة اخرى من عمر اللعبة دون ان يفعلوا اي شيء مفيد. وبالعودة للأمر الاهم، وهو بطولة اريحا الشتوية، لأختتم بالدعاء الى الله ان يوفق ادارة نادي هلال اريحا، بادارة البطولة بأحسن صورة، وعلى اكمل وجه، رغم ايماننا المطلق ان الكمال لله وحده.