الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المالكي: يجب مواجهة الاستعمار بالأفعال

نشر بتاريخ: 28/02/2018 ( آخر تحديث: 28/02/2018 الساعة: 15:27 )
المالكي: يجب مواجهة الاستعمار بالأفعال
رام الله- معا- أكد وزير خارجية دولة فلسطين د. رياض المالكي أن السلام وحقوق الانسان يسيران جنبا الى جنب وان انتهاك أي منهما هو انتهاك للاخر، وحماية احدهما هو حماية للسلام.
وأضاف خلال كلمة فلسطين اليوم امام مجلس حقوق الانسان وفي جلسته رفيعة المستوى الدورة 37، أنه في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بمرور 70 عاماً على اعتماد الاعلان العالمي لحقوق الانسان، فان شعبنا يتعرض ومنذ 70 عاماً الى الاضطهاد والتشرد واللجوء، ونكبة الشعب الفلسطيني منذ العام 1948، و50 عاماً على الاحتلال الاسرائيلي للارض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، عاصمة دولة فلسطين.
وقال المالكي" تتعرض القدس اليوم الى ابشع اشكال التهويد، في محاولات نزع الهوية العربية الفلسطينية عن المدينة المقدسة، وانتهاك وحرمان المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين، اصحاب الارض الاصليين من حقوقهم، وتضييق الخناق عليهم، من خلال تغيير ممنهج لهوية القدس وطابعها التاريخي والديمغرافي، وبما في ذلك زيادة المستعمرات الاستيطانية، والتضييق على أهلها بمختلف الوسائل بهدف إخراجهم وترحيلهم قسريا منها."
وأضاف" من هنا فاننا نعبر عن ادانة ما قامت به اسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، بفرض ضرائب على الكنائس واملاكها في القدس، في سابقة خطيرة، ومخالفة جسيمة للقانون الدولي وانتهاك للـ Status Quo، ولحرمة هذه الكنائس، ونعتبر هذا استكمالاً لسياساتها الاستعمارية في ارض دولة فلسطين المحتلة، والقائمة على الغاء الوجود الفلسطيني من خلال الترحيل القسري، والابعاد، والغاء وسحب الهويات، وتدمير المنازل. كما وتمارس الاضطهاد ضد ابناء شعبنا من مسيحيين لتقويض وجودهم في فلسطين، وخاصة في مدينة القدس، وذلك لتمرير مخططها لتحويل الصراع الى صراع ديني بين المسلمين واليهود، بعد ابعاد مسيحي فلسطين من ارضهم ووطنهم المقدس، وهو ما سنواجهة بقوة".
وأشار المالكي الى انتهاكات اسرائيل لحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، موجها سؤاله الى الدول" من منكم لم يشهد اعتقال الطفلة عهد التميمي، واعدام أبو ثريا من قطاع غزة بدم بارد، وغيرهم من ابناء شعبنا الصامدين!؟"، مشددا على استهداف اسرائيل وادواتها الاستعمارية لاطفال فلسطين الممنهج وواسع النطاق.
وبين" ان حقوق الانسان والسلام يسيران جنبا الى جنب، وان حماية احدهم هي حماية لكليهما، فحماية حقوق الانسان، هي حماية للسلام، وحماية السلام وثقافته هي ترسيخ لحقوق الانسان ومبادئه. وشعبنا الفلسطيني حرم على مدار سبعين عاما من حقوقه الاساسية، ومن السلام بفعل منظومة الاحتلال الاستعماري الاسرائيلي، فالسلام والاستعمار لا يلتقيان، وقد ان الاوان للمجتمع الدولي بان يفرض رؤيته للسلام القائمة على انهاء الاحتلال الاسرائيلي لارض دولة فلسطين وانجاز الاستقلال والحرية للشعب الفلسطيني".
وشدد المالكي على انه من غير المقبول ان يكتفي المجتمع الدولي بالحديث عن حل الدولتين، دون اتخاذ اجراءات وخطوات عملية للدفاع عنه.
وقال" على العالم الخروج من نطاق طرح الخيارات، الى تقديم الالتزامات، لضمان العدالة والانتصاف للشعب الفلسطيني، لان غياب العدالة في فلسطين، هو غياب العدالة في كل العالم. ففلسطين وشعبها ليسوا استثناء وحماية حقوقهم هو واجب دولي، وحقوق الشعوب غير قابلة للتفاوض بما فيها حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير."
وطالب المالكي مجلس حقوق الإنسان بضرورة العمل على الزام إسرائيل باحترام قرارات المجلس وقواعد القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة بما فيها قرار مجلس الامن الاخير 2334، مشيرا الى تنكر اسرائيل لجميع قرارات الامم المتحدة، وكما جاء في تقرير المفوض السامي لحقوق الانسان ان اسرائيل لم تنفذ اكثر من 551 توصية لمجلس حقوق الانسان.
وأكد على واجبات الدول فرادى وجماعات، واجب احترام وضمان احترام القانون الدولي. ويضع مسؤولية على الدول الاطراف الثالثة بمحاسبة سلطة الاحتلال، وحثها على مقاطعة منظومة الاستعمار الاستيطاني بما فيها مقاطعة بضائع المستوطنات، ومقاطعة الشركات والافراد، ورجال الاعمال وعدم قيامهم بعمل بشكل مباشر أو غير مباشر، مع منظومة الاحتلال، بالإضافة الى منع دخول المستوطنين غير الشرعيين الى دول العالم.
وبين المالكي أن الحالة الفريدة التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي على ارض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقيَّة، يعزز من ضرورة نقاش "حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى"، تحت بند ثابت وهو البند السابع على أجندة أعمال مجلس حقوق الانسان حتى زوال الاحتلال، وطالب بعدم الانجرار خلف المحاولات لتقويض هذا البند.
وأوضح المالكي ان نضال الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة والعودة، سيبقى مستمرا من خلال السبل السلمية، وسيبقى بندا دائما على جدول أعمال الأمم المتحدة، واختبارا حقيقيا لصدق نوايا ومبادئ دول المجتمع الدولي حتى انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتجسيد دولة فلسطين على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس والعودة للاجئين بناء على القرار 194.