السبت: 17/05/2025 بتوقيت القدس الشريف

محافظة الخليل برياضييها = صفر انتخابى بقلم : ابراهيم مخامره

نشر بتاريخ: 15/02/2008 ( آخر تحديث: 15/02/2008 الساعة: 09:09 )
بيت لحم - معا - بعد نجاح مركز الإحصاء الفلسطيني الأخير، أشارت المعلومات الواردة أن عدد سكان الوطن" 3761646" نسمه, وان مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة "6055 كم2" منها 365كم2 في غزة , وبقراءة أولية الى محافظة الخليل نجد أن مساحة المحافظة 797كم2 أي ما يعادل 16.3 % من مساحة رئتي الوطن وضعف قطاع غزة . كما يشكل عدد السكان 16.5 % من إجمالي عدد السكان ناهيك عن باقي المؤشرات الإحصائية المتعلقة بالشباب عامة .
ان ما قادني الى عرض هذه المؤشرات هو الواقع المظلم للمحافظة على صعيد الخدمات والإعانات والمشاريع بشكل عام وعلى وجه الخصوص في مجال العناية بالشباب والرياضيين منهم ، أسوة بباقي المحافظات , وهنا اجزم بالقول ان "16.5 % " من سكان الوطن تتجاوز نسبة الشباب منهم 65% تم إسقاطهم بالشكل الفعلي من أجندة الهيئات الرياضية الفلسطينية وتم تهميشهم الى حد الشعور بان المحافظة تم إسقاطها من خريطة الوطن .
ندرك ان هذه المحافظة بكل طاقاتها وإمكانياتها وقدراتها بنظر الجميع لا تخرج عن نطاق أنها فقط تشكل "صفر " انتخابي لا أكثر, ويتم التعامل معها فقط في مواسم تشكيل نسيج الهيئات القيادية , بمعنى انه يتم النظر الى سكانها كأفراد لأقليات يمكن استغلالهم من قبل متعهدي الأصوات في أي دورة انتخابية , وليس لهم أي حق حتى في المواطنة . وهو التفسير الضمني بغض النظر عن الشكليات والتصريحات وخلافه, ولو كانت غير ذلك لاختلفت منهجية التعامل مع المحافظ ولوجدنا أنها تأخذ حيز في أولوية الأولويات في مراكز القرار الحكومية والأهلية وفي الخدمات وبالأخص في المجال الرياضي .
ان الغريب في الأمر هو الإحجام عن الاهتمام بمتطلبات الوسط الرياضي في المحافظة حتى وصل الأمر بعدم الاكتراث بمبادرات هيئات الحكم المحلي " بلدية الخليل , بلدية يطا , بلدية دورا ، بلدية الظاهرية " على الرغم من استعداد رؤساء البلديات في التعاون والمشاركة الى ابعد الحدود في سبيل تطوير وإنشاء بنية تحتية رياضية , ومبادراتهم مشهودا لها على هذا الصعيد لأنهم في الحقيقة رياضيين مخضرمين ومعروفين ويشكل شغلهم لهذة المناصب فرصة ذهبية اذا ما احسن استغلالها واخص كافة رؤساء البلديات وعلى رأسهم اللاعب والمربي والرياضي خليل محمد يونس المخامرة والرياضي المعروف بجهوده وإخلاصه للرياضة الفلسطينية والساهر على دعمها دوما الأستاذ ماجد العسيلي ولا استثني أي رئيس من رؤساء بلديات المحافظة من مخيم العروب مرورا بحلحول وصولا الى الرماضين , كل هؤلاء الرياضيين وصلوا الى مرحلة الترديد سويا لمقولة الشاعر " لقد أحييت لو ناديت ميتا .... لكن لا حياة لمن تنادي " .
