الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تفاصيل غرق مركب على السواحل اليونانية يرويها احد الناجين

نشر بتاريخ: 19/01/2019 ( آخر تحديث: 20/01/2019 الساعة: 00:34 )
تفاصيل غرق مركب على السواحل اليونانية يرويها احد الناجين
غزة - معا- تفاصيل موجعة عن حادثة الغرق والتي ادت الى وفاة "شهيد البحر " الشاب حسام ابو سيدو والذي كان على متن مركب يقل ٤٠ مهاجرا اغلبهم من قطاع غزة ومخيم المية ومية من لبنان والذين ثم انقاذهم عندما تركهم القبطان ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم.
القصة بدأت مع قرار الكثيرين من شباب غزة خاصة من الخربحين والكفاءات الهجرة الى تركيا هربا من الوضع الاقتصادي الصعب و السفر بطرق غير شرعية الى بلاد تستقبلهم وتوفر لهم حياة كريمة.
احد الناجين من غرق المركب المحامي علي حسن جبريل من مخيم البريج وسط قطاع غزه يروي تفاصيل عن الحادثة من خلال اتصال هاتفي وكيفية إنقاذهم
يقول في بدايه رحلاتنا تحركنا من منطقه تبعد 250 متر عن ازمير على متن قارب مطاطي صغير تابع لمهربين اتراك لا يتسع من 5/10 أشخاص ولكن كنا على متنه ما يقارب ال 40 شخص مفابل ٥٥٠ دولار للراكب من ضمنهم اطفال ونساء بهدف وصولنا بسلام الى السواحل اليونانية حسب الاتفاق مع قبطان المركب من المهربين الاتراك
وأضاف أنه بعد ربع ساعه من مغادرتنا تركيا وركوبنا المركب والسير بنا إلى وسط البحر وقبل المياه الاقليميه وعلى بعد أكثر من عشرات الكيلو مترات من السواحل اليونانية وإذ بقبطان المركب دون سابق إنذار يغادرون المركب ويتركوننا لوحدنا وحاولنا الاستغاثة من قبل البحرية التركية ولكن دون جدوى
ويروي المحامي جبريل الذي ارغمته الظروف الصعبة لترك غزة من أجل البحث عن مصدر رزق في الخارج أنه بالرغم من حالة الهلع والخوف والصراخ من قبل الأطفال والنساء وعدم وجود خبرة لسياقة المركب
وسرعة وعلو الأمواج والرياح الشديدة وعدم معرفتنا إلى أين داهبين وسط الظلام الشديد والجو القارس البرودة الا انه وبرعاية الله دخلنا المياه الإقليمية بعد عدة ساعات
ويكمل الشاب جبريل قائلا :ما اصعبها من لحظات مرت بنا وكنا كل دقيقة نتشاهد وندعو الله ان بنجينا من الموت وفجأة بدا الموج بالارتفاع مرة أخرى و بشكل ملحوظ لدرجة انه اصبح من الصعوبة قدرتنا على التحكم بالقارب حتى اقترابنا جزيره عسكريه في جزر اليونان بعد اربع ساعات في السير في عرض البحر.
وأوضح الخريج جبريل أنه عند اقترابنا نحو الساحل حوالنا ايقاف القارب على اليابسة في منطقه معينة لنتمكن من النزول حتى تفأجنا بالصخور الممتلئه بالمكان وحاولنا الابتعاد عنها ولكن دون جدوى مما أدى الى ارتطام المركب في الصخر و تضرره وسط حالة من الصراخ والخوف وهذا ادى الى سقوط عدد من الشباب في البحر ولكن بحمد الله تمكنوا من الوصول الى اليابسة.
وأكمل " بقيت انا وبعض المهاجرين الاطفال والنساء على سطح المركب حتى أتت موجة قويه ادت الى قلب المركب واغرقنا في البحر ولكن وبرعاية من الله تمكنا من انقاذ النساء والاطفال وربط المركب لاخذ اغراضنا."
وقال "وفجاه بعد خروجنا فقدنا الشاب حسام ابو سيدو وبدانا في البحث عنه في الجزيره ما يقارب الساعتين لحين قدوم عددا من الجيش اليوناني والذي اصطحبنا الى مخيمات خاصه باللجوء وابلغناهم عن فقدان شاب والذي بدأ في البحث عنه من خلال طائرات الهليكوبتر وخفر السواحل وبعد 7 ساعات تم العثور على جثه حسام و من خلال تشريح الاطباء للجثة تبين ارتطام راسه بالصخر"
واردف المحامي على قائلا : انه تم اخذنا الى مكان للايواء واخذ المعلومات الشخصيه والجوازات واكد ان ان الوضع صعب جدا وأنه لم يتم التواصل لحتى الان معنا من قبل اي جهه فلسطينيه خاصة سفارتنا في أثينا
وأفاد أنها سيتم دفن جثمان حسام ابو سيدو في جزر اليونان لعدم تلقي السلطه الفلسطينيه مناشدتنا من أجل دفنه في قطاع غزه ومطالبة السلطه اليونانيه 5000 دولار من عائلته من اجل ارسال جثمانه.
وواصل حديثه قائلا : انه لم يتم التواصل معنا من قبل سفاره دولة فلسطين وقمنا بجمع 1000 يورو من المهاجرين داخل المخيم ثمن القبر الذي طالبت به السلطات اليونانيه.
ومنعت السلطات اليونانية بالقوة عشرات الفلسطينين من الوصول للمستشفى الذي وضع فيه جثمان الشهيد ابو سيدو دفنه. وأفاد أن السلطات اليونانية طلبت من حضر للمستشفى العودة إلى مخيمهم بسرعة.