الثلاثاء: 30/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاهد- "ضربني وبكى سبقني واشتكى"

نشر بتاريخ: 27/12/2018 ( آخر تحديث: 27/12/2018 الساعة: 18:03 )
شاهد- "ضربني وبكى سبقني واشتكى"
القدس- تقرير معا- في أحد أزقة حي بطن الهوى ببلدة سلوان، وبينما كان الفتى حمزة زهير الرجبي يجلس أمام منزله مع عدد من أصدقائه، مّرت إحدى المستوطنات من أمامه، ثم اقتربت منه وبدأت بتوجيه الشتائم له وصفعته على وجهه، وانسحبت من المكان بحماية من حراسها المرافقين لها، تاركة الفتى في حالة ذهول لما جرى معه.
وما هي دقائق معدودة حتى تم اقتحام منزله واعتقاله بحجة "الاعتداء على مستوطنة"، رغم أن الاعتداء الذي قامت به المستوطنة وثقته إحدى كاميرات المراقبة في الحي.
ما جرى مع الفتى الرجبي في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، حيث تنتشر البؤر الاستيطانية فيه، يلخص ما يعانيه سكان الحي المتمسكون بمنازلهم وأراضيهم رغم ما يواجهونه من استفزازات وملاحقة وتنكيل يومي.

المواطن كايد الرجبي- أحد سكان حي بطن الهوى- قال: "في سلوان لا يقتصر الأمر على تسريب المنازل من بعض ضعاف النفوس، فنحن نعاني من تبعات ذلك في كل مناحي الحياة، فتسريب المنازل يعني أن يكون المستوطن "جارنا"، يوجه لنا الاهانات اليومية والاستفزازات بدعم من حكومته".
وأضاف الرجبي، "في حي بطن الهوى هناك عدة بؤر استيطانية وقد ازادات خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وأصبح يحق للمستوطن ما لا يحق لغيره، فقد يغلق الطريق ويمنعنا أحيانا من الوقوف أمام منازلنا أو المرور عبر طريق معين لفترة من الوقت بحجة "تصليحات أو انزل حاجيات"، أما في الأعياد اليهودية فتقام الحفلات والمسيرات والصلوات بعد تحويل أحد المنازل إلى كنيس، فيتحول الحي إلى ثكنة عسكرية، ويتم توجه الشتائم لنا من قبل المستوطنين المحتفلين وعندما نتوجه بشكوى لأفراد الشرطة المتواجدين في الحي أو حتى في المركز لا نجد آذانا صاغية".

وذكر الرجبي انه في إحدى المرات تعرض للتهديد من قبل احد الضباط لتقديمه شكوى ضد مستوطن كان يحاول الاعتداء عليه ووجه الشتائم له أمام الضابط".
من جهتها قالت المواطنة سعاد أبو رموز من سكان الحي: "بطن الهوى كغيره من أحياء مدينة القدس الشرقية، يعاني سكانه من الاكتظاظ وعدم وجود الملاعب والساحات العامة والمتنزهات وأضف الى ذلك (زرع) المستوطنين وحراسهم بين المنازل".
وأضافت: "لا أمان لأطفالنا إذا خرجوا للعب أمام منازلهم، فهم يتعرضون للضرب والاعتقال ويفرض عليهم الحبس المنزلي لأسباب وذرائع مختلفة بهدف "تسهيل حياة المستوطنين في الحي".
وأكدت أبو رموز أن حراس المستوطنين والمرافقين لهم خلال تنقلهم في الحي وشوارعه، مسلحين بالأسلحة الحديثة، ينعكس سلبا على نفسية أطفال الحي.
وأضافت أبو رموز: "يوميا تتعطل حياتنا في ساعات الصباح وبعد الظهر بسبب وقوف حافلة نقل طلاب المستوطنين من والى مدارسهم، حيث تتعمد الوقوف في منتصف الطريق وتعطيل كل من يقف خلفها".

ولفتت أبو رموز إنها تعرضت وشقيقها في شهر أكتوبر الماضي للاعتقال بحجة الاعتداء والتعرض لمستوطن، علما انه هو من قام برش غاز الفلفل باتجاههما وباتجاه أطفال الحي.
وأشارت أبو رموز الى المعاملة الخاصة التي تقدمها الدوائر الإسرائيلية للمستوطنين، فقد باشرت بلدية الاحتلال مؤخرا بأعمال ترميم للبنية التحتية في احد شوارع الحي بعد تقديم المستوطنين طلباً لذلك، علما أن سكان الحي طالبوا ومنذ أكثر من 40 عاماً بذلك الترميم دون جدوى.
ولا تقف معاناة الأهالي عند حد الاعتداءات اليومية، بل ان شبح التشريد يواجه حوالي 70 عائلة من سكان الحي، بحجة أن الأرض المقامة عليها منازلهم تعود لليهود اليمن، خاصة بعد أن ردت المحكمة العليا التمساهم المقدم من قبلهم ضد قرارات إخلائهم من الحي.