السبت: 17/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

رأي أخر وردة أريحا رقم(13) ***بقلم / فتحي براهمة

نشر بتاريخ: 13/02/2008 ( آخر تحديث: 13/02/2008 الساعة: 17:09 )
بيت لحم - معا - ليس مجرد صدفة أن يتزامن انطلاق مباريات بطولة أريحا الشتوية (13) اليوم مع هوس الملاين بإحياء عيد الحب والذي يحتفل فيه بالرابع عشر من شباط من كل عام ، و ينتظره العشاق والمحبين والوجدانين والرومانسيين بشغف لافت يعكس تفاؤلهم بالحياة رغم كثر منغصاتها ويرمز للأمل وديمومة الود ، وكذلك حال بطولة أريحا الشتوية الثالثة عشرة التي ينتظرها عشاق الرياضة الفلسطينية بشغف غير مسبوق ، فالبطولة فيها من المعاني الرياضية والإنسانية والإعلامية والاجتماعية والسياحية ما لايمكن حصره أو وصفة ، خاصة أنها ومنذ عام 2000 تأتي في ظل مواسم رياضية فلسطينية تعاني الفقر والجدب وشح الانجازات على الصعد المحلية والعربية والأسيوية ، وتواصل المعاناة الناجمة عن الظروف الحياتية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها شعبنا ، لتشكل البطولة الشتوية متنفسا لكل الرياضيين بل وفرصة للزملاء الاعلامين لتحريك القدرات الراكدة في أدمغتهم
وإذا كان البعض يرى بان الرقم (13) هو مثار تشاؤم وتردد ، فان الحال في أريحا مختلف كليا والسبب أن أمال الأهل والأحبة من أبناء المدينة وكل مدن فلسطين وقراها وبلداتها ومخيماتها ترى في البطولة فرصة نادرة لرؤيته الأحبة القادمين من الشرق من عرين الأردن الشقيق ، لتكتمل الفرحة وتصبح فرحتين الأولى لقاء من تعلقت قلوبهم بالوطن الجريح والثانية أنها تعيد للملاعب الفلسطينية البسمة والفرح والأمل المرجو من ممارستنا للرياضة
فالحديث عن الرياضة والحب يأخذنا إلى عمق الخيال اللامتناهي عن الجمال والعشق لما هو كل جميل ، لأنة من الصعب على المرء أن يعرف قيمة جمال الخضرة والطبيعة ما لم يتعمق في متاهات الصحراء القاحلة ، رغم أن للصحراء ورودها وزهورها فهناك في خصوصية الصحراء البيئية ما يسمى بوردة (الرمال أو الرياح) والتي تدفن أغصانها في عمق تربة الصحراء باستثناء بعض أطرافها والتي تمثل شريان الحياة لها عبر امتصاص أشعة الضوء وتحويلها إلى جميع أجزاء الوردة ، ما يجعل لها قيمة الذهب المدفون في عمق الأرض والذي لايقدر احد على التقليل من قيمته ، ولان الحديث يقود إلى أحاديث متشعبة وذات دلالات مختلفة ، فان الحديث عن بطولة أريحا يقود إلى ذكر وردتها المتميزة هذه الوردة والتي تشكل مصدرا هاما من مصادر التنوع البيئي وجماليته في اخفض بقاع الأرض ، فأضحت وردة أريحا لما لها من مزايا فسيولوجية من أشهر الورود التي تباع في العالم وتحديدا في هولنا ، هذه الوردة والتي لها مايشبة الذراع هي وردة ذات فلقتين تنغلق وتتفتح في أوقات مناسبة لتنثر بذورها في محيطها لتتجدد دورة الحياة وتنبت اشتالا جديدة لتتواصل الحياة ، وهكذا هي بطولة أريحا الشتوية المتواصلة منذ انطلاقتها الميمونة والتي كانت حلما صغيرا فأصبح أمرا واقعا وانجازا ريحاويا مشتركا للجميع ، لذا من الواجب أن نسدي المعروف لأهلة ومن يستحقه ، ولزاما علينا أن نقدم وردة أريحا بكل تواضع واحترام وتقدير واعترافا بالجميل لروح الرئيس القائد الشهيد أبو عمار الراعي الأول لانطلاقة البطولة ولكل من الأب الروحي للنادي محمد مرعي ولروح إياد فرح الذي كان ساعيا لبريد الفرح في البطولات الماضية يحمل في جعبته رسائل البشرى للأهل والأشقاء شرق النهر لهم الرحمة والمغفرة ، وأيضا وردة للدكتور صائب عريقات وللمحامي حسن صالح ووزارة الشباب ولاتحاد الكرة وللإعلام الرياضي وللجمهور الكبير الذي منح البطولة الحب والوفاء والثقة ولأسرة الهلال إدارة وجمهور ورياضيين ولكل الأندية الشقيقة من غزة هاشم والضفة الغربية الاحترام والتقدير لتعاونها وحرصها على المشاركة ، وكل الورود العطرة لكل الأهل والأحبة شرق النهر والذين كان همهم على الدوام تغليف البطولة برونق الحب والنجاح وأنزيمات الاستمرارية والتطور وكل بطولة والجميع بخير