الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

نائب فلسطيني الماني: وحدتنا هي الرد الأقوى على جريمة نيوزيلندا

نشر بتاريخ: 08/04/2019 ( آخر تحديث: 10/04/2019 الساعة: 10:49 )
نائب فلسطيني الماني: وحدتنا هي الرد الأقوى على جريمة نيوزيلندا
القدس- معا- أكد النائب الفلسطيني في البرلمان الألماني عبد الكريم عراقي في تعليقه على حادث الهجوم الدموي الأخير في نيوزيلندا، أن هذا الحدث هو ليس عمل إنسان فردي بل خلفه تخطيط جماعي لتوسيع رقعة الكراهية والعنصرية ضد المسلمين في أوروبا لتشمل نيوزيلندا. وقد شاهدنا كيف تكاتفت نيوزيلندا ضد هذا العمل المرفوض كون الجالية المسلمة فيها كبيرة.
وبخصوص تأثير الحدث على الشارع الاوروبي بشكل عام وضح النائب عراقي ان التعاطف معنا والتفاعل ليس كبيرا معللا ذلك لوجود تخوفات وصورة نمطية سلبية سائدة لدى الاوروبيين عن المسلمين والعرب بسبب الأحداث الأليمة التي حصلت في اوروبا مؤخرا وراح ضحيتها أبرياء ومدنيين من قبل جماعات متطرفة اصلا لا تمثل الاسلام.
وفي رسالته للجالية العربية في المانيا وأوروبا طالب النائب الفلسطيني الالماني عبد الكريم عراقي ونائب رئيس بلدية نينبورغ الألمانية، الجاليات العربية وكذلك الجمعيات الاسلامية والمساجد الى التوحد والتكاتف تحت سقف واطار واحد يجمعهم جميعا، فطالما نحن متفرقين وكل جهة تعمل على حدى لن يكون لنا اسم ولوبي قوي، وتأثير في المجتمع الاوروبي فالصوت عندما يكون موحدا يصل ويلاقي اذان صاغية اما عندما يكون مشرذما ومشتتا لا أحد يسمع ويصغي له.
وشدد النائب عبد الكريم عراقي على ضرورة استغلال هذا الحدث لصالحنا من خلال ايصال رسالة مفادهة انه ليس كل المسلمين متشددين ودواعش ويكرهون الاديان الاخرى ولا يريدوا ان يندمجوا، بل نحن اناس طبيعيون ومتسامحون ونريد ان نعيش ونتعايش مع الاخرين، يجب ان نستفيد من هذا الحدث رغم آلامته من خلال إظهار اننا الضحية ومظلومين أيضا، ويجب ان نتحدث عن القصص الانسانية والاجتماعية للضحايا احلامهم اطفالهم عائلاتهم الجانب الانساني والمعنوي مهم لكي نؤثر ونكسب التعاطف الدولي وان لا نكتفي فقد بذكرهم كأرقام واعداد كما تعودنا في المجتمع العربي، وليتم ذلك لابد ان نكون كعرب صف وجسم واحد.
وحول الرد السياسي الألماني الرسمي ذكر النائب عراقي ان المستشارة الألمانية انجيلا ميركل صرحت للاعلام برفضها وادانتها هذا العمل بشكل كامل، وبالنسبة لحزب الخضر الالماني الذي انتمي له وانشط فيه فهو كذلك يرفض مثل هذه الاعمال ايضا،
وشدد النائب الفلسطيني الالماني على أنه يجب علينا أن نشعر الشارع الغربي بهذا الحدث من خلال النزول كل يوم للشوارع لنعبر عن رسالتنا وعمل وقفات. تضامنية اسبوعية وشهرية علينا الوقوف بالشوارع وان نصلي للضحايا بالشوارع، ونوصل رسالة بأننا مسالمين ومحبين حتى يشعر بنا الشارع الغربي ولا ينسى الموضوع ولكن اذا لم نتحرك فإن موقفنا سوف يتراجع وستزيد الصورة والنظرة السلبية تجاهنا.
كما تطرق النائب وعضو البرلمان الألماني عن مدينة نينبورغ لموضوع تحرك الشارع العربي وخاصة المواقف الرسمية العربية والسياسية وتسائل لماذا لم نرى اي قائد عربي او مسؤول عربي في مراسم التشييع والتضامن في نيوزيلاندا عدى الممثل الرسمي التركي لما هذا الموقف الضعيف والهش، بالمقابل في حادث فرنسا شاهدنا كافة القادة والزعماء العرب يسيرون في مسيرة التضامن في باريس هناك ازدواجية بالمعايير في الانسانية أيضا بكل صراحة. هناك مفارقة فيما ما يحدث كل نيوزيلندا تحركت رئيسة الوزراء ارتدت الحجاب وعناصر الشرطة النسائية ومواطنات نيوزلندا أيضا تضامنا معنا، أما نحن موقفنا السياسي العربي ضعيف لم يحرك ساكنا بالرغم من وجود تحرك شعبي عربي لكن كان يجب ان يواكبه تحرك سياسي ليصل صوتنا وليقف العالم معنا.


نبذة عن حياة النائب الفلسطيني الألماني عبد الكريم عراقي
خط النائب الفلسطيني الالماني عبد الكريم عراقي مسيرتة حياته بالرغم من كل العقبات والصعوبات بالنجاح، ليرسخ اسمه كأول فلسطيني يحصل على مقعد في البرلمان الألماني ونائب رئيس بلدية نينبورغ الألمانية، وليكرس وجوده في هذا المنصب لخدمة ودعم الجالية الفلسطينية والعربية واللآجين الجدد والقداما في ألمانيا.
ولد عبد الكريم عراقي وترعرع في مخيم تل الزعتر بلبنان بعد لجوء والداه من حيفا بعد نكبة 1948، ومع تفاقم الأوضاع والحرب الأهلية في لبنان عاش رحلة لجوء جديدة بالعام 1985 إلى ألمانيا. ليشق طريقه بخطوات ثابتة في معترك العمل والدراسة والسياسة.
استطاع النائب عراقي ان يستغل طاقته ومهاراتة الرياضية لكي ينخرط في النشاطات الشبابية والرياضية في مدينة نينبورغ الألمانية فقد التحق في النادي الرياضي لكرة القدم ولاحقا اصبح مدربا لفريق الناشين العام بالمدينة ليحصل فيما بعد على سفير الاندماج الرياضي لإتحاد بدرساكسن الكروي تتويجا لجهوده في العمل الرياضي الاجتماعي.
وتسمر طريق النجاح ليصبح النائب عبد الكريم عراقي ناشط سياسي في حزب الخضر الألماني الحزب الثالث في البلاد، وليتم انتخابه في ما بعد كنائب لحزب الخضر في برلمان مدينة نينبورغ وكذلك ليتولى منصب نائب رئيس بلدية المدينة وهو اول منصب يحصل عليه فلسطيني عربي في تاريخ المانيا. عبد الكريم الذي وزع وقته وجهده ووازن ما بين عمله في السياسة الالمانية وتكريس جهد كبير لخدمة الجالية الفلسطينية والعربية وتأمين حقوقهم وتقديم العون للآجئين والقادمين الجدد من الدول العربية وكل الجنسيات من خلال تأسيسه منظمة لدعم وتأهيل اللآجين.