الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

نساء وزهرات دير البلح يتدفقن إلى المساجد في أول رمضان تشهده المنطقة بعد الانسحاب

نشر بتاريخ: 13/10/2005 ( آخر تحديث: 13/10/2005 الساعة: 15:19 )
غزة- معا- تعج المساجد في دير البلح خلال شهر رمضان بأعداد كبيرة من النساء والزهرات لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح التي يحرص المسلمون على أدائها في شهر رمضان لا سيما في ظل الهدوء الذي شهدته المنطقة بعد الانسحاب.

وقالت بعض نساء منطقة المحطة في دير البلح لـ "معا": إنهن منذ أن بدأ رمضان وهن يحرصن على صلاة العشاء والتراويح يوميا في المسجد ذلك رغبة منهن في كسب صلاة الجماعة والتي تعادل الركعة فيها 27 ركعة من صلاة المنفرد"، واضافت النسوة أنهن بعد الانسحاب أصبحن يشعرن بالأمان في الخروج إلى المسجد وترك بيوتهن وذلك في اختلاف واضح وشاسع عما شهدته المنطقة في السابق من القصف وإطلاق الرصاص العشوائي على المنازل من القوات الإسرائيلية حيث وجود ما كان يسمى بمستوطنة كفار داروم في المنطقة مما أفقدهن القدرة على متابعة الصلاة في رمضان في السنوات السابقة.

وفي ذات السياق قالت إحدى الزهرات (11عاما) أنهن يذهبن إلى المسجد مع أمهاتهن وأحيانا يذهبن سوياً ومنذ أن بدأ رمضان إلى هذا اليوم أكدت انه لم تفوتهن أي صلاة في المسجد مشيرات الى انهن يشاركن في المسابقات الرمضانية كل عام ويحصلن على بعض الجوائز حيث قالت إنهن يعرفن عن الدين الإسلامي أشياء جديدة لم يكن يعرفنها من قبل.

وقالت سيدة تبلغ من العمر 35 عاما :" أسير على مبدأ العلم في الصغر كالنقش على الحجر وآخذ ابنتي التي تبلغ عشر سنوات إلى المسجد لتشاركني الصلاة مجهرة بصوتي قليلاً حتى تعي ما نقول" وأشارت السيدة إلى ان ذهاب النساء إلى المساجد من شأنه أن يقوي العلاقات الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني وبين السكان والأهالي في الحي الواحد.

وفي لقاء آخر مع سيدات شرق دير البلح أعربن عن أملهن في أن يتم بناء مسجد بالقرب من بيوتهن حتى يأخذن الدروس على يد المتطوعات ممن يتبرعن باعطاء الدروس الدينية قبل صلاة العشاء في رمضان كما حدث في مساجد أخرى وحتى يستطعن تأدية صلاة التراويح طوال شهر رمضان.

وطالبت سيدة أخرى تسكن بالقرب من مسجد حديث البناء أن يتوفر فيه مصلى للسيدات ويكون له مدخل منفصل عن ذلك الخاص بالرجال أسوة بالمساجد الأخرى.

وفيما يتعلق برأي الدين بصلاة النساء في المساجد قال الشيخ عبد الكريم الكحلوت مفتي غزة لـ "معا: إنه من الخير فعل ذلك وأن نساء الرسول كن يزرن المساجد للصلاة فيها، وأضاف: "لا يوجد على المرأة المسلمة محاذير من الذهاب إلى المسجد حتى لو رغبت في تأدية الصلوات الخمس جماعة و في المسجد".

وأرجع الكحلوت عدم وجود مصلى خاص بالنساء في بعض المساجد إلى أنه ربما يكون نتيجة لقدم المسجد أو لضيق المساحة المتوفرة في المنطقة المقام عليها المسجد, مضيفا "اذا طالبت المرأة الجهات المعنية بأن يتوفر مصلى في المساجد التي تفتقر الى وجود مكان لكي تتمكن النساء من صلاة الجماعة فيه فسوف يتم تلبية ذلك لها".

وتشهد مساجد القطاع بشكل إجمالي إقبال متزايد من النساء والزهرات الصغار اللواتي يرتدين الزي الإسلامي الكامل، يتوافدن إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء ومن ثم التراويح، فيما تقبل الكثيرات على قراءة القرآن الكريم وختمه قبل نهاية شهر رمضان في جو روحاني يفرضه جمال الشهر الذي ينتظره المسلمون في بقاع الأرض بفارغ الصبر.