القدم النسوية العربية حاجة ملحة أم لاعتبارات أخرى... بقلم/ نيللي المصري
نشر بتاريخ: 08/02/2008 ( آخر تحديث: 08/02/2008 الساعة: 10:07 )
بيت لحم - معا - لاشك أن الرياضة النسوية أصبحت ضرورة ملحة تفرض نفسها وبقوة على أرض الواقع بفعل المتغيرات في مناحي الحياة المختلفة والتوجهات نحو تحقيق الذات بشكل يرضي الجميع، فلم تعد المرأة كما كانت في السابق تمارس دور المتفرج فقط دون أن تتجرأ وتمارس حقا من حقوقها فاقتحمت الحقل الرياضي ومارست أنواع الرياضة كافة وأصبحت علما من هذه الأعلام وبريق الشهرة أضاء تاريخ معظمهن من السابقات..
ومع دعوات الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" المتواصلة للاتحادات العربية لكرة القدم بضرورة تشكيل فريق كروي نسوي كشرط لاستمرار الدعم المادي والذي يخصصه بقيمة20% من ميزانية الاتحاد المحلي وهذا ما دفع بعض الدول الى تشكيل الفريق والاهتمام به واقامة المسابقات والدوريات العربية والاسيوية من أجل ذلك،
فاليوم وبالرغم من أن الجميع مازال يعتبر كرة القدم لا تصلح سوى للرجال باعتبارها لعبة خشنة أصبحت الفتاة تمارسها وتنضم إلى الفرق والأندية ولم تعد تبدي أي اهتمام لتلك النظرة السلبية بالرغم من أن ألعاب القوى وحمل الأثقال والمصارعة من أشد الالعاب خشونة على المرأة وأخطرها من كرة القدم ولكن ليس كل ما يلمع ذهبا أمام المجتمع ، وتواصلت الجهود وسعت الدول العربية الى اعداد وتجهيز فريق كروي نسوي يمثلها في المحافل الخارجية تحت الاشراف الدولي"الفيفا" الذي يخصص جزء من ميزانيته لتطوير الرياضة النسوية والذي يعمل جاهدا على متابعة الرياضة النسوية في البلدان العربية ويطالب البلدان الاخرى التي ليس لديها فريق نسوي بأن تتجه لتشكيل فريقا يمثلها،،وبالفعل الفكرة تم ترجمتها والفرق العربية خاضت بطولات عربية وآسيوية وتنافست فيما بينها ، وها هو اليوم يتم الاعلان عن انطلاق منافسات بطولة نادي أبوظبي الرياضي الثانية لكرة القدم النسائية لسباعيات كرة القدم النسائية والتي تستمر حتى يوم 13 فبراير الجاري بمشاركة بعض الدول فيما تقام بالاردن الاسبوع القادم بطولة ميلاد القائد العربية للقدم النسوية التي تنظمها رابطة الاعبين الدوليين ويشارك فيها فريق سرية رام الله الفلسطيني، وعلي الصعيد المحلي العربي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي، منافسات البطولة الوطنية النسوية للمغرب العربي سعيا لتطوير اداء الفرق الكروية لديهم،،وها هي الكويت تستعد لانطلاق أول بطولة نسوية خليجية للالعاب الرياضية المختلفة في مارس المقبل....اذن البلدان العربية تشهد حركة نشطة للرياضة النسوية وبطولتين للاندية في عمان وأبو ظبي تقام في وقت واحد بشكل سنوي ما يؤكد على أن الكرة النسوية بحاجة الى لعب دور مهم فهى وإن كانت تعيش فترات صعبة لكنها موجودة وممن الممكن أن تنهض أكثر في حال الاهتمام بها بالشكل المطلوب،
ربما نكون أمام رؤية ضبابية لم تتضح معالمها فهناك تأييد واهتمام وحشد الهمم وحث الجهود لتطويرهذه اللعبة وعلى الطرف الآخر من الوطن العربي جمود اللعبة وقصور كبير لعدة اعتبارات اجتماعية كانت أم اقتصادية فعلى سبيل المثال لا الحصر انتقدت الاوساط السعودية مسابقة رياضية نظمتها جامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية بين فريقين نسائيين من جامعة الأمير محمد بن فهد بالخبر وكلية اليمامة بالرياض، وانتهي اللقاء بفوز فريق اليمامة 4 مقابل 3 بركلات الترجيح،وطالبت معظم الاوساط بوقف مثل هذه الالعاب، لست هنا بصدد توضيح شأن السعودية بقدر ما اوضح مدى رضى البعض عن هذه اللعبة لاعتبارات خاصة به ومدى قبول الآخرين لها،، والسؤوال الذي يطرح نفسه وبقوة هل هذا النمو للكرة النسوية في الوطن العربي جاء لحاجة ماسة لوجود لعبة كروية نسوية ترسم خارطة الرياضة النسوية أم أن تهديد الفيفا بسحب الدعم المادي الذي تقدمه سنويا لهذه الدول اجبر الجميع على سرعان تشكيل هذه الفرق.