الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الصالحي يدعو لطرح مبادرة فلسطينية عربية ودولية متكاملة للسلام

نشر بتاريخ: 02/11/2018 ( آخر تحديث: 03/11/2018 الساعة: 00:21 )
الصالحي يدعو لطرح مبادرة فلسطينية عربية ودولية متكاملة للسلام
رام الله - معا- اكد الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي ان الخروج من المأزق الراهن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية لن يتم الا من خلال فتح مسار محتلف وجديد للعملية السياسية، مضيفا ان هناك بعض الخطوات في هذا الاتجاه، مطالبا بتعزيزها واظهارها بصورة اكبر بحيث تتحول الى مبادرة فلسطينية –عربية ودولية متكاملة للسلام والامن في المنطقة.
واكد الصالحي ان اهداف صفقة القرن رغم عدم الاعلان الرسمي عنها تتجاوز حدود تصفية القضية الفلسطينية باتجاه السعي لترتيب الاقليم وفق اولويات المصالح الصهيو امريكية ، مؤكدا ان مواجهة هذه الصفقة من خلال الموقف الحازم والشجاع الذي تم التعبير عنه فلسطينيا في كل المحافل انما يتطلب ايضا توسيع قاعدة القوى والفئات المعارضة لهذه الصفقة وحشدها بصورة صحيحة لقطع الطريق على تمريرها او النجاح في تحويلها الى واقع مقبول عند الدول العربية او غيرها
واضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ان ذلك يتاتى من خلال التقدم بمبادرة فلسطينة عربية واضحة في هذا الاتجاه ومن خلال توسيع الجهد العربي والدولي لتحقيقها ومساندتها كمبادرة يمكن ان تشكل اختراقا للحالة المستعصية في هذا الاتجاه.
واشار الصالحي الى ان قرارات المجلس المركزي في اجتماعه الاخير بوضع صيغة خاصة للعملية السياسية عبر مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة، اضافة لرفض الدور الامريكي وقطع العلاقات السياسية ورفض الرعاية الامريكية المنفردة لعملية السلام ،والتي حتما ستفشل ايضا حتى لو كانت برعاية او بتسهيل دول اخرى مثل فرنسا او روسيا او حتى عمان.
وقال ان جوهر مبادرة من هذا القبيل يمكن ان يتلخص في العمل من اجل عقد مؤتمر دولي متعدد الاطراف للسلام والامن في المنطقة، يرتكز الى انهاء الاحتلال عن الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والى تطبيق قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص عبر مشاركة كافة الاطراف المعنية وفي مقدمتها فلسطين وسوريا ولبنان وعلى قاعدة التنسيق المشترك بين هذه الدول ومع الاطراف الدولية الفاعلة وفي مقدمتها روسيا والصين واعضاء مجلس الامن وغيرها.
وقال الصالحي ان تعزيز اهمية ومشروعية هذا الطرح والتحرك الفلسطيني بهذه المبادرة يتكامل مع ما طرحه الرئيس ابو مازن كالية دولية لحل القضية الفلسطينية بل ويطوره في اجتذاب اطراف عربية واقليمية ودولية ذات مصلحة في تحريكه امام الرفض الاسرائيلي والامريكي الذي حال دون التجاوب الفعلي حتى الان مع عقد مؤتمر دولي خاص بالقضية الفلسطينية سواء في موسكو او في باريس وعدم حصر هدف ذلك في اعادة اطلاق المفاوضات الثنائية.
واشار الى ان المؤتمر المقصود هو مؤتمر شامل يعالج ضرورات انهاء الاحتلال الاسرائيلي للارارضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتي تشمل كلا من فلسطين وسوريا ولبنان، مضيفا انه يجب انعقاد هذا المؤتمر بمشاركة هذه الاطراف وبما يكمل المحاولات التي تمت ولم تنجح لتحقيق ذلك سواء في مؤتمر مدريد او بعد ذلك قي المفاوضات الفلسطينية –الاسرائيلية او المفاوضات غير المباشرة مع سوريا او في الترتيبات الدولية للحدود اللبنانية والخط الازرق.
واكد ان تحقيق هذا المشروع يمثل المقدمة الاولى في مبادرة السلام العربية ولذلك يمكن اعتبار هذا الجهد مسارا جديا لتحقيق هذه المبادرة وفقا للترتيب الذي بنيت عليه وليس وفقا لمحاولات اسرائيل والولايات المتحدة الرامية الى تحويلها الى عملية تطبيع وتحالف مع اسرائيل.
وقال الصالحي ان هذا المسار يقوض الاستراتيجية الاسرائيلية التي تقوم على تحويل القضايا الى قضايا امنية منعزلة عن روحها السياسية وعن قرارات الامم المتحدة، مؤكدا ان ذلك يتجلى في التعامل الصهيو امريكي مع الشأن السوري عبر تجاهل احتلال اسرائيل لهضبة الجولان والبحث عن تفاهمات امنية بمعزل عن ذلك وهو ذات الامر تجاه لبنان وحصره في اطار مواجهة حزب الله،والسعي لاختزال القضية الفلسطيني عبر صيغة امنية للتهدئة في قطاع غزة،مشيرا الى ان مواجهة هذه الاستراتيجية هي في استراتيجية بديلة تربط الامن بالسلام وتربط كل ذلك بانهاء الاحتلال وبتلازم مسارات تحقيق ذلك.