فملعب الحسين الذي يتبادل عليه التدريبات أربعة فرق لا يزال ينتظر رحمة الوعود والعهود , وإستاد رياضي للمحافظة ما زال في مرحلة حلم الهلوسة , وملعب الشهيد وفا المعتمد من قبل الاتحاد والذي يتقاسم تدريباته ثلاثة أندية وصاحب الملف الأول في الوزارة منذ عام 1996 أوصاله مقطعة , كل وعودان المسؤولين " فشنك" وهو ألان ينتظر حلم احد المرشحين للفترات القادمة , اما ملعب دورا فقد جفت عروقه من صراخ المسؤولين على المسارح التي نصبت عليه ليلقوا بخطبهم , ويكاد ملعب الظاهرية ان يختفي من خارطة الملاعب الفلسطينية لقربه الى حدود أراضي 48 وبعده عن مراكز القرار وتكاد لا تخلو منطقة من المحافظة من مظاهر الظلم ولا يأتي ذكرها الى مجرد تعبئة فراغ .
والأشد غرابة عندما نرى ان البنية التحتية حتى لكرة القدم في المحافظة لا يوجد لها أي مكانة في أجندة الاتحاد ولم يغفر لأندية المحافظة اقدميتها وعراقتها ودورها ودور جماهيرها وأصبحت هذه القضية عندما تثار في أروقة الاتحاد , لا تتعدى عن كونها موضوع عابر يتم تبريره بشتى الحجج والذرائع في اللحظة ذاتها ينكب أعضاء الاتحاد كلا من جانبه بطرح المشروع الأكثر اتساقا بالمنطقة التي يمثلها بغض النظر عن الجدوى ومدى العائد , وصل الأمر بالاتحاد الى عدم القدرة بتسويق دعوة المحافظة لوفد ألفيفا لزيارتها , ناهيك عن غياب ممثل المحافظة قهريا عن طاولة القرار وهذا الأمر حتى لم يغفر له وفي أي لحظة كان يخرج من السجن كان مجلس الاتحاد يغرقه في مشاكلهم المتراكمة وما ان يدرك الحقيقة حتى تجده قد رجع الى السجن ثانية .فيلحق النائب في ذاكرة النسيان بالمحافظة ,وحقيقة الوسط الرياضي تقول بانه مستخدما كصفر انتخابي بطريقة فظة أمر وأدهى من استخدام المحافظة برمتها , ففي المحافظة يعلم الفرد لمن صوت ام الوسط الرياضي فلا يعلم الفرد لمن ذهب صوته لان التوكيلات تم تسليمها لمتعهد او متعهدين للاتجار بها .
ان التساؤل المطروح اولا : الى متى سنبقى على هذا المنوال ؟ أقولها بصراحة متناهية ليس من قابيل النظرة الفئوية وإنما انطلاقا من المقولة " خيركم خيره لأهله " وان من ليس فيه فائدة لبيته بالقطع لا يكون فيه فائدة لوطنه او مجتمعه , فقبل أن نلوم الآخرين يجب توجيه اللوم الى أنفسنا ، وقبل ان نسأل غيرنا لنسال أنفسنا ، عن ماهية الجهد الذي بدلناه من اجل انتزاع استحقاقاتنا من أي جهة كانت ؟ وما هي مواقفنا الكامنة من بعضنا ؟ أليس من العيب ان نسمي أنفسنا قادة ومسئولين عن الوسط الرياضي في المحافظة في اللحظة التى ننكب ونلهث وراء مواقف ومصالح ودوافع اقل ما يمكن وصفها بأنها لا تليق بما نحمله من أسماء ؟ والى متى سنبقى مسخرين ومستخدمين للتبصيم فقط ؟
وأما ثانيا : اذا كان شباب ورياضيي المحافظة في طي النسيان اليوم فسيأتي يوم المحاسبة عاجلا أم آجلا وهذا الأمر ليس بخافي على احد , وهنا يحضرني توجيه سؤال الى من يهمه الأمر " أليست محافظة الخليل من تشكل "بيضة ألقبان" في النسيج الوطني العام أولا والنسيج الرياضي ثانيا.
وفي نهاية المطاف أقول لقد شبعنا خطبا , واتخمنا وعودا . ولم تعد تنطلي على هذا الوسط أي مبرر أو حجة واستحقاقات المحافظة الرياضية ستنتزع لان الحق ينتزع ولا يستجدى وان غدا لناظره قريب .