الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الضفة القدس حدود الدولة سقف المعركة الجديدة

نشر بتاريخ: 12/10/2005 ( آخر تحديث: 12/10/2005 الساعة: 13:01 )
بقلم عصام الحلبي - خطوة الانسحاب من غزة ورغم اتخاذ القرار فيها من سنوات الا أن الحكومات الاسرائلية وبالاخص حكومة شارون لم ترد أن تهبها هكذا مجانا للفلسطينين , بل كان لابد من ثمن ,او نصب فخ اسرائلي للجانب الفلسطيني , وبالفعل لم يشأ شارون أن يندحر منسحبا من غزة رغم الالم الموجع الذي تسببه له , الا انه فضل وضع يده في فمه خشية وصول الصراخ لسيد تلك المرحلة في الحرب والسلم الشهيد الرمز ياسر عرفات.

الفخ الاسرائيلي الشاروني كان بث روح الفوضى والاقتتال بين الاخوة وابناء الشعب الواحد , ففي ليلة الانسحاب الاخيرة من غزة وبالتحديد من رفح بينما كانت الدبابات والشاحنات الاسرائلية تنقل افرادها وعتادها باتجاه فلسطين المحتلة عام 1948 , كانت الجرافات الاسرائلية تفتح ثغرات في السياج الفاصل بين مصر وقطاع غزة, مهيئة جو من الفوضى دفعت به في وجه السلطة الفلسطينية فاالمواطن الغزي معذورا فهو الذي مورس عليه من قبل الاحتلال الاسرائيلي منع التجول والسفر والظلم والقهر والاضطهاد وحرمان زيارة الاهل والاقارب على الجانب الاخر مع مصر , وضعته العقلية الاسرائلية التأمرية وبفعل جرافتها التي فتحت فجوات في السياج الفاصل بيننه وبين اهله واحبته .

هذا التصرف لم يكن عبثيا , بل مخططا له ومبرمج , لكن بفضل وعي شعبنا الفلسطيني وحكمة السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس , ابو مازن " تجاوز شعبنا وسلطتنا هذا الفخ ووضعوه خلفهم واصبح من الماضي , لكن شارون لايمكن أن يستسلم بسهولة فهو لاعب من الطراز المخادع والذي لايوفر حيلة ولا وسيلة في سبيل الوصول الى مأربه , فمن هنا يتوجب الانتباه واليقظة والتكاتف واللقاء والتحاور والتشاور بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية على أرضية حوار شامل ولو كان بطيئا باتجاه وضوح اكبر لمعالم الوحدة الوطنية الفلسطينية ةلشعار المرحلة, المعركة القادمة , اعلن شارون عناوينها لاانسحابات من مستوطنات الضفة الغربية , ولا انسحاب من مناطق فلسطينية في الضفة الغربية ولا تنازل عن القدس الشرقية ولا اطلاق سراح الاسرى والمعتقليين , ولا بدء بأي نوع من المفاوضات مع الفلسطينين قبل نجاحهم في تجربة غزة , اذا العدو الاسرائلي اعلن سقف معركته استعدادا للمعركة التي يرى ملامحها المقتربة نحوه .

وفي المشهد الفلسطيني اكدت السلطة الفلسطينية وبشخص رئيسها السيد محمود عباس وفي اكثر من مناسبة ان اية لقاءات او مفاوضات مع الجانب الاسرائلي سقفها دولة فلسطينية مستقلة , كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف , وعودة اللاجئين , والافراج عن الاسرى والمعتقلين من السجون الاحتلالية الاسرائلية , وقد اجمعت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية على هذه الثوابت الوطنية وقد وافقت عليها العديد من القوى الوطنية والاسلامية بعضها في العلن والبعض الاخر طلب السماح له ببقاء هذا الاقرار في طي كتمان الغرف المغلقة , وربما هذه لحسابات تنظيمية جماهيريه خاصة بهذا التنظيم او هذه القوى او تلك , ولكن هذا ليس كافيا ان نتفق كلاميا على الثوابت , بل لابد من الخروج بتصور سياسي وكفاحي نضالي شامل يؤدي الى الحصول على هذه الثوابت , وهذا لااعتقد انه ممكن دون ان نكون قد حسمنا أمر الوحدة الوطنية بشكل فعلي وليس بالكلام المنمق في الغرف والصالونات بينما في الممارسة والتطبيق الامر مختلف ومغاير كليا عن ما يحكى في هذه الصالونات والغرف والجلسات .

القدس لوحدها تحتاج لمعركة مكتملة الشروط الذاتية والموضوعية ذات الامتداد العربيى والاسلامي والاممي, وعلى جميع الاصعدة ذاتيا التسلح بالوحدة الوطنية وبوحدة المعركة وتناغم أسليبها متماشية مع متطلبات المرحلة وضروراتها وطبعا دونما تأخير فشارون وحكومته ومؤسسة اسرائيل الصهيونية هي في مرحلته المتقدمة من ترسيخ مفهومها الجديد للاحتلال والاستيطان وترسيم حدود كياها , فالجدار العنصري ما هو الا بمثابتة حدود الكيان الاسرائلي الصهيوني من الناحية الجغرافية العسكرية , والهجمة الاستيطانية ومصادرة الاراضي في القدس الشرقية ونزع هويات المقدسيين منهم وهدم البيوت هي تكريس الامرالواقع وتهجير الفلسطينين المقدسيين لصالح الكثافة السكانية الاسرائلية , والهجمة الاستيطانية الاخيرة على الاغوار الشمالية من الضفة الغربية ما هي ايضا الا تثبيت معالم هذه الكيان الاسرائلي الصهيوني الجغرافي العسكري , لان قادة اسرائيل على كامل القناعة أن استمرار احتلالهم لفلسطين امر اصبح في غاية الصعوبة والتعقيد , وعاجلا ام اجلاسوف يرغمون على الخروج مهرولين , وخاصة بعد ازدياد الوعي والاصرار الفلسطيني على المقاومة وبكافة اشكالها وبعد ان بدأ الفلسطينيون وسلطتهم الوطنية اكثر دينميكية باتجاه مراكز القرار الدولي , واستطاعوا مخاطبة المجتمع الدولي والاوربي وحتلا الامريكي الاهلي والشعبي والمؤسساتي بلغته التي يفهمها , ودون التخلي عن حقه في المقاومة .وفي ظل انحسار لابل فشل المشروع العسكري الامريكي في افغانستان والصومال والعراق والكثير من المناطق في العالم.

اذا النصر ممكن وتحقيق الحلم وتحويله لحقيقة ممكن ايضا ولكن لابد من جهد وثمن , والثمن هو وحدو وطنية فلسطينية بين جميع القوى والفصائل والحفاظ على المكتسبات والهيئات المنجزة من منظمة تحرير الى سلطة وطنية فلسطينية وان تطلب الامر اصلاحات في هذه المؤسسات فهي ممكنة ولكن من الغير المسموح به تقويض مؤسسات قدم ثمنها ومن اجلها مئات الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقليين , وفي الوطن لابد من حسم ان لاسلطة فوق سلطة القانون ولا سلاح في الشارع الفلسطيني الا سلاح السلطة , اما سلاح المقاومة فمكانته ومشروعيته محفوظة ولكن في مكانه وزمانه الصحيح , اما سلاح الاستعراض والمزايدة والتشبيح فهو سلاح تخريب وفوضى واستقواء وشللية وعصبية جاهلية ليس له مكان بين شعبنا المناضل الذي لم يبخل بالغالي والنفيس من اجل الوطن وحريته , والاجماع على رؤوية سياسية موحدة تجاه ما نريد واتجاه ثوابتنا , ولابد من تطوير خطابنا السياسي والاعلامي الخارجي وتفعيله , وسنجد انصر حليفنا ان نحن اتدنا على قلب رجل واحد حول هذف معلن واحد ولا يهزمنا شارون ولا دباباته وطائراته ولا جنوده النازيين .