الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحملة الاسكتلندية تستنكر اعتذار كوربين

نشر بتاريخ: 04/08/2018 ( آخر تحديث: 04/08/2018 الساعة: 14:45 )
الحملة الاسكتلندية تستنكر اعتذار كوربين
غزة- معا- عبرت حملة التضامن الاسكتلندي مع الشعب الفلسطيني عن أسفها لاعتذار "جيرمي كوربيين" رئيس حزب العمال البريطاني عن استضافة اثنين النشطاء الداعين لمقاومة "الابارتهيد" الاسرائيلي.
وفي عام 2010، شارك كل من حملة التضامن الإسكتلندي مع الشعب الفلسطيني "SPSC" والشبكة الدولية اليهودية المناهضة للاحتلال "IJAN" في استضافة مجموعة ندوات تم إقامتها في عشر أماكن مختلفة في المملكة المتحدة وإيرلندا، وكانت هذه الندوات تحمل اسم "ليس مجددًا لأي إنسان-على التاريخ إلا يعيد نفسه" Never Again for Anyone " (بالإنجليزية).
المتحدثون الرئيسيون هم الناجي من معسكر أوشفيتز زمن ألمانيا النازية الدكتور هاجو ماير، والدكتور حيدر عيد، البروفيسور في جامعة الأقصى في غزة. تحدث الدكتور حيدر عيد في هذه الندوات عن طريق الإنترنت بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
وقام "هاجو ماي" خلال هذه الندوات، بشكل مؤثر، بوصف تجاربه التي قاساها في أوروبا التي احتلتها النازية، حيث وصف كيف قام هذا النظام بسلبه إنسانيته ومعاملته مثل الحيوانات، مضيفا "هكذا كان حال اليهود امثاله في ذلك الوقت، لقد قام ماير أيضًا بعقد مقارنات بين حياته قبل عام 1941 وبين قيام إسرائيل بنزع إنسانية الفلسطينيين من ذلك الوقت وحتى يومنا هذا".
وجادل الدكتور "ماير" في كل الندوات أن "الصهيونية هي نقيض اليهودية". تلك الصهيونية التي تقوم على برنامج استعمار استيطاني يتعارض بشكل تام مع أخلاق واحد مما اعتبره من أعظم الأديان في العالم.
ولقد تم تداول الاقتباس التالي للدكتور ماير بشكل واسع "إن الدرس العظيم الذي تعلمته من معسكر أوشفيتز هو أن أي شخص يريد نزع إنسانية شخص آخر هو شخص ليس لديه إنسانية أصلًا. إن المضطهِدين ليسوا بشرًا أيًا كان الزي الذي يرتدونه".
من ناحيته تكلم الدكتور حيدر عيد من غزة، أكبر معسكر اعتقال على سطح الكرة الأرضية حيث معظم الناس ينتمون لعائلات لاجئة كانت ضحية التطهير العرقي الإسرائيلي لفلسطين وحيث قامت إسرائيل بارتكاب العديد من المذابح على مر السنوات.
وكان حديث د. عيد في هذه الندوات بعد سنة واحدة من قيام إسرائيل بارتكاب مذبحة ضد 1400 فلسطيني. هذا القتل الجماعي الذي اعتبرت لجنة جولدستون التابعة للأمم المتحدة أنه يرقى إلى "جريمة حرب و جريمة ضد الإنسانية"، وتمت مقاضاة الجرائم ضد الإنسانية لأول مرة ضد القيادة النازية في نورمبرج بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
واقترح د. عيد ان الوحشية النازية لم تندثر مع التاريخ "لقد كان العالم مخطئا تماما عندما اعتقد أن النازية هُزمت في عام 1945. لقد انتصرت النازية لأنها تمكنت في نهاية الأمر من جعل وعي ضحاياها متأثراً بأسلوبها".
على الرغم من أن اللوبي المؤيد لإسرائيل يسعى إلى تجريم مثل هذه المقارنات، فإن مقارنة الدكتور عيد بين إسرائيل المعاصرة وبين ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي تم التكلم عنها من قبل العديد من الشخصيات السياسية البارزة في إسرائيل، بما في ذلك نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يائير جولان الذي قال في خطاب له في مراسم إحياء ذكرى المحرقة في إسرائيل عام 2016: "إنه لأمر مخيف أن نرى التطورات المرعبة التي حدثت في أوروبا تبدأ في الظهور هنا".
وتعرض اللواء جولان لهجوم مشدد داخل إسرائيل ولكن تم الدفاع عنه من قبل شخصيات بارزة، كان يُعتقد بشكل كبير أنه كان يقصد الجندي الإسرائيلي الذي تم القبض عليه بعد تسجيل فيديو له اثناء قيامه بقتل فلسطيني عاجز بالرصاص، لكنه ربما كان يفكر في القائد العسكري الذي تم تعيينه مؤخرًا الحاخام "إيال كريم" الذي نادى بفكرة اغتصاب "النساء غير اليهوديات" اذا كان هذا يرفع من معنويات الجنود أثناء الحرب بالإضافة إلى أنه نادى بارتكاب إبادة جماعية في غزة. أو ربما كان يفكر في الوزير الإسرائيلي متان فيلنائي الذي هدد الفلسطينيين بمحرقة(هولوكوست)، مستخدمًا الكلمة العبرية "Shoah".
وقال بيان صادر عن الحملة "من خلال اعتذاره وهجومه على اثنين من المدافعين عن حرية الفلسطينيين، أي معارضي الدولة القاتلة التي ترتكب مذابح ضد الفلسطينيين وتقوم بطردهم من أراضيهم، فإن كوربين لم يشجع سوى أولئك الذين يدافعون عن كل جريمة إسرائيلية ويعملون على قمع المعارضين للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها دولة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، أولئك الذين لن يتم ارضاءهم أبدًا لأنهم يكرهون فكرة وجود كوربين في شارع داوننج 10 حيث قد يرفض التحالف مع إسرائيل".
واعتبرت الحملة إن اعتذار كوربين يشجع أولئك الذين يغضون الطرف عن معادي السامية الحقيقيين من اليمين المتطرف، أولئك الذين يدعمون إسرائيل في مقابل خنق أصوات الذين ينشدون الحرية لفلسطين.
وأكدت الحملة انها "لن ترضخ للذين يحاولون تكميم أفواهنا وأفواه الكثيرين غيرنا" موكدة ان معارضة أي دولة، سواء المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو إسرائيل هو أمر قانوني بامتياز ويسهل التمييز بينه وبين ضروب العنصرية المختلفة.