السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الزعنون: فلسطين والقدس أمانة في اعناق الامة العربية

نشر بتاريخ: 04/03/2019 ( آخر تحديث: 04/03/2019 الساعة: 13:41 )
الزعنون: فلسطين والقدس أمانة في اعناق الامة العربية
عمّان- معا- طالب رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون الاتحاد البرلماني العربي التمسك بقرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية التي تحرم كافة أشكال ومستويات التطبيع العربي مع دولة الاحتلال قبل انسحابها الكامل من الأراضي المحتلة منذ 1967، وحل قضية اللاجئين حسب القرار 194.
واكد ان أي نوع من التطبيع ينتهك تلك القرارات، ويضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
وقال الزعنون في كلمته امام المؤتمرالـ29 للاتحاد البرلماني العربي الذي يجتمع في العاصمة الأردنية عمّان اليوم وغد، تنحت عنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، إن فلسطين هي أمانة في أعناق الأمة العربية قادةً وشعوباً، فيها القدس درّة فلسطين، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وفيها كنيسة القيامة، وكنيسة مهد السيد المسيح.
ودعا الزعنون البرلمانات العربية حث حكوماتها لتفعيل شبكة الأمان المالية التي أقرتها القمم العربية لدعم شعبنا ومؤسساته الشرعية لمواجهة العقوبات الاقتصادية والحصار المالي الأمريكي على الشعب ولمواجهة قرار حكومة الاحتلال سرقة وقرصنة الأموال الفلسطينية.
وطالب الزعنون البرلمانيين العرب التأكيد مجددا على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، تعلو على أية قضية أخرى، وتسمو على كل خلاف.
وأضاف الزعنون ان تلك البلاد المقدسة، يخوض شعبها معركة الكرامة والحرية، صامدا على أرضه، متمسكا بحقه الأزلي فيها، لن يركع ولن تنكسر إرادته مهما اشتدت عليه الضغوط، وتقلبتْ من حوله المواقف، فهو صاحب حق، وضع حياته بمستوى الموت في سبيل الدفاع عنها.
وثمّن الزعنون في كلمته مواقف المملكة الأردنية الهاشمية الثابتة تجاه القضية، بقيادة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وشعبها المناصر القوي للشعب.
وأضاف الزعنون ان المملكة الأردنية تبذل كل طاقتها وتسخر كل إمكاناتها للدفاع عن قضية العرب الأولى وعن مدينة القدس عاصمة دولتنا، وترعى مقدساتها الإسلامية والمسيحية فيها، وتضعها على سلم أولويات سياساتها الخارجية والداخلية.
ودعا الزعنون في كلمته لمواجهة الحرب العدوانية التي يشنها الاحتلال على مدينة القدس سكاناً ومقدسات، وخاصة المسجد الأقصى، وتوفير الدعم المادي لتثبيت صمود المقدسيين في مدينتهم، تنفيذا لقرارات القمم العربية، وقرارات الاتحاد البرلماني العربي.
ووجه تحية إلى أبناء الشعب المرابط في القدس عاصمة دولة فلسطين على صمودهم، والذين هبوا لكسر الحصار عن باب الرحمة في الجزء الشرقي من المسجد الأقصى المبارك والذي بقي مغلقا منذ عام 2003.
وأكد الزعنون للبرلمانيين العرب صلابة الموقف الرسمي والشعبي الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب، في مواجهة تلك الخطط المتبوعة بهذا السيل الكبير من الضغوط والابتزاز والمساومة.
وطالب الزعنون البرلمانيين العرب شدّ أزر الشعب الفلسطيني وإسناده لأنه يشكل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية في وجه مشاريع الاحتلال لإقامة دولة إسرائيل الكبرى.
واستعرض امام رؤساء البرلمانات العربية الذين يناقشون الأوضاع العربية وفي المقدمة منها القضية، ما يجري في فلسطين المحتلة، وما يحاك من خطط ومشاريع، وفي مقدمتها ما يسمى "صفقة القرن" الامريكية، لتصفية القضية وجوهرها تقرير المصير وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها مدينة القدس.
وأكد الزعنون على الموقف الرسمي الفلسطيني بأن تلك الصفقة لن تمر، لأنها مشروع إسرائيلي استيطاني استعماري هدفه الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وفصل قطاع غزة عن الوطن، وإقامة حكم ذاتي في الضفة الغربية، فهي تسقط حق الشعب بدولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتلغي حق عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وقال الزعنون ان إدارة ترامب أعلنت حربها العدوانية على حقوقنا منذ ديسمبر عام 2017 حين اعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقلت سفارتها إليها، وفرضت الحصار المالي كوسيلة للضغط والمساومة لقبول تلك الصفقة، ولكن الرفض الفلسطيني كان قاطعاً وثابتاً، ونحن على ثقة بأنكم تشاركوننا هذا الرفض لمن يعتدي على حقوق الأمة العربية في فلسطين.
وتابع قائلا: لقد اتّحد الشرّان في عدوانهما على حقوقنا، فكل ما تقوم به إدارة ترامب، يسير جنبا إلى جنب مع "إرهاب" الاحتلال بحق الشعب وأرضه ومقدساته، فالقدس تتعرض لهجمة استيطانية تهويدية تستهدف هويتها وتاريخها ومعالمها العربية والإسلامية، تماما كما هو الحال في سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة من استيطان، واعتقال، وحصار ظالم لقطاع غزة.
وأضاف الزعنون أن اسرائيل تحاول المساس بقدسية النضال الفلسطيني، وتقوم بقرصنة وسرقة أموال الضرائب الفلسطينية بذريعة أن جزءا منها يذهب لرعاية عائلات الشهداء والجرحى والأسرى الأبطال، مؤكدا الاستمرار برعاية هؤلاء الأبطال كواجب وطني والتزام قانوني علينا جميعا، لأنهم عنوان التضحية والفداء.
ودعا الزعنون الاتحاد البرلماني العربي الى الرفض القاطع والتصدي الثابت لكافة المشاريع والإجراءات التي تقودها إدارة ترامب وحكومة الاحتلال، وفي مقدمتها ما يسمى صفقة القرن، لفرض حلٍ لا يستند إلى قرارات الشرعية الدولية التي تكفل حق شعبنا في تقرير مصيره وعودته إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.
وختم الزعنون كلمته قائلا ان كل تلك الضغوط ومحاولات الابتزاز الرخيص، والتهديد والوعيد والضغط السياسي والاقتصادي والميداني الذي تمارسه إسرائيل وإدارة ترامب على الشعب وقيادته، لن تفلح أبداً في تغيير مواقفنا، ولن نقايض الحقوق بالمال، والشعب قادر على تجاوز المرحلة وإفشال محاولات النيل من حقوقه في العودة والدولة.