وقال "ان التغيرات الاقليمية الكبيرة على صعيد المنطقة عززت من تأثير كل من اسرائيل وايران وتركيا وزادت من تراجع التأثير العربي الذي بات يكتسب طابعا دفاعيا استخداميا متعثرا، كما زاد ذلك من سعى اسرائيل الى خلط الاوراق وتحويل تناقض الدول العربية الرئيسي معها الى تناقضات اقليمية اخرى، بل والسعي من خلال ذلك الى بناء تحالفات اقليمية ودولية مركزها مواجهة ايران وتحويل الصراع في المنطقة ومعها من صراع تحرري الى صراعات اخرى".
وقال ان ذلك تجلى في المحاولات الاخيرة الامريكية لخلق ما يسمى ناتو اقليمي وهو اذا ما تم او تواصل العمل على اساسه وبالتوازي مع صفقة القرن انما يهدد باهمال القضية الفلسطينية وتركها اسيرة الامر الواقع الذي تفرضه اسرائيل وامريكا خاصة في ظل مساعي تصعيد الصراعات في المنطقة بما فيها العسكري.
واكد "ان المبادرة الفلسطينية العربية في هذا المجال ستسمح بابقاء اولوية القضية الفلسطينية على صعيد الحراك السياسي وربما تسمح باعادة صياغة حلول السلام والامن الاتية لا محالة بما يشمل معالجة القضية الفلسطينية والعربية كجزء منه ـوهي في ذات الوقت تحافظ على بقاء الموقف الفلسطيني بعيدا عن الاستقطابات المتصاعدة بل وتمكن من الاستفادة من اية مواقف تضامنية مساندة لحقوق شعبنا من كل الاطراف الاقليمية والدولية بعيدا عن صراعاتها وتناقضاتها الخاصة".
واشار الى ان المتغيرات الدولية وحدة التوازنات والصراعات باتت تتجلى على صعيد صراعات المنطقة، ومن الواقعي القول ان الازمة السورية ساهمت في كشف وابراز المتغيرات في التوازنات الدولية والتي تتجلى في تراجع حالة القطبية الاحادية وتشكل نظام دولي جديد.
وقال "ان المبادرة الفلسطينية العربية في هذا الصدد تسمح لنا بالاستفادة من هذه المتغيرات لصالح قضيتنا بما في ذلك الاستفادة من عناصر قوة ومواقف ومصالح الاطراف الصاعدة في هذا النظام مثل روسيا بشكل خاص والتي باتت لاعبا هاما ان لم يكن الاهم على مستوى ضبط الامن الاقليمي في المنطقة ،او الصين او دول الاتحاد الاوروبي خاصة فرنسا والمانيا وذلك لموازنة الانحياز الامريكي الفاضح لاسرائيل والمعادي لحقوق شعبنا".
ونوه الى "ان المبادرة الفلسطينية العربية في هذا الاتجاه تسمح باجتذاب الاطراف الدولية لعمل مشترك نحتاجه جميعا نتيجة حجم تناقضات ومصالح هذه الاطراف ذاتها من جهة ونتيجة مصالح الاطراف الاقليمية المنخرطة في هذه الصراعات من جهة اخرى".
واكد ان صيغة المؤتمر الدولي متعدد الاطراف للسلام والامن في المنطقة يمكن ان تصبح الاطار لتسوية التناقضات التي لا بد لهذه الاطراف من تسويتها عاجلا ام اجلا، بل على العكس يمكن ان تسرع هذه الصيغة في تحقيق هذه التسويات وفي ايجاد الاطار السياسي الملائم لها.
وفيما يعلق الموقف الفلسطيني الداخلي قال الصالحي ان انتقال الموقف الفلسطيني الدفاعي في مواجهة صفقة القرن الى موقف هجومي يزيد من حجم المساندة الشعبية للموقف الرسمي ويسمح باطلاق المبادرة الاوسع لطاقات الشعب الفلسطيني الابداعية في هذا المجال بما فيها استنهاض العلاقات الرسمية والشعبية على مستوى الاتحادات والاحزاب والمظنمات الدولية لدعم الشعب الفلسطيني.
واشار الى ان ذلك قاعدة اسيزيد من لتحالفات الفلسطينية الداخلية واستعادة وحدة عمل قوى منظمة التحرير الفلسطينية مع بعضها بل وحتى توسيع ذلك مع قوى المعارضة الفلسطينية التقليدية، بالاضافة الى الجهاد خاصة ان هذه المبادرة تقوم على التنسيق المشترك مع سوريا ولبنان
وقال ان هذه المبادرة تقطع الطريق وتعزل اية اوهام من قبل قوى سياسية او اجتماعية للانخراط بصورة مباشرة او غير مباشرة في صفقة القرن كما انها تعطي زخما سياسيا اكبر لانهاء الانقسام وللبرنامج السياسي الفلسطيني الذي اكدت عليه الاتفاقات الفلسطينية ووثيقة العمل الوطني.
واكدان اعتماد مبادرة فلسطينية-عربية من هذا القبيل تسمح بالانتقال من حالة الدفاع الى الهجوم السياسي وتحت مظلة استراتيجية واسعة في مواجهة المشروع الصهيو امريكي التصفوي للقضية الفلسطينية وللقضايا العادلة لدول وشعوب المنطقة.