الأربعاء: 15/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين تتوِّج بطل تحدي القراءة العربي في دورته الثالثة

نشر بتاريخ: 09/04/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
رام الله- معا- شهدت مدينة رام الله في فلسطين اليوم تتويج الطالب قسام محمد صبيح بطلاً لتحدي القراءة العربي على مستوى دولة فلسطين، متقدماً بذلك على ثلاثة عشر طالباً وطالبةً احتلوا المراكز العشرة الأولى، ممثلين مختلف محافظات ومدن وبلدات فلسطين.
كذلك، انتزعت مدرسة "بنات العودة الأساسية – بيت لحم" لقب المدرسة المتميزة على مستوى دولة فلسطين، في حين نال المعلم بسام عبدربه أحمد العدم، من الخليل، لقب المشرف المتميز على مستوى المنطقة التعليمية.
جاء ذلك في حفل كبير نظمته وزارة التربية في فلسطين بالتنسيق مع لجنة تحدي القراءة العربي بدبي، وبحضور وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الدكتور صبري صيدم، وعدد من المسؤولين ومدراء المناطق التعليمية في مختلف محافظات فلسطين ومدراء المدراس ونخبة من الطلبة المتميزين الذين حققوا مراكز متقدمة في تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى مختلف المدراس الحكومية والخاصة في فلسطين.
واستهلت الحفل الأمين العام لمشروع تحدي القراءة العربي نجلاء الشامسي، بكلمة ألقتها من دبي عبر الفيديو، أثنت فيها على الإنجاز الكبير الذي حققته طلبة فلسطين طيلة مراحل التحدي، مؤكدة بأن مشروع تحدي القراءة العربي الذي انطلق من دبي قبل ثلاث سنوات إنما تكتمل معالمه بإنجاز الطلبة والطالبات من مدارس الوطن العربي وبلاد الاغتراب.
مشاركة متميزة
وشهدت فلسطين مشاركة متميزة في الدورة الثالثة من التحدي مع تسجيل نحو 402 ألف طالب وطالبة من 2333 مدرسة من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء فلسطين، تحت توجيه 5,080 مشرفاً ومشرفة، حرصوا على متابعة الطلبة في اختيار القراءات المتنوعة ومساعدتهم في تلخيص الكتب ومراجعتها معهم.
وكانت فلسطين قد خاضت التصفيات النهائية لتحدي القراءة العربي على مستوى جميع المدارس والطلبة المشاركين على مدى يومين قبل إعلان النتائج في الحفل النهائي الذي أقامته وزارة التربية في مدنية رام الله، والذي شهد تتويج الطالب قسام محمد صبيح، من مدرسة ذكور كفر راعي، من بلدة قباطية في محافظة جنين بطلاً للتحدي على مستوى فلسطين، إلى جانب تكريم أصحاب المراكز العشرة الأولى في التحدي. وكان قسام قد أظهر تميزاً لافتاً وثقة كبيرة في النفس واستعداداً للنقاش والتحليل أبهر لجنة التحكيم، كما اتسمت قراءاته بالتنوع والشمولية ليعكس بذلك أحد أهم أهداف التحدي المتمثلة في بناء مخزون معرفي وقرائي ثري.
تفاعل كبير
أكد وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني د. صبري صيدم بالقول: "تحدي القراءة العربي صار جزءاً أصيلاً من ثقافة التأسيس لحضور دائم للمعرفة في مدارسنا، حيث نلمس الأثر عاماً بعد عام"، مبيناً بأن هذا لا يقتصر على زيادة أعداد الطلبة بل وعلى طبيعتهم، "فقد تجاوز طلبتنا الذين يشاركون سنوياً في المشروع مرحلة التعاطي مع القراءة باعتبارها هواية، ووصلوا حدّ الاحتراف، وبات للمشروع انعكاساته على صعيد تفعيل سوق الكتاب، وزيادة الإقبال على المكتبات العامة والمدرسية، وزيادة انخراط الأهل في النشاطات والفعاليات الثقافية".
وأشاد الوزير بالدور الحيوي بعيد المدى لتحدي القراءة العربي، لافتاً في هذا الخصوص إلى أن "التحدي ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية له دور أساسي يتمثل في التركيز على المنظومة القيمية، والإبقاء على الكتاب حاضراً في ظل التطور التكنولوجي، وأهم ما في المشروع تعزيز منحى الجانب المعرفي بما يؤسس له ذلك من معطيات أهمها الجانب البحثي، والاهتمام بصقل الشخصية العربية، علاوة على إتاحة الفرصة لإبراز الإبداع وتعزيز روح التنافس الشريف".
وفي ما يختص بدور تحدي القراءة العربي في غرس عادة القراءة لدى الطلبة في فلسطين، خارج المنظومة التعليمية، أكد الوزير الفلسطيني بالقول إن "التحدي زاد من عدد القرّاء كما تشير معطيات مكتبات المدارس والمكتبات العامة، إلى جانب زيادة إقبال الطلاب على معارض الكتاب، والقراءة خلال العطل الصيفية.
وأشاد د. صيدم بالمنجز الذي حققه طلبة فلسطين ومدارسها على مدى ثلاث سنوات من تاريخ التحدي، متطلعاً إلى مشاركة جميع طلبة فلسطين في التحدي مستقبلاً، ومؤكداً على حرص المؤسسات التعليمية والتربوية في فلسطين على توفير كل ما من شأنه إرساء دعائم الاستدامة. وكجزء من هذا المسعى الجديد لتحفيز أكبر قدر مشاركة في التحدي، أكد د. صيدم بأنه تم استحداث موقع وظيفي بمسمّى مشرف ثقافي في كل مديرية تربية.
من جانبها، توجهت الشامسي إلى أبناء وبنات فلسطين في كلمتها بالقول: "أنتم أبناء الأرض المباركة.. عنفوان التحدي أمام الظروف الصعبة والإقدام نحو المعرفة وفتح أبوابها بجسارة كان السمة الأبرز لوصفة النجاح خلال هذا العام في كل مناطقنا التعليمية الفلسطينية"، وأضافت: "في القدس والخليل ورام الله حراك حضاري بامتياز نحو القراءة.. من البيرة ونابلس وطولكرم حراك معرفي بامتياز نحو القراءة.. جنين وسلفيت وقلقيلية مغامرة التحدي التي لا يتصدرها إلا الشجعان.. بيت لحم وأريحا وغزة.. الإصرار من الفتيان والفتيات على التمكن بقوة من أدوات التنافسية".
وخاطبت الشامسي الطلبة بالقول: "إن استئناف الحضارة العربية التي تشكل جزءاً كبيراً وعميقاً وفريداً من الحضارة الإنسانية يجب ألا يظل أمنية الشعراء أو مرثية الخطباء.. إنها المسؤولية الملقاة عليكم أبنائي، ذلك أنه وعبر حماسكم وشغفكم بالإنجاز ستصنعون واقعاً جديداً يُحسب لكم ولمعلمي هذه المرحلة، ولقيادتكم الحريصة التي ألهمتنا الثبات بدعمها القوي لأهداف المشروع".
وتكتسب مشاركة فلسطين أهمية خاصة هذا العام، وسط حشد الجهود لتحقيق نتائج جيدة، بعدما انتزعت فلسطين لقب المدرسة المتميزة في الدورة الأولى بفوز مدرسة طلائع الأمل، وتتويج الطالبة عفاف شريف بطلة تحدي القراءة العربي على مستوى الوطن العربي في الدورة الثانية.
وكانت تصفيات تحدي القراءة العربي على مستوى الدول العربية والأجنبية قد انطلقت في 25 من شهر مارس الماضي عبر تنافس أوائل الطلبة في مدارسهم على مستوى المديريات والمناطق التعليمية في دولهم، ليتم اختيار العشرة الأوائل على مستوى كل دولة، قبل أن يخوضوا التصفيات النهائية التي تقيمها وزارة التربية في كل دولة بالتنسيق مع الأمانة العامة لتحدي القراءة العربي، لاختيار الفائز الأول في كل دولة من بين الطلبة العشرة الذين بلغوا النهائيات، تمهيداً لخوض أوائل الطلبة، أبطال التحدي، في الدول المشاركة التصفية الأخيرة التي ستُقام في دبي في أكتوبر من العام الجاري، قبيل الإعلان عن بطل تحدي القراءة العربي للعام 2018.
نحو العالمية
وشارك في الدورة الثالثة من التحدي أكثر من 10 ملايين و100 ألف طالب وطالبة من 52,000 مدرسة وبإشراف 86,555 مشرف من 44 دولة، من بينها 14 دولة عربية و30 دولة أجنبية، في أول مشاركة رسمية للطلبة العرب المقيمين في دول المهجر، على خلفية إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ختام تحدي القراءة العربي للعام 2017 الانتقال بالتحدي إلى العالمية.
هذا ويهدف تحدي القراءة العربي، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العام 2015، إلى تكريس عادة القراءة لدى النشء والارتقاء باللغة العربية كلغة فكر وإبداع، وبناء الشخصية العربية الواعية والمثقفة، وترسيخ قيم الانفتاح والتسامح والحوار الحضاري وسط الشعوب.