اختيار اسرائيل ضيف شرف في معرض الكتاب الدولي بايطاليا يثير جدلا بين مثقفين اسرائيليين وايطاليين وعرب

بيت لحم -معا - أثار اختيار إسرائيل لتكون ضيف شرف في معرض الكتاب الدولي في مدينة تورينو الإيطالية موجة جدل بين الكتاب والأعلاميين الإيطاليين والإسرائيليين والعرب على حد سواء إلى حد أن البعض دعو إلى مقاطعة المعرض الذي يعد الحدث الأكبر في عالم النشر في إيطاليا.

ويحتج المعارضون بأن إعطاء إسرائيل مثل هذا الشرف عند افتتاح المعرض والذي يتزامن مع احتفالات الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل يشير إلى تجاهل سياساتها تجاه الفلسطينيين.

يقول فينسينزو تشيبا أحد كوادر الحزب الشيوعي الإيطالي تعليقا على الدعوة: "لا يستطيع منظمو حدث على هذه الدرجة من الأهمية أن يدعو أنهم لا يعلمون ما الذي يجري في ذلك الجزء من الشرق الأوسط." وكان تشيبا من أوائل المعارضين لتوجيه الدعوة لإسرائيل.

وتوالت الدعوات لمقاطعة المعرض سواءً من الكتاب الإيطاليين أو العرب وأثارت ردود فعل مختلفة على صعيد الصحافة الإيطالية. فبعض الصحف أثارت موضوع الرقابة واخرى أشارت إلى ضرورة تقديم الأدب على السياسة.

وكان ما يقارب الثلاثين من الأعلاميين والفنانين الإيطاليين قد وجهوا رسالة يوم الخميس الماضي إلى الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو يطالبونه بترؤس افتتاح المعرض الذي تجري أحداثه ما بين 8 و12 من شهر أيار القادم وأن ينتقد أي تمييز أو عدم تقبل للمواطنين والثقافة الإسرائيلية.

لكن ذلك لم يمنع احتدام الجدل وإقحام السياسة الإيطالية في دائرة الصراع في الشرق الأوسط.

فعلى سبيل المثال، أقدمت مجموعة صغيرة من المتظاهرين تنتمي إلى إحدى الجماعات المؤيدة للفلسطينيين على إضرام النار في مكاتب تابعة لمعرض الكتاب في تورين مطالبين بإلغاء الدعوة التي وجهت لإسرائيل.

وتوعدوا بالقيام بمزيد من التظاهرات في الأسابيع التي تسبق المعرض إضافة إلى إقامة معرض مقابل "للكتاب المنفتحين على النضال الفلسطيني" وكذلك القيام بأعمال مناوئة لمعرض تورين.

وقد اقترح القيادي في الحزب الشيوعي الإيطالي فينسينزو تشيبا أن توجه الدعوة للسلطة الوطنية الفلسطينية لترسل عددا من الكتاب وتكون بذلك ضيف شرف ثان على المعرض حيث قال: "سيكون من الجيد أن يمثل المعرض فرصة للحوار والمصالحة بين الثقافة الإسرائيلية والفلسطينية."

غير ان منظمي المعرض قالوا أنهم لن يذعنوا لذلك "إذ لا بد لكل دولة أن تأتي إلى المعرض دون اعتراض من بلد آخر." وتساءل أحد المنظمين قائلا: "ماذا بعد؟ هل يعقل أننا إذا كرمنا روسيا، فيجب علينا أن ندعو جمهورية الشيشان؟ أو إذا دعونا الصين، فعلينا أن ندعو تايوان؟

هذا ولم تقتصر الدعوات لمقاطعة المعرض على إيطاليا، فقد كان من بين دعاة المقاطعة الكاتب الباكستاني طارق علي، والعالم والداعية الإسلامي طارق رمضان.

كما أن رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي قد كتب إلى اتحاد الكتاب الإيطاليين يقول أن الكتاب في العالمين العربي والاسلامي صعقوا لقرار دعوة إسرائيل كضيف شرف وأن اتحاد الكتاب في كل من الأردن وتونس ومصر قد استنكروا القرار رسميا